بلدة حيش مؤهّلة بالملاجئ
A room in one of Hish's shelters. Photo by: Reem al-Ahmad.
كلما أطلقت المراصد صافرات الإنذار، أسرعت الحاجة خديجة برفقة أبنائها وأحفادها إلى الملجأ القريب من منزلها. وتعبّر الحاجة خديجة (64 عاماً) من بلدة حيش، عن سعادتها بتأهيل ملاجئ البلدة التي تحمي المدنيين من قصف الطائرات.
في 30 أيلول/سبتمبر 2016، انتهت مجموعة أمان وعدالة مجتمعية “أجاكس” بالشراكة مع المجلس المحلي والشرطة الحرة في بلدة حيش، من تأهيل أربعة ملاجئ في البلدة التي تقع في محافظة إدلب… ثلاثة ملاجئ لإيواء المدنيين، والملجأ الرابع للطوارئ.
حسن الشوا (32 عاماً) رئيس مجموعة أجاكس في بلدة حيش ومعاون محافظ إدلب الحرة، يقول: “يوجد في البلدة كما في بقية البلدات، مجموعة عمل وتقييم مؤلفة من رئيس المركز الأمني ورئيس المجلس المحلي وممثل عن المنظمات، بالإضافة لناشطين وأشخاص فاعلين كأعيان البلدة وغيرهم… يكمن دور هذه المجموعة في طرح المشاريع ذات الأولوية والإشراف عليها ومراقبة التنفيذ… ونتيجة القصف الهمجي من طيران النظام والطيران الروسي في الفترة الأخيرة، طرحت مجموعة العمل مشروع تأهيل الملاجئ كحاجة ملحّة للبلدة، خاصة وأنَّ ثلاثة ملاجئ هي بالأصل أقبية تحت المدارس، ما يعني أنّها ستحمي أطفال المدارس بالدرجة الأولى”.
أحمد مصطفى جنكي (37 عاماً) رئيس المجلس المحلي في بلدة حيش يقول لموقعنا: “وضع بلدة حيش لا يخفى على أحد، فهي بلدة مستهدفة من الطائرات نتيجة موقعها القريب من الأوتوستراد الدولي دمشق – حلب، وبالتالي فإنَّ مشروع تأهيل الملاجئ حاجّة ملحّة لأهالي البلدة”.
يضيف جنكي: “بعد طرح المشروع من قبل مجموعة العمل التي تضم المجلس المحلي، رصدت مجموعة أجاكس مبلغ 22 ألف دولار أمريكي لتنفيذ المشروع. وبدورنا كمجلس محلي قمنا بالإعلان عن مناقصة فض عروض من أجل اختيار المتعهد الذي سيستلم المشروع بأقل الأسعار، وتم اختيار المهندس المدني عبد الحميد السلوم لتنفيذ المشروع من بين تسعة عروض تقدمت إلينا. ومن خلال متابعتنا لمراحل العمل كمجموعة تقييم، لاحظنا أنَّ التنفيذ كان جيداً، واستلمنا الملاجئ بعد تأهيلها في فترة قياسية”.
المهندس عبد الحميد السلوم (44 عاماً) وهو متعهد تأهيل الملاجئ، يقول: “وقعَ علي الإختيار، لأني قدمت أسعاراً مخفَّضة مقارنةً ببقية العروض، واستلمت تنفيذ المشروع في 5 آب/أغسطس 2016، على أن يتم التسليم في 30 أيلول/سبتمبر 2016، لكن وبسبب الحاجة الملحة للملاجئ نتيجة قصف الطيران، تمكنا من إنجاز العمل في ستة أسابيع بدل من ثمانية”.
يضيف السلوم: “تمّ تجهيز الملاجئ بشكل كامل من بلاط إلى تمديد الكهرباء والمياه بكلفة 5 آلاف دولار تقريباً لكل ملجأ، ويتسع كل ملجأ لحوالي 1500 شخصاً”.
أبو النور (41 عاماً) أحد عناصر الشرطة الحرة في البلدة، يتحدث عن دور الشرطة الحرة بالتنسيق مع عمل الملاجئ ويقول: “إنَّ الملاجئ الأربعة موزّعة جغرافياً بشكلٍ متوازٍ لتغطية كافة أنحاء البلدة… وإنّ دور الشرطة الحرة هو العمل على حماية المواطنين فور سماع صوت صفارات الإنذار التي يطلقها عناصر الدفاع المدني… فهذه الصفّارات تحذّر من قدوم الطائرات إلى المنطقة، وبالتالي إمكانية القصف، فنقوم بفَض التجمعات في الأسواق العامة ونساعد في توجه الناس إلى الملاجئ، وبالتالي قد نتجنب وقوع المجازر الكبيرة التي تعوَّد النظام على ارتكابها”.
أهالي بلدة حيش يبدون ارتياحاً كبيراً لتأهيل الملاجئ التي كانت أقبية غير صالحة… ولا سيّما أمل (7 سنوات)، حفيدة الحاجة خديجة، التي تعبّر عن سعادتها بوجود الملاجئ المُجهّزة في بلدتها، فتقول وابتسامتها الطفولية بادية على وجهها: “لن تتمكن الطائرات من قتلنا فنحنُ نهرب فوراً إلى الملجأ… وهناك يوجد ما نحتاجه وكأننا في المنزل”.