مشروع رياضي للأطفال في إدلب حلم يتحقق
من تدريبات الفتيان على لعبة كرة القدم تصوير مصطفى جلل
ضمن فعاليات مشروع “الطفل الرياضي السوري”، الذي أطلقه الاتحاد السوري الحر لكرة القدم، بالتعاون مع البرنامج الإقليمي السوري الذي تديره “منظمة كيمونكس”، يتلقى أكثر من 400 طفلاً تدريباتهم في 8 مراكز تعليمية اختيرت لتنفيذ هذا المشروع في المناطق المحررة.
المشروع الذي بدأ مطلع العام الحالي 2017، يستهدف إنشاء مراكز لتعليم وصقل مهارات لعبة كرة القدم عند الأطفال، من سن 8 حتى 15 عاماً. وتتوزع مدارس هذا المشروع في 8 مناطق هي: كفرنبل، معرة النعمان، جبل الزاوية، كفردريان، سراقب، إدلب المدينة، حيش وبنش.
تستقبل كل مدرسة 50 طفلاً حسب الفئة العمرية، بإشراف مباشر من اتحاد الكرة، ويعمل في كل مدرسة مشرف مركز، ومدرب (معلم مهارات)، ومساعد مدرب، ومسعف، وذلك لخمسة أشهر، مدة المشروع كاملاً.
وائل جبارة ( 48 عاماً) أمين سر اتحاد كرة القدم يقول: “الطفل في المناطق المحررة عانى الكثير من الويلات، وهذا الواقع شكل أحد هموم اتحاد كرة القدم، فكان السعي لتحقيق مثل هذا المشروع لتقديم ما يساعد أطفالنا على تخطي الظروف الصعبة الراهنة التي يعيشونها”.
ويضيف جبارة: “هذا المشروع يشكل قاعدة أساسية لرفد أندية كرة القدم باللاعبين الناشئين، وتكوين أساس متين للعبة في سوريا المحررة، إضافة لكونه محطة ترفيهية تساهم في تحسين الحالة النفسية والجسدية عند الأطفال، وإبعادهم عن المشكل المنتشرة في واقعهم المرير، من مخدرات وسلاح وغيرها الكثير”.
و يتابع جبارة: “تم تأمين التجهيزات المطلوبة للمشروع، وتم توزيعها على المراكز الثمانية المحددة. وتضم كرات ووسائل تعليمية مساعدة، و لكل طفل حقيبة رياضية تحوي اللباس والحذاء، بالإضافة الى ألبسة وأحذية للعاملين في هذه المراكز”.
ويؤكد جبارة أن جدول عمل المراكز يسير وفق الخطة الموضوعة من قبل إدارة المشروع، وأن اللاعبين الصغار قد حجزوا أماكنهم في الحصص التدريبية.
“نشاط ليس له مثيل، خلية نحل لا تهدأ، حركة ومهارات تشعل أرضية الملعب الخضراء، عند انتشار الأطفال واحتضانهم للكرة بقلوبهم وأنظارهم وأقدامهم” يقول محمد الحلاق ( 28 عاماً) مشرف مركز كفرنبل الذي يحمل إجازة في التربية الرياضية.
يتحدث الحلاق لموقع “حكايات سوريا” عن آلية التدريب قائلاً: “يتكون كادر المركز من مشرف ومدرب ومساعد مدرب ومسعف، ويبلغ عدد الأطفال المسجلين أكثر من 50 طفلاً موزعين على فئتين عمريتين من 8 – 11 والثانية من 12 – 15 عاماً، يتجمع الأطفال على يومين أثناء العطلة الإسبوعية”.
ويضيف الحلاق: “نقوم في المركز بتعليم الأطفال أصول مهارات لعبة كرة القدم، وكذلك نقوم بصقل وتصحيح هذه المهارات عند المتميزين منهم، يهدف المركز لتوفير لاعبين ناشئين للأندية من جهة، ولتوفير بعض الدعم النفسي للأطفال وإبعادهم عن جو الحرب والقصف”.
ويتمنى الحلاق على الجهة الداعمة تمديد فترة المشروع حتى بداية العام الدراسي القادم، ليتمكن مع فريق التدريب في المركز من تعليم المهارات وصقلها على أكمل وجه، لأن الفترة الحالية للمشروع غير كافية.
يعشق محمد الأحمد (13 عاماً) لعبة كرة القدم، لم تساعده المدرسة في تعلم هذه اللعبة بشكل سليم، بسبب عدم تنفيذ دروس التربية الرياضية كما يجب، واستبدالها بدروس اللغة العربية والرياضيات.
يقول الأحمد: “أعشق كرة القدم عشقاً جنونياً، وتكاد الكرة لا تفارقني حتى في منامي. فرحت كثيراً عند افتتاح هذا المركز الذي يحقق أمنيتي بتعلم اللعبة كما يجب”.
أما الفتى محمد الشيخ علي (13 عاماً)، فيحلم في أن يصبح لأعب كرة قدم مشهور مثل اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي.
الشيخ علي يقول:”أتابع كل المباريات العالمية على الشاشة، لأنني أحب هذه اللعبة الجميلة، وعندما علمت باستحداث مركز الطفل الرياضي السوري الخاص بلعبة كرة القدم فرحت كثيراً، لأن هذا المركز سيكون بداية انطلاقتي نحو تحقيق هدفي”.
ويسير الطفل علي حناك (12 عاماً) على نهج شقيقه أحمد الذي يلعب في صفوف فريق الرجال في نادي كفرنبل الرياضي.يقول علي:” أحببت اللعبة بسبب شقيقي أحمد، والتحقت بمركز الطفل الرياضي السوري في كفرنبل لأنني أحلم أن أكون أحد اللاعبين الأساسيين في فريق النادي”.
رئيس مكتب التربية والرياضة في المجلس المحلي في مدينة كفرنبل أبو محمود (51 عاماً) يحمل شهادة دبلوم تربية رياضية وهو مدرب كرة قدم، غير متفائل بتحقيق الهدف الفني من هذا المشروع على الوجه الصحيح.
ويبين أبو محمود أن هناك بعض الملاحظات وأهمها “عدم وجود دليل عمل موحد، أو منهاج للمهارة وفق جدول زمني لتنفيذ المشروع، كما أن قلة الحصص التعليمية اسبوعيا (ساعتان ونصف) لا تكفي، خاصة في الظروف التي تعيشها المناطق المحررة. والأهم عدم تعاون اتحاد كرة القدم مع الأندية الرياضية والمجالس المحلية، من حيث المراقبة والتقييم لعمل وأداء المراكز، إضافة للضعف الواضح في تأمين الوسائل التعليمية المساعدة في تلقي الأطفال لمهارات لعبة كرة القدم”.
رئيس نادي كفرنبل الرياضي ولاعب كرة القدم السابق أبو عبدو( 57 عاماً) يتمنى من اتحاد كرة القدم إشراك النادي والخبرات المتوفرة فيه بعملية الإشراف على عمل مركز كفرنبل.
ويقول أبو عبدو : “النادي هو الجهة المستفيدة بشكل أساسي، كون الأطفال سينضمون لفرق النادي، فمن الأولى أن يكون لنا دورنا الفعال في مثل هذه الأنشطة، ونحن مستعدون للمساعدة وتقديم ما يحتاجه المركز من خبرات ومواد لوجستية، تفيد في إعداد لاعبين ذوي مهارات لصفوف النادي”.