نازح سوري يحول بقايا الصواريخ إلى تحف فنية
أبو الفوز يعمل على تلوين الصواريخ ويحوّلها إلى تحف تصوير نبيل الشامي
في مدينة الباب في ريف حلب الخاضع للمعارضة السورية يبدو أكرم سويدان، أو أكرم أبو الفوز كما يناديه أصدقاؤه، منهمكاً بالرسم والنقش على بقايا الصواريخ والقذائف، وهي الهواية التي بدأها من مدينته الأم دوما في ريف دمشق التي خرج منها مع قوافل النازحين نحو الشمال السوري.
أبو الفوز (40 عاما) يحوّل أدوات الموت والقتل إلى تحف ولوحات فنية مليئة بألوان الحياة الزاهية، وعبارات الحراك السلمي السوري الذي بدأ في سوريا ربيع 2011 ضد نظام بشار الأسد.
وحول موهبته في الرسم، يقول أبو الفوز لـ حكايات سوريا إنها نمت معه منذ طفولته وقام بالتعلم قدما فيها بنفسه، إذ إنه لم يدخل أي معهد للرسم والفنون يوما ما، بل استطاع أن يطور خبراته التي بدأها أولا بالرسم بالرصاص.
“ويضيف أبو الفوز: “نحن شعب يحب الحياة ما استطاع إليها سبيلاً، وقد وجهت عدة رسائل في هذه النقطة بالذات عن سلمية هذه الثورة وعن أصالة وعراقة شعبها ولم تقتصر رسائلي من خلال هذه الأعمال عن السلام فقط. وجهت عدة رسائل من خلال الأعمال تطالب بحقوق الإنسان وحقوق الطفل، وكنت ضد هدم دور العبادة لأي دين كان. حاولت إيصال صوت هذه الثورة خلال الأعياد والمناسبات العالمية، وكنت صوت الشهيد والمعتقل والجندي والطبيب والمعلم والثائر، ولعل أن يصل هذا الصوت يوماً ما”.
ويرى أبو الفوز أن الحراك السلمي كان الأجدى بثورة السوريين، وتمنى لو أنه استمر كذلك، دون أن يلجأ الغالبية إلى التسليح وتحول الحراك إلى صراع مسلح.
أعمال أبو الفوز ورسمه على بقايا الصواريخ التي كانت تسقط على مدينته دوما، كانت مثار جدل بين السكان، حيث تباينت الآراء بين معجب ومستحسن لتلك الأعمال، وآخر غير مكترث لما يقوم به، وأيضا آخرين لم ترق لهم فكرة لاسيما ممن تسببت هذه الصواريخ بتدمير منزله أو فقد عزيزاً جراء سقوطها على المدينة.
في حين لم يكن من الصعب على الرجل الحصول على المواد الأولية للرسم والنقش، فمدينة دوما صنفت يوما ما وفق قوله بأنها أخطر المدن للعيش في العالم، وكان سقوط الصواريخ والقذائف مشهداً يومياً ألفه الناس.
ويصف الفنان القادم من دوما إلى الشمال السوري رحلة تهجيره من مدينته، بأنها تشبه الموت وخروج الروح من الجسد، فكل الكلام لا يصف آخر نظرة ودع بها مدينته، كما يقول.
كما أبو الفوز فإن لوحاته وأعماله الفنية على بقايا القذائف والصواريخ محاصرة شأنها شأن الآلاف من السوريين، فرغم أن الرجل تلقى دعوات لحضور معارض فنية تشارك فيها لوحاته، فإن الحصار وصعوبة تحصيل وثائق السفر الرسمية منعته من المشاركة في عدة معارض فنية عربية ودولية.
يقول أبو الفوز، إن أعماله شاركت فقط بالصور المطبوعة في حضورها ضمن المعارض في دول ألمانيا والسويد وبلجيكا وقطر، ومعرض آخر في متحف أكسفورد ببريطانيا، مشيراً إلى أنه كان يأمل أن يشارك بحضوره الشخصي مع أعماله المحسوسة، دونما صور فقط لها.
ويرى أبو الفوز أن الحرب فرضت عليه الحصار وعدم المغادرة إلى عدة دول أوروبية، لكنه يأمل في المستقبل أن يحظى بإحدى تلك المشاركات الفنية.