حقّقْ حلمَك في كفرنبل بدل السفر إلى تركيا
دورة إعداد مراسل صحفي في مركز حقق حلمك - من صفحة المركز على فيسبوك
"اختصرنا متاعب السفر وعناء الطريق وأصبحنا نتدرَّب في عقرِ دارنا بعدما كنا نضطر للسفر إلى تركيا للإلتحاق بالتدريبات"
“اختصرنا متاعب السفر وعناء الطريق وأصبحنا نتدرَّب في عقرِ دارنا بعدما كنا نضطر للسفر إلى تركيا للإلتحاق بالتدريبات” يقول أحد الشبّان الملتحقين بدورة إعداد المراسل الصحفي في مركز حقّقْ حلمك.
هذا المركز الذي أنشأه اتحاد المكاتب الثورية URB في كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي يهدف إلى تأهيل شبّان المنطقة في مواضيع عديدة أبرزها الإعلام والصحافة، على أيدي مدرّبين من أصحاب الخبرات المهنية، بما لا يقل عن الخمس سنوات، أو ممن يخضعون لدورات في المركز ثمّ يصبحون مُدرِّبين.
مدير المركز أحمد السويد يقول لـ”حكايات سوريا”: “يقدِّم مركزنا دورات مجانية في الصحافة بشكل دوري، بالإضافة إلى دورات في كيفية الدعم النفسي واللغة الإنكليزية ومواضيع أُخرى”.
وينوَّه السويد إلى أنَّ “الهدف الأساسي من المركز هو توفير عناء السفر إلى تركيا أو حتى السفر إلى مناطق أخرى داخل سوريا، حيثُ كان شبّان منطقة كفرنبل ومحيطها يقطعون مسافات للحصول على مبتغاهم. أمّا اليوم فقد صار المتدرِّبون على مسافة قريبة من مركز التدريب”.
كما يتحدّث السويد عن التجهيزات والمعدات المتوفرة في المركز، ويقول: “إنَّ المركز مجهَّز بقاعتَين كل منها تتسع لـ 25 شخصاً، وكل قاعة مجهَّزة بشاشة عرض ولوح وإضاءة وكمبيوتر، بالإضافة إلى التدفئة والتبريد والإنترنت… ونحنُ نعمل بأقل الإمكانيات لكن نسعى دوماً لإفادة الشبّان الراغبين بالتعلّم ونثقل مهاراتهم”.
في ما يخص دورات الإعلام وهي أبرز ما يقدّمه المركز، ضمن تدريبات عن مهارات المراسل الصحفي ودورات في الفوتوشوب والمونتاج، يُحدِّثنا مدرِّب المونتاج عتبة الكيلاني عن تجربته قائلاً: “أعمل مع زميلي سراج كمدرّبين على المونتاج، وقد قمنا بوضع منهاج حاولنا فيه قدر الإمكان أن نغطي المواضيع الأساسية في المونتاج. كي يتمكّن المتدرّبون من الإلمام بمهارات المونتاج من كافة جوانبه ليشقوا طريقهم في هذا المجال. وربّما يتشجُّعون لخوض تجربة صناعة الأفلام والمواد المصوّرة في المستقبل”.
أحمد (28 عاماً) أحد الشبّان الذين خضعوا لدورة المونتاج في المركز يقول لموقعنا: “التحقت بالدورة لأني أحتاجها في عملي في الإعلام، و”حقّقْ حلمك” لم يوفّر علينا أعباء السفر إلى تركيا فقط، بل قدّم لنا مدرّبين لا يقلون أهميةً لناحية الخبرة والإحتراف”.
كما لم تقتصر دورات “حقّق حلمك” على الإعلام والصحافة فقط، فالمدرِّسة نغم (21 عاماً) إحدى المستفيدات من دورة الدعم النفسي، تروي لموقعنا عن تجربتها قائلةً: “هناك حاجة ماسة لأن نكون قادرين على تأهيل أطفالنا في المدارس من الناحية النفسية في ظل ظروف الحرب الراهنة، لذا كمدرّسة في إحدى مدارس ريف إدلب خضعتُ لدورة الدعم النفسي في مركز حقّقْ حلمك، وذلك لمدة خمسة أيام على التوالي”.
وتضيف نغم: “تعلّمت من الدورة معلومات جديدة عن كيفية التعامل مع الطلاب بالطريقة الصحيحة نفسياً وتربوياً، واكتسبت مهارات عن ألعاب بسيطة أقدّمها لهم… نعم لقد كنتُ بحاجة لمثل هكذا دورات وقد تحقّق مرادي. وأطمح لأن تستمر التدريبات كي أستمر بالتعلُّم واكتساب كل ما هو جديد”.
مركز حقّق حلمك في ريف إدلب الجنوبي وفر للراغبين في تطوير مهراتهم فرصة كي يواكبوا حاجات العمل، فيتدرّبون ضمن مناطقهم على مواضيع عديدة. لا سيّما في الإعلام نتيجة دوره خلال الحراك السوري. وفي مواضيع أُخرى تحوَّلت لحاجات في ظل الظروف الراهنة في سوريا.
يقول أحد المتدرِّبين في دورة الفوتوشوب: “لا نوفّر جهداً في تطوير أنفسنا، لأنَّ الحرب تحتاج منا أن نكون أقوياء ومتمكّنين وإلا سنفشل والفشل آخر ما يجب أن نفكّر فيه… سننجح ونحقِّق حلمنا”.