من كسب يدي قروض عمل صغيرة
حصل على قرض لتمويل دكانه تصوير سونيا العلي
بحماس كبير ينطلق أحمد النداف (25 عاماً) إبن بلدة كفرتخاريم يومياً إلى عمله في الدكان التي افتتحها بمساعدة مشروع “من كسب يدي” بهدف كسب لقمة العيش له ولأسرته .كان أحمد بلا عمل كآلاف الشبان السوريين، ووجد فرصته في هذا المشروع
“من كسب يدي” هو الإسم الذي اختارته ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺑﻨﻔﺴﺞ لمشروعها الهادف إلى تأﻣﻴﻦ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻟﺼﻐﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﻣﻤﻦ ﻟﻴﺲﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻮﺭﺩ ﺩﺧﻞ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻗﺮﻭﺽ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻌﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ .ويكتسب المشروع أهميته ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻬﺪ ﺍلمناطق المحررة ﻧﺪﺭﺓ ﻓﻲ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻣﺘﺎﻋﺐ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﻠﺮﺍﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ، ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻤﻮﻳﻞ .
ويقول أحمد النداف: “كنت في ما مضى عاطلاً عن العمل بسبب ظروف الحرب، ﻭﻟﻢ أترﻙ ﺑﺎﺑﺎً ﺇﻻ ﻭﻃﺮقته، ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻮﺻﺪﺓ. استفدت من هذا المشروع وافتتحت بقالة صغيرة تساعدني أرباحها على إعالة أسرتي، كما علمني ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺨﺎﺹ الصبر وﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ على ﺍﻟﻨﻔﺲ، فإﺣﺴﺎﺱ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ بأنه ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻮﺍﺭﺩﻩ ﻳﻬﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻱ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺘﻌﺐﻭﺍلإﺭﻫﺎﻕ.”
مدير المشروع وسيم السويد (30 عاماً) يتحدث لحكايات سوريا قائلاً: “ﺗﻮﺟﻬﻨﺎ ﻧﺤﻮ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺼﺪﺭ ﺩﺧﻞ، وقمنا باﺳﺘﻬﺪافهم ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺪﺭﻳﺒﺎﺕ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺩﻋﻤﻨﺎﻫﻢ ﺑﻘﺮﻭﺽ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩﻫﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻌﺎﺕ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻢﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻭﺽ ﻓﻲ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ .”
يحيى نعمة وهو صحافي يعمل مع منظمة بنفسج يلفا إلى أن الشمال السوري يعاني ﻣﻦ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ، حيث ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻝ يعد ﺍﻟﻬﺎﺟﺲ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻷﻱ ﺷﺎﺏ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻣﺸﺮﻭﻋﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ .
ﻭيضيف نعمة: “ﺇﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﺑﻠﻎ ﺣﻮﺍﻟﻲ 100 مستفيد في ريف حلب الشمالي وريف ادلب الجنوبي والغربي، حيث يحصل كل شخص على منحة مالية ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ 600 ﺩﻭﻻﺭ أميركي، ﻭﺗﺴﺘﺮﺩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻋﺒﺮ ﺩﻓﻌﺎﺕ ﺷﻬﺮﻳﺔ ﻳﺤﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﻣﺸﺮﻭﻋﻪ .”
وبحسب نعمة: “ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻓﺮﺻﺔ ﻋﻤﻞ ﺃﻣﺮﺍً ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ، لذلك نحاﻭل ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦﺷﺄﻧﻬﺎ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺇﻟﻰ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺗﻐﻄﻲ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺭﺯﻕ ﻟﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﻣﺤﺎﻝ ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻟﺒﺴﺔ، ﻭﺫﻟﻚﺿﻤﻦ ﺇﻃﺎﺭ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺗﻤﻜﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ” .
ويؤكد نعمة على “أن ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﻨﺢ ﻟﻸﺭﺍﻣﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻔﺎﻗﺪﺓ ﻟﻠﻤﻌﻴﻞ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻬﺪﻑ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺩﻭﺭ ﻫﺬﻩ ﺍلفئات، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻌﻬﻢ، ﻹﻋﺎﺩﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﻀﻤﺎﺭ ﺳﺒﺎﻗﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻧﻘﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺃﻳﻀﺎً”.
أبو مازن (42 عاماً) من الغوطة الشرقية، وهو أحد المهجرين الذين فضلوا ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺃﺭﺿﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﻘﺼﻒ. استفاد من المشروع، وقام بافتتاح محل تجاري لبيع الألبسة.
يقول أبو مازن: “فقدنا مصادر أرزاقنا بعد نزوحنا ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻀﺨﻢ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻧﺪﺭﺓ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ في معظمها. ساعدنا المشروع على افتتاح مشاريع خاصة تؤمن لنا كسب العيش، وتحقق لنا الاكتفاء الذاتي، فضلاً عن تأمين حاجة السوق المحلية من السلع والبضائع .”
المهندس عدنان البش (45 عاماً) يقول: “ﺗﻐﻴﺐ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻦ ﺟﺪﻭﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ معظم ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ الشمال ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ، ﻭﻳﻌﺰﻭ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ ﺑﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ”.
ويضيف البش: “ﺎﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﺣﺎﻻﺕ ﻧﺰﻭﺡ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻹﻏﺎﺛﻴﺔ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺮﺓ ﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﻣﻨﺢ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، مع أننا بأمس الحاجة لفرص عمل تساعد العائلات المحتاجة على العيش الكريم .”
ويعتبر البش “أن دﻋﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ إﻃﻼﻕ ﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺗﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﺭيعها ﻭﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ”.
تتصدر ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍلاﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ يعاﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍلشمال السوري، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦبحاجة ماسة لتحسين ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ.
لذلك يهدف مشروع “من كسب يدي” إلى دعم المستفيدين منه لبدء ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺧﻠﻒ ﻓﺮﺻﺔ ﻋﻤﻞ ﺗﻮﻓﺮ ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺇﻳﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ .