لا تكسروا قلمي حملة لدعم التعليم في إدلب

وقفة احتجاجية ضمن إطار حملة لا تكسروا قلمي

“500 ليرة سورية في اليوم أفضل من تعليم لا يطعم خبزاً” بهذه العبارة يجيب الطفل حازم السوسي (12 عاماً) عند سؤاله عن سبب امتناعه عن العودة إلى لمدرسة .

الطفل حازم واحد من آلاف الأطفال الذين يرجعون سبب رفضهم العودة إلى المدرسة لعدم جدوى التعليم في ظل الحرب، إضافة للحاجة الماسة لأسرهم لما يدخلونه من مردود.

انطلق العام الدراسي الجديد في مدارس محافظة إدلب وريفها وسط صعوبات وتحديات، من أهمها تقليل دعم المدارس الذي سينعكس سلباً على العملية التعليمية برمتها. ولأن العلم هو سلاح الأمم في حربها وسلمها أطلقت مجموعة نساء سوريات وناشطات حملة تحت عنوان لا تكسروا قلمي من أجل العدول عن قرار وقف الدعم لقطاع التعليم، ونصرة للعملية التعليمية في إدلب وريفها .

مدير المكتب الإعلامي في مديرية التربية الحرة مصطفى الحاج علي يقول لحكايات سوريا: “مديرية التربية كانت تتلقى دعماً لنحو 7 آلاف معلم ومعلمة على امتداد المحافظة، من قسم الإتحاد الأوروبي في منظمة كيومنكس المسؤولة عن إيصال منحة التعليم، إلّا هذا الدعم توقّف بعد أن كان يغطي 65% من رواتب المعلمين”.

ويشير الحاج علي إلى أن المديرية  كانت تشرف على 1190 مدرسة قبل بدء الحملة العسكرية الأخيرة من جانب روسيا وقوات النظام السوري على أرياف حماه الشمالي وإدلب الجنوبي، حيث خرجت 370 مدرسة عن الخدمة نتيجة القصف، وسيطر النظام على أكثر من 49 مدرسة أيضا في منطقة خان شيخون وما حولها .

فيحاء الشواش (34 عاماً) إحدى الناشطات المشاركات في حملة لاتكسروا قلمي تقول لحكايات سوريا:  “قررنا كنساء سوريات إطلاق الحملة التي بدأت في 28 أيلول/سبتمبر وذلك رداً على قرار الإتحاد الأوروبي بقطع الدعم عن مديرية تربية إدلب الحرة، ولتسليط الضوء على آثاره الكارثية المدمرة للأطفال والمجتمع بشكل عام، في محاولة لإيصال مضاعفات هذه المشكلة الخطيرة للمجتمع الدولي لكي يتدخل ويتدارك الموضوع بأقصى سرعة ممكنة، وستستمر الحملة لمدة 15 يوماً”.

وتؤكد الشواش في حديثها “أن انقطاع الدعم عن مديرية التربية في إدلب سيؤدي بالضرورة إلى تراجع العملية التعليمية، والذي من شأنه أن يؤدي إلى تسرب الأطفال واستغلالهم في عمليات التجنيد العسكرية وعمالتهم، بالإضافة إلى أن ذلك سيؤدي أيضا إلى زيادة الجريمة وحدوث زواج مبكر للجنسين” .

وتلفت الشواش إلى “أن الحملة تدعو إلى ضرورة المضي في العملية التعليمية لأنها الخيار الأمثل للمجتمع على الرغم من المنغصات التي ستواجهها نتيجة انقطاع الدعم”.

الناشطة الإعلامية إيمان سرحان (30 عاماً) تقول لحكايات سوريا: “تدعو الحملة إلى تنظيم وقفات احتجاجية على مستوى المناطق والمدارس والمديريات، كما أنه تم إنشاء حساب للحملة على موقع فايسبوك سينشر فيه مقاطع فيديو من المشاركين في الحملة تنبه إلى ضرورة إعادة الدعم لمديرية التربية والتعليم في ادلب”.

مدير إحدى مدارس ريف إدلب معاذ الصدير (45  عاما) يؤكّد “أن العاملين في مدرسته والمدارس الأخرى سيعملون بشكل تطوعي مؤقتاً ريثما يتم تأمين الدعم”. محذرا من أنه “إذا استمر انقطاع الدعم عن المعلمين فسيتركون التعليم لا محالة”.

وينوه الصدير بأنه إلى جانب مشكلة انقطاع الدعم تعاني العملية التعليمية أيضا في إدلب وريفها من صعوبات أخطرها القصف الجوي والمدفعي، فضلاً عن نقص الكتاب المدرسي، حيث تضطر المدارس أن تلجأ لاستخدام الكتب القديمة أو لطباعة الكتب على نفقة الطلاب. كما تأتي محاولات حكومة الإنقاذ ومن خلفها هيئة تحرير الشام لفرض نفسها على المنشآت التعليمية شمالي سوريا لتزيد من الصعوبات التي يعاني منها التعليم في المنطقة .

الأستاذ حامد العيسى (44 عاماً) من بلدة بنش اضطر لترك مهنة التعليم بعد انقطاع الدعم ليعمل في بيع المحروقات بغية إعالة أسرته. يقول العيسى: “عندما كنت أتقاضى راتبي الذي لا يتجاوز الـ 120$ ، كان بالكاد يكفي لسد مصروف البيت لآخر الشهر، كم يؤسفني أن أترك مهنتي التي أحبها والتي طالما ناضلت من أجلها، ولكن لايوجد أمامي خيار آخر”.

أبو الوليد (39 عاماً) من مدينة سراقب يناشد العالم من أجل تأمين دعم للمعلمين لتعليم الطلاب، مشيراً إلى عدم قدرته على دفع تكاليف المدارس الخاصة التي تبلغ 10 آلاف ليرة سورية كل شهر للطالب الواحد،  وهو بالكاد يستطيع تأمين لقمة العيش لعائلته المكونة من 10 أولاد في ظل الغلاء الفاحش الذي تعيشه المنطقة .

منسقو استجابة سوريا حذروا في بيان لهم بتاريخ 16 أيلول/سبتمبر من  خطورة تسرب 350 ألف طالب وطالبة، وانضمامهم إلى سوق عمالة الأطفال، بسبب إيقاف الدعم عن 840 مدرسة تعمل في الشمال السوري ما يهدد بإغلاقها.وذكر منسقو الإستجابة بأن هناك  أكثر من 115 منشأة تعليمية تم تدميرها بفعل المواجهات الأخيرة.