شمعة أمل لمساعدة الفقراء ودعم الأطفال والنساء

Relief organisations in Idlib helped the destitute and displaced celebrate Ramadan by hosting traditional iftar meals to break their fast. Field kitchens and restaurants set up in opposition-held areas cooked banquets so people could eat together at sunset during the holy month. Displaced people from Sahl al-Ghab and Hama’s northern countryside also enjoyed the festivities. Food rations were also distributed as well as meals that included rice, chicken, boiled meat and dates. Damascus Bureau’s Ahmad al-Salim visited a number of these kitchens and took the following photographs.

ارتاح محمد معصوم (55 عاماً) وزوجته بعد عشرين سنة بعض الشيء. يقول معصوم “الآن أصبحت صفاء تستطيع أن تذهب إلى غرفة التلفاز في أي وقت تشاء، وتتابع برامجها المفضلة براحة. يمكن لأي فرد من العائلة أن يقود كرسي صفاء (22 عاماً) المتحرك إلى حيث تريد، في السابق اضطررت أنا وأمها إلى خدمتها طوال اليوم ونقلها من موقع لآخر داخل المنزل”.

 
لم تكن صفاء (22 عاماً) مصابة بالشلل عند ولادتها، بل كانت تحرّك كل أطرافها وتستجيب لابتسامات أمها وكلامها كأي طفل آخر. حين قاربت السنتين من عمرها أصيبت بالشلل نتيجة تعرضها لداء السحايا وفقدت صفاء قدرة المشي على قدميها مُذّاك. ولم تسمح الإمكانات المادية للأب بشراء كرسي متحرك لابنته طوال تلك السنوات، ليخفف عنها وعن نفسه ووالدتها عبء تنقلاتها في المنزل أو خارجه.
وقبل أيام فقط تحقق هذا الحلم البسيط لصفاء ووالديها بعدما قدم مركز السلام والمجتمع المدني في مدينة الحسكة 3 كراسي متحركة لذوي الاحتياجات الخاصة، ذهبت واحدة منها إلى صفاء.

 
توزيع الكراسي المتحركة جاء ضمن حملة إغاثة وتنمية، أطلقها مركز السلام والمجتمع المدني في مدينة الحسكة شمالي شرقي سوريا تحت شعار “شمعة أمل”. وتهدف الحملة إلى تقديم مساعدة مباشرة لبعض العوائل الفقيرة في أحياء المدينة، بناء على مسح أجراه متطوعو المركز إلى جانب مشاريع تنمية فكرية.

 
وتضمنت الحملة التي استمرت ستة أسابيع، مجموعة برامج إغاثية ومشاريع تنمية صغيرة وورشات تثقيفية للنساء وحفلات ترفيهية وأنشطة رياضية للأطفال.

 
وتمّ من برنامج الإغاثة في الحملة توزيع 50 سلة غذائية على العوائل الأكثر احتياجاً في حي الكلاسة. واستبدال غطاسات المياه في مجموعة من الآبار التابعة للحدائق العامة في حي الصالحية، والكلاسة والنشوة الغربية في المدينة. ويقول مدير المشروع الذي فضّل عدم ذكر اسمه “ويستفيد من هذه الآبار أكثر من 300 عائلة بعضهم من النازحين من محافظات أخرى، عبر تأمين مياه الشرب، والغسيل، إلى جانب توزيع بذور الخضار على السكان القاطنين قرب تلك الحدائق والآبار لزراعتها وريّها، كمشروع يهدف إلى توفير أنواع من الخضار الموسمية للعائلات الفقيرة، التي تقطن بالقرب من تلك الآبار. وتعليم الناس وتشجيعهم على زراعة الخضار للاكتفاء الذاتي، والتخفيف من الأعباء الاقتصادية على العوائل الفقيرة”. كما قام المركز ضمن حملة شمعة أمل بتوزيع مبالغ نقدية على 60 عائلة محتاجة في حي تل حجر.

 

بين والدها وأمها صفاء على الكرسي المتحرك تصوير نورا بوزو

القائمون على الحملة نظموا مجموعة من الأنشطة الترفيهية استهدفت شريحة الأطفال في الحسكة. وذلك في مقر المؤسسة، أو في مقرات مؤسسات أخرى مهتمة بالطفولة. فأقام قسم حماية الطفل في المركز حفلة ترفيهية لـ46 طفلاً بالتعاون مع روضة “خطوتي” ورابطة الرياضيين في مدينة الحسكة. وتضمن الحفل فعاليات غنائية وألعاب رياضية ومسابقات وموسيقى وتوزيع هدايا. كما كانت هناك حفلة أخرى لأطفال المدينة في حي الصالحية.

 
ويقول مدير المشروع أن الهدف من هذه الفعاليات الموجهة للطفل هو “تخفيف الضغوط النفسية عن الأطفال، ونقلهم من أجواء الحرب والحزن الناجمة عن التفجيرات الأخيرة التي حدثت في الحسكة قبيل عيد الفطر بيوم”. ويضيف “نبتغي الوصول إلى أكبر عدد من أطفال المدينة لتعويضهم عن فرحة العيد التي خسروها بسبب التفجير الذي استهدف فرن الصالحية، هذه الحفلات ضرورية للأطفال ولا سيما أن غالبية المنتزهات أغلقت أبوابها بسبب تردي الوضع الأمني”. كما تمت دعوة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لحضور كافة الأنشطة الموجهة للأطفال.

 
وتولي الحملة اهتماماً خاصاً بالنساء وذلك عبر مجموعة برامج هادفة منها ورشة لتمكين المرأة ثقافياً حضرها 14 امرأة هدفت إلى التعريف بالاضطهاد على أساس النوع الاجتماعي (الجندر). ويقيم المركز دورات مهنية لتعليم النساء على مهن، كالحلاقة والتجميل والخياطة ودورات في الإسعافات الأولية، على اعتبار أن النساء يشكلن واحدة من الشرائح الاجتماعية الأكثر تضرراً أوقات الحروب والنزاعات إلى جانب الأطفال.

 
وترى الناشطة في المجال الاجتماعي هيلين وليكا أن “هذه الفعاليات والبرامج الموجهة للأطفال والنساء تشكل إحدى الأساليب الناجحة للحدّ من آثار الأزمة في سوريا على المجتمع. ربما ينظر البعض إلى هذه الأنشطة باستخفاف إلا أن أثرها الإيجابي على الأطفال والنساء موجود سواء من ناحية تغيير التفكير الاجتماعي وزيادة الوعي، أو من حيث الاستمتاع واللعب وتكوين الصداقات في ما يتعلق بالأطفال”.
بعيداً عن الجدل حول عملية تغيير فكر وذهنية المجتمع بهذا النوع من الأنشطة الثقافية التي قدمها المركز، إلا أن ما ليس حوله جدال مطلقاً هو أن الحملة تركت أثراً ملموساً على حياة العديد من الأفراد والعائلات. ففي الماضي لم ترَ صفاء الكرسي المتحرك إلا في التلفاز. أمّا اليوم فهي تمتلك واحداً ساعدها على الذهاب مع والدتها أبعد مما كانت تتصور. إلى أسواق المدينة، المحلات التجارية، سوق الخضرة، الأقارب والأصدقاء والجيران مهما بَعُد الطريق.

 
” أنها سعيدة أكثر منّا جميعاً بهذا الكرسي”. يختم والد صفاء حديثه وهو يتأمل ابنته جالسة على الكرسي أمام التلفاز.