منظمة أمان وعدالة مجتمعية تعبّد وتؤهل الطرقات

حملة تعبيد الطرقات في ريف إدلب للحد من حوادث الاصطدام صور خاصة الموقع

حملة تعبيد الطرقات في ريف إدلب للحد من حوادث الاصطدام صور خاصة الموقع

تواصل منظمة أمان وعدالة مجتمعية، العمل على مشروع تعبيد الطرقات في عدد من المناطق السورية المحررة. ويكتسب هذا المشروع أهمية بالغة بسبب سوء حالة الطرقات العامة، وتردي حالتها الفنية. إضافة إلى انتشار الحوادث المرورية وغياب مؤسسات الدولة.

ويهدف المشروع الذي انطلق من محافظة إدلب، إلى تسهيل حركة السيارات. وخصوصاً سيارات الإسعاف. والحد ما أمكن من الحوادث المرورية. ويشرف على المشروع المجالس المحلية في المناطق المستهدفة، بالتعاون مع مراكز الشرطة الحرة.

رئيس المكتب الخدمي في مجلس بلدة معصران في ريف إدلب، خالد اليوسف (31 عاماً) يقول: “الأسباب التي دعت إلى تنفيذ المشروع في بلدة معصران، هي الأزمة المرورية في السوق الرئيسية للبلدة. وكثرة المشاجرات التي تحصل نتيجة ازدحام المتسوقين. وعدم إمكانية تحويل السير باتجاه الطريق الدائري الشمالي والجنوبي لسوء حالته وكثرة الحفر فيه. ويهدف المشروع إلى التخفيف من حوادث السير وسرعة الاستجابة المرورية والإسعافية لفرق الدفاع المدني”.

يضيف اليوسف: “تم تعبيد ما يزيد على ألف متر بعرض 6 أمتار، وذلك على الطريق الدائري الشمالي من البلدة. إضافة إلى توسعة الطريق الدائري الجنوبي، عبر تعبيد 730 متراً بعرض 4 أمتار، ضمن المواصفات المدروسة”.

وينوه اليوسف إلى أن مشروع تعبيد الطرقات تم بإشراف المجلس المحلي في البلدة. وأن الدعم المقدم من قبل منظمة أمان وعدالة مجتمعية تم بعد دراسة المشروع هندسياً، والإعلان عن مناقصة. واختيار المتعهد المناسب، ومنحه كلفة تنفيذ المشروع، عن طريق المنسق المالي واللوجستي لدى المنظمة.

ويؤكد اليوسف “أن البلدة لا تزال بحاجة ماسة إلى تعبيد بعض الطرقات. وذلك نظراً لسوء الحالة الطرقية وبطء الاستجابة الإسعافية والأمنية”.

توقف مؤسسات الدولة في المناطق المحررة الخارجة عن سيطرة قوات النظام، أدى إلى تضرر كبير في البنى التحتية لتلك المناطق. ما دفع بعض الجهات المحلية للبحث عن حلول، ولو كانت بسيطة من أجل العمل على تفعيل المؤسسات الخدمية.

أحمد العوض(45 عاماً) وبصفته رئيس المجلس المحلي في مدينة كفرتخاريم، يقول: “عمل المجلس منذ أكثر م منذ تشكيله، قبل 4 سنوات، على الاهتمام بتفعيل المؤسسات الخدمية. سواء بجهد محلي وتمويل ذاتي. أو من خلال المنظمات الداعمة. وتعتبر شبكة الطرق من أهم البنى التحتية، لحيوتيها وربطها للمناطق وتخديم المدينة بشكل عام”.

ويشدد العوض على وجوب الحفاظ على الطرق فعالة وعاملة بشكل جيد ودائم. فتخديم المواطنين وتخفيف الحوادث قدر الامكان، من مهام المجالس المحلية. ويؤكد العوض “أن الدعم المقدم من منظمة أمان وعدالة مجتمعية، تم من خلال مذكرة تفاهم. وجرى الإعلان عن المناقصة وفق الأصول”.

للشرطة الحرة دور فعال في إتمام مشاريع تعبيد الطرقات في المناطق المستهدفة. وتسهر مراكز الشرطة على حماية معدات التعبيد، وتنظيم السير أثناء تعبيد الطرقات.

نواف اليوسف(40 عاما) رئيس مركز شرطة تلمنس الحرة يقول: “قمنا بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تعبيد الطرق. وكان دورنا كشرطة حرة تقديم كل الخدمات للجهة المنفذة. من تحويل للطرقات ووضع اشارات ودوريات منظمة على الطرق التي يتم فيها العمل. وقطع الطرق ريثما تصبح جاهزة للسير عليها”.

وينوه اليوسف إلى أهمية هذه المشاريع. فالطرقات التي لم يتم تعبيدها منذ أكثر من ست سنوات، تصدعت وتحفرت. ويلفت إلى أن القصف العشوائي كان سبباً في الانتشار السكني على أطراف البلدة. فكان لا بد من ربط أماكن السكن الجديدة مع البلدة بطرق معبدة.

ويختتم اليوسف قوله: “الطرقات المعبدة تسهل حركة آليات الدفاع المدني أثناء القصف. وتساعد عمل الشرطة من خلال التخفيف من الحوادث المرورية. ولتسهيل الوصول إلى الأماكن التي نضطر إلى التدخل فيها سريعاً، بعد قصف أو ما شابه ذلك”.

صعوبات كبيرة واجهت العاملين في المشروع. أهمها المدة الطويلة التي مضت على الطرقات في المناطق المحررة بدون عناية وتعبيد. عيسى مصطفى أحد العاملين في تعبيد الطرقات في مدينة كفر تخاريم، يقول: “عملت سابقا أيام نظام حزب البعث في هذه المهنة. ولكن الآن الأمر مختلف كلياً من جميع النواحي. سوء الحالة الطرقية للمناطق المحررة يجعل الأمر صعب جداً بالنسبة لنا. فبدل أن يتم إنجاز المتر خلال دقيقة واحدة مثلاً، يتم إنجازه الآن خلال خمس دقائق. كما تزيد التكلفة المادية خلال ترميم الطرقات وتعبيدها، من خلال المواد المستخدمة واليد العاملة”.

فرحة لم يخفها أحمد أحد أطفال مدينة كفرتخاريم، وهو يلعب بلعبته المفضلة. راح يجري خلف إطار مطاطي على الطريق المعبد حديثاً. وعند سؤالنا له عن سبب سعادته قال: “لم أتوقع أبداً أن يتم تعبيد الطرق في المدينة. ولكن ها أنا ألعب الآن على الطريق المعبد حديثا. كل يوم أخرج أنا ورفاقي للركض على الطرقات والسباق عليها ولم يعد الطين يعيقنا”.

مأمون اليحيى (23 عاماً) صاحب محل  بقالة في بلدة تلمنس، وصف مشروع تعبيد الطرقات بـ”الخطوة المهمة في مجالات كثيرة. وأهمها تخليص المواطنين من الطين الذي كان ينتشر سابقاً على الطرقات وبكثافة كبيرة”. ويقول اليحيى: “حالة الطرقات سابقا كانت سيئة جداً. وهذا الأمر ينعكس سلباً على عمل سيارات الإسعاف، والدفاع المدني للوصول إلى مناطق القصف بسرعة كبيرة. كما وقع الكثير من حوادث السير بسبب سوء الطرقات. نشكر جميع القائمين على العمل ونشكر الجهة الداعمة لهذا المشروع”.