ندوة حول المرأة السورية في الإعلام بريف حلب

من ندوة الإعلاميات السوريات في مدينة الأتارب تصوير دارين الحسن

بسعادة وفخر تستمع الحاضرات لقصص نجاح صحفيات من الداخل السوري، استطعن أن ينقلن الأحداث غير آبهات بالمخاطر التي قد يتعرضن لها في أي وقت من الأوقات، وذلك ضمن الندوة الحوارية التي أقامها المركز المدني في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي بعنوان “أهمية مشاركة المرأة في العمل الإعلامي”.

وهدفت الندوة إلى التعريف بأهمية عمل المرأة في الإعلام، ومعرفة نجاحاتها وصعوبات عملها، وعرضر قصص لإعلاميات ناجحات، وذلك ﺿﻤﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ “ﺍﻧﻬضي ﻷﺟﻠﻚ” ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﻑ ﺍﻟﻰ ﺗﺪﺭﻳﺐ النساء ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍلإﻋﻼﻡ من خلال ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍلتدريبات منها ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ وﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ وﺍﻟﻤﻮﻧﺘﺎﺝ وﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ .

مدير المركز المدني في مدينة الأتارب محمد شاكردي (28 عاماً) يقول: “بهدف ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﻋﻼﻣﻴًﺎ، ونظراً ﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍلسورية، ﻭممارسة دورها ﻓﻲ ﺍﻹﻋﻼﻡ قام المركز المدني في مدينة الأتارب بإطلاق مشروع انهضي لأجلك، وكانت البداية مع ندوة حوارية عن أهمية مشاركة المرأة في الإعلام .”

ويبين شاكردي “أن الندوة بدأت بالتعريف بالحضور، والحديث عن أهمية دور المرأة في المجتمع، والأماكن التي شغلتها في الإعلام، والتحديات والصعوبات التي واجهت عملهن، ودور المجتمع المدني في تطوير عمل المرأة في هذا المجال .”

ويشير شاكردي إلى “أن عدد المشاركات بلغ 25 مشاركة، كما تم خلال الندوة وضع أسس ونظام داخلي لتأسيس مدونة محلية تتناول قضايا النساء في ريف حلب الغربي بشكل عام. كما نجح المشروع في تقديم دورة في التحرير الصحفي، وأخرى في التصوير، مدة كل منها 10 أيام “.

هبة البركات وهي صحفسة شاركت في الندوة تقول: “ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﺪينا الﺣﺎﻓﺰ الﺃﻛﺒﺮ ﻟﻜﻲ نﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭنﺎ، ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺳﻮﺍﺳﻴﺔ ﻓﻲ الحقوق، ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﺭﺟﻞ”. البركات ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺑﺸﺘﻰ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ القيام بعمله على أكمل وجه، من خلال ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ، ﻣﻌﺘﺒﺮﺓ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ .

ﻭﺣﻮﻝ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻤﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻋﻼﻣﻲ، تقول البركات أﻧﻬﺎ ﺻﻤﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺍلإﻋﻼمي على الرغم من كل الظروف الصعبة، مؤكدة أن ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ أثناء ﺍﻟﻘﺼﻒ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻖ ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺎﺷﻄﺎﺕ ﺑﺤﺮﻳﺔ .

ﻭﻋﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ النشطاء، تشير البركات إلى أن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ الأصدقاء ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﻴﻦ، ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ، ﺳﺎﻫﻤﻮﺍ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ .وتتابع البركات: “ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺣﻘﻘﺖ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ، ﻭﺣﻘﻘﺖ ﺍﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ”. 

ﻭﺗﺮﻯ البركات ﺄﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻛﺎﻥ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻣﺤﺪﻭﺩاً، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻓﻘﻂ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ ظل ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ .

ﻭﻋﻦ ﻧﻈﺮﺗﻬﺎ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ، تقول البركات: “ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻓﺈﻧﻲ ﻻ ﺯﻟﺖ ﺃﺅﻣﻦ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﻨﺘﺼﺮ ﻭﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺤﺮ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺳﻴﺠﺪ ﺍﻟﺤﻞّ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ .”

مريم البكور (25 عاماً) من مدينة الأتارب خضعت لدورة تدريبية في التحرير الصحفي ضمن مشروع انهضي لأجلك. وعن استفادتها من المشروع تقول: “اخترت هذا العمل لأنقل صوت الواقع والحقيقة، وقد أتاح لي مشروع انهضي لأجلك فرصة التدرب على هذه المهنة، لأبحث عن مساحات للحياة في ساحات الموت اليومي الذي يهدد السوريين في كل لحظة .”

وتضيف البكور: “العمل الصحفي يساعدنا كنساء ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺃنفسنا، ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ المرأة ﻭﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ ﺑﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﻣﻬﻨﻴﺔ، ﻭﺗﻐﻴﻴﺮ ﺃﺩﻭﺍرها ﺍﻟﻨﻤﻄﻴﺔ، وﺧﻠﻖ ﻓﺮﺹ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ .”

الناشطة في مجال حقوق المرأة عبير العبود(33 عاماً) تتحدث عن دور المرأة في الإعلام فتقول: “استطاعت المرﺃﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ظرﻭﻑ الحرب ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﻣﺮﺍﺳﻠﺔ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ، ﺗﻨﻘﻞ ﻫﻤﻮﻡ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﺎ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺻﻮﺗﺎً ﻳﺼﺪﺡ ﺑﻬﻤﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻳﻜﺸﻒ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ. رغم أن تحدﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺍﺟﻬﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ أثناءﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ، ﻟﻜﻨَّﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻹﺗﻘﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻀﻔﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ، ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻨﻌﻬﺎ ﺫﻟﻚﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ قدرتها باستمرار .”

سطع نجم ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺎﺕ ﺍلسوريات، ﻭﻭﺿﻌﻦ ﺑﺼﻤﺎﺗﻬﻦ في مجال الإعلام، حيث ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﺮﺳﻢ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﺎ ﺑﻘﻠﻤﻬﺎ ﻭﺻﻮﺗﻬﺎ ﻣﺆﻛﺪة ﺟﺪﺍﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﺮوءة .