مشروع لتعريف النازحين بالمراكز الخدماتية
اجتماع لعدد من المنظمات والمجالس المحلية تحت إشراف منظمة الرعاية الخيرية للتعريف بمشروع محفظة القرى والبلدات
نجحت ماجدة العبدو (32 عاماً) بالوصول إلى مركز اللقاح الثابت، في المنطقة التي نزحت إليها أخيراً من ريف إدلب الجنوبي إلى الريف الشمالي، لإستكمال برنامج اللقاحات لطفلها حسام البالغ من العمر ثمانية أشهر. ساعدها على معرفة الموقع المنشور الذي حصلت عليه من مشروع محفظة القرى والبلدات.
أطلقت منظمة الرعاية الخيريةمشروع محفظة القرى والبلدات في 9 تموز/يوليو 2019. وكانت الغاية من إنشائه تعريف النازحين بالمراكز الخدماتية الأساسية في بلدات المنطقة التي نزحوا إليها عبر ندوات ومنشورات تعريفية وفرق ميدانية.
تروي العبدو معاناتها مع النزوح وتقول: “اضطررنا إلى مغادرة مناطقنا تحت وطأة القصف والمعارك، وأكثر ما كان يقلقني هو أن المناطق التي نزحنا إليها لم أكن قد قصدناها سابقاً. ولا أعلم عن معالمها أو مراكزها الحيوية أي شيء. نزحت مثقلة بمسؤوليات أبنائي ووضع زوجي المصاب بشظية إخترقت عموده الفقري وتسببت له بإعاقة دائمة”.
وتضيف العبدو: “مشروع محفظة القرى والبلدات ساعدني بالتعرف على المراكز الصحية والخدماتية في هذه المناطق، وهو من المشاريع الهامة بالنسبة للنازحين كونه يقدم خريطة للوصول إلى ما يحتاجون إليه من خدمات ضمن مناطق مجهولة بالنسبة إليهم”.
تعرفت العبدو على أماكن تواجد المجلس المحلي ومراكز منظمات المجتمع المدني. وهي تشعر بأنها بدأت بالتأقلم ضمن المنطقة التي نزحت إليها وأصبح بإمكانها متابعة لقاحات إبنها وقصد الأماكن الهامة التي تتابع شؤونها وشؤون عائلتها كنازحين بفضل تلك المنشورات التعريفية.
مدير منظمة الرعاية الخيرية خالد قديمي (33 عاماً) يتحدث عن أماكن انتشار المشروع ووسائل التعريف فيه ويقول: “يتوزع المشروع في منطقة معرة مصرين والمناطق الإدارية التابعة لها من مجالس محلية ومراكز خدمية، وتم توزيع منشورات ورقية على المجالس الموجودة وأيضاً في المراكز الخدماتية، وتولى المجلس أمر توزيع تلك المنشورات على النازحين من خلال فرق ميدانية”.
وعن عدد النازحين المستفيدين من المشروع يقول قديمي لحكايات سوريا: “أن جميع النازحين والمقيمين في المنطقة إستفادوا من المشروع، وقد بلغ عدد النازحين الجدد9850 عائلة بما يقارب 95786 شخص فقط من النازحيين الجدد”.
المشروع الذي عرف بمحفظة القرى والبلدات هو عبارة عن منشور تعريفي يضم أهم المراكز الخدماتية الأساسية التي يحتاجها النازح وطرق الوصول والتواصل معها، خاصة في الفترة الأولى لنزوحه.وتضم المنشورات الموزعة عناوين المشافي والمراكز الصحية ومراكز الدفاع المدني والمجالس المحلية والمنظمات العاملة في المنطقة إلى جانب أرقام التواصل معهم.
وكانت منظمة الرعاية الخيرية قد عقدت إجتماعاً حضره عدد من النازحين ونحو عشرين منظمة ومجلساً محلياً في بلدات وقرى منطقة معرة مصرين لتعريف النازحين بالمراكز الخدماتية وكيفية الوصول إليها.
شمل المشروع بلدات وقرى حزانو، كفر يحمول، بعيبة، كفر تعنور، شيخ بحر، مزرعة إدريس، هباط، جوانية، كفر بني، بيرة كفتين، معرة مصرين، مورين، رام حمدان، حير الطيب، زردنا، كللي، معارة الإخوان، حربنوش، بيجورية وكفر جالس.
الحاجة الخمسينية زهرة الفلح نازحة من ريف حماة الشمالي إلى مناطق ريف إدلب الشمالي منذ أكثر من ثلاثة أعوام. تصفت الحاجة الفلح مشروع محفظة القرى والبلدات بـ”المشروع المفيد كونه يلقي الضوء على أهم عقبة تواجه النازح في الفترة الأولى من نزوحه وهي معرفة أكثر الأماكن المهمة بالنسبة له”.
لا تزال الحاجة تذكر كم واجهت من المتاعب حين وصلت منطقة معرة مصرين حتى تعرفت على أماكن تواجد المراكز الخدماتية. وتعاني من مرض السكري وضغط الدم وبحاجة للتردد على المراكز الصحية بشكل دوري لقياس ضغط الدم ولإجراء تحاليل السكري.
كانت الفلح دائمة الأسئلة للناس في تلك المناطق عن أماكن تواجد المراكز الصحية المجانية. وغالباً ما كانت تضيع أثناء عملية بحثها تلك لكبر المنطقة وجهلها بها.
وما لفت إنتباه الحاجة الخمسينية أنه حتى أهالي المنطقة كانوا يجهلون أماكن المراكز الخدماتية. وأغلبهم كانوا ينفون معرفتهم بتلك الأماكن، وأحياناً أخرى كانوا يرشدونها إلى أماكن خاطئة، فتتكبد عناء الطريق الطويل مشياً على الأقدام دون فائدة. لذا فهي تشيد بمشروع محفظة القرى والبلدات الذي من شأنه مساعدة النازحين الجدد وبشكل كبير.
أحمد السليم (25 عاماً) حضر الإجتماع الذي عقدته منظمة الرعاية الخيرية من أجل التعريف بالمشروع. وهو يمتدح محاوره التي ركزت على مناقشة عدد من الأمور المتعلقة بعمل المنظمات الإنسانية وكيفية تحسين عملها في سبيل تقديم خدمات أكبر للنازحين. إضافة لمناقشة إحتياجات المجالس المحلية في بلدات المنطقة وسبل تخطي العقبات وتحقيق أكبر قدر من الإستفاده وخاصة للسكان النازحين.
عضو المجلس المحلي علي الأحمد (23 عاماً) يصف النشاط بأنه الأول من نوعه في المنطقة، ويلفت إلى أنه لاقى اهتماماً كبيراً من قبل المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني على حد سواء. وأتاح فرصة كبيرة للمجالس بالتعرف على المنظمات، وطرح الاستفسارات والاحتياجات بغية تقسيم العمل بين المجالس والمنظمات بالتساوي، ليشمل كافة النازحين في القرى والبلدات ولا يبقى أحد من الأهالي دون استجابة”.
“لا يقتصر المشروع على عقد الندوات وتوزيع المنشورات وإنما هو بصدد إنشاء موقع إلكتروني يتضمن كامل معلومات المحفظة عن المنطقة بشكل عام. كما سيتم لاحقاً وضع لافتات طرقية للإرشاد إلى تلك المراكز الخدماتية” وفق ما أفاد مدير المنظمة الداعمة خالد قديمي لحكايات سوريا.
مع زيادة أعداد النازحين إلى مناطق ريف إدلب الشمالي بعد الهجمة العسكرية الأخيرة على الريف الجنوبي، يحاول مشروع محفظة القرى والبلدات تقديم الاستفادة الممكنة لمن شردتهم الحرب ورفع بعض الأعباء عن كاهلهم المثقل.