الرابطه النسائية السورية عمل تطوعي يتحدي الصعاب
ورشة تدريبية في مركز سداد في كفرنبل تصوير مها رباح
تشارك الرابطة النسائية السورية بكل النشاطات والورش التدريبية المعنية بالمرأة ودورها في تفعيل عمل المجالس المحلية في مختلف المدن والقرى في إدلب المحررة وريفها .
وتضم الرابطة النسائية السورية نخبة من النساء السوريات المثقفات اللواتي تنشطن في مجال العمل الطوعي والإنساني لدعم المرأة السورية وتعزيز حضورها ومشاركتها في جميع النشاطات. نساء تعاهدن على تشكيل كيان مستقل وأهداف موحدة ضمن الامكانيات المتاحة.
رئيسة الرابطة وداد الرحال (50 عاماً) تحمل إجازة في الحقوق وهي من قرية مرعيان تقول: “أهم ما يميز نشاطات الرابطة بشكل عام هو مشاركتها كتجمع نسائي مدني مع جميع ومختلف مؤسسات المجتمع المدني حيث يكون لأعضائها محور خاص ومعين للحديث عن الموضوع المطروح باسم الرابطة النسائية بالإضافة للحضور”.
وعن كيفية تأسيس الرابطة تقول الرحال: “تأسست الرابطة في 22 مارس/آذار 2018، وتمت عملية انتخابات نزيهة وشفافه وديمقراطية لانتخاب أعضاء الإدارة وارك في الترشيح والاقتراع العديد من السيدات اغلبهن من ريف إدلب الجنوبي. تحديداً كفرنبل، حاس، معرة النعمان وبعض قرى جبل الزاويه ولا زالت الرابطة تستقبل العديد من المنتسبات الجدد”.
تضيف وداد الرحال: “عدة منظمات شاركت بتأسيس الرابطة، كمنظمة اليوم التالي التي كانت مهمتها مراقبة عملية الانتخابات، ومنظمة سيدات الآن. وتم تنصيب هيام عبود مديرة مكتب الإدارة والتنظيم، وسعاد الاسود مديرة مكتب التخطيط، وفيز بيوش أمينة سر”.
انطلقت الرابطة بتدريب الكادر النسائي المكون من أعضاء مجلس الإدارة في عدة مجالات، منها الحماية، الإدارة والكمبيوتر. أغلب المتطوعات أو المنتسبات للرابطة يزاولن عمل آخر أو هن مديرات لمراكز نسائية. تقول وداد : “العمل الأهم الذي قمنا به هو تشكيل مكاتب للمرأة داخل المجالس المحلية لإشراكها في مؤسسات صنع القرار في مناطقنا”.
شاركت الرابطة أخيراً في حملة “لا تكسروا قلمي” والتي أقيمت بالتنسيق مع مديرة مركز صانعات التغيير سعاد الاسود (40 عاماً) وأنتج عن ذلك وقفة احتجاجية في مدينة إدلب قس 28 سبتمبر/أيلول 2019، أمام مبنى وزارة التربية في مدينة إدلب احتجاجاً على قطع الدعم المادي عن عملية التعليم التي تتبع لحكومة الانقاذ ما تسبب في تدهور عملية التعليم بشكل عام لأبناء المنطقة.
كما أقامت ممثلات عن الرابطة وقفات تضامنية مع النساء المعتقلات في يوم المرأة العالمي عبر ندوة خاصة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلات. وطرحت بعض نساء الرابطة بعض الحلول والمشاريع التي يمكن الأخذ بها للناجيات من المعتقلات من خلال منتدى أقامته شبكة “أنا هي”.
كما نظمت الرابطة وهي مستمرة بتنظيم محاضرات وورش تدريبية في مجال التوعية الاجتماعية ومن مواضيعها: لا للعنف ضد المرأة ولا لزواج القاصرات. واكتساب الخبرات بالتعاون مع منظمات أخرى مثل منظمة التنمية المحلية حيث أقامت دوره تدريبيه في التخطيط الاستراتيجي الانظمة الداخلية والحوكمة.
أمينة سر الرابطة فيز بيوش (46 عاماً) تؤكد على الاهتمام بالجانب االمهني النسائي حيث أطلقت الرابطة عدة تدريبات مهنية نسائية، كنسيج الصوف والتمريض وصناعة الأغذيه وحفظها. وتوضح فيز بيوش: “لقد تولت منظمة سداد مشكورة الاشراف والتمويل لهذه التدريبات التي نظمناها حيث قامت بعض المهتمات وممثلات عن الرابطة بزيارات عدة لمعارض مهنية اشرفت عليها منظمات أخرى كالمعرض الذي أقيم في معرة النعمان برعاية منظمة النساء الآن”.
وتأسف فيز تأسف “كون الرابطة فقدت مكتبها أثناء الحملة العسكرية الأخيرة في قرية حزارين التابعة لكفرنبل في ريف إدلب الجنوبي ونزوح أغلب سيدات الرابطة إلى مناطق أكثر أمناً وهذا ما أدى إلى توقف أغلب النشاطات حالياً”.
وتلفت بيوش إلى نشاطات انسانية وتضامنية قامت بها الرابطة كزيارة لمركز الأيتام في قرية كفروما وتوزيع الهدايا وزيارة اكبر عدد من الروضات في ريف ادلب وتقديم مادة الحليب لهم بمساعدة ودعم منظمة سداد بالإضافة لرعاية حفلات عديدة لعيد الأم في مراكز نسائية لتكريم أمهات المعتقلين والشهداء وتقديم الهدايا الرمزية لهن …
فاطمة (45 عاماً) من كفرنبل أم لولد شهيد وآخر معتقل حضرت حفل التكريم تقول: “كانت كلمة إحدى المحاضرات عن قوة ومنزلة الام السورية، وأهمية الصبر، جميلة ومشجعة ومريحة. تبادلنا بعض الآراء واستمتعنا بسماع الاشعار التي تتغنى بالأم”.
وتؤكد أمينة السر استمرار انتساب العديد من النساء الجدد من قرى إدلب المختلفة مثل قرية معربليت وحزانو ومعرة حرمه ومعرة النعمان وكفرنبل. بالمقابل هناك نساء تركن الرابطة بسبب عدم مقدرتهن على العمل الطوعي لمدة طويلة.
سناء العلي إعلامية ومصورة انتسبت إلى الرابطة حديثاً توضح سبب ذلك فتقول: “أعجبتني أهداف الرابطة وراقت لي، حيث وجدتها تتوافق مع تطلعاتي وتوجهاتي في حب العمل الطوعي وتمكين المرأة فأحببت الانتساب لتشكيل فريق متكامل ومتعاون “.
ترحب المديرة وداد الرحال بجميع المنتسبات الجدد من كل المناطق وتؤكد استمرار العمل وتقول: “لن نستسلم لأي صعوبات أمنية أو مادية. وسنحاول لملمة بعضنا من جديد بعد النزوح وتأمين مركز خاص بنا في المناطق الشمالية لاسترجاع عملنا بعد ظروف النزوح الصعبة”.