منتدى عن البطالة وهموم الشباب في القامشلي
صورة جامعة للمشاركين في الندوة حول الشباب والبطالة تصوير شفان ابراهيم
بدعوة من منظمة شار للتنمية شارك نحو 16 شابا وشابة من مختلف التوجهات والانتماءات في مناقشات ندوة تناولت قضية الشباب والبطالة وذلك في مركز بيل للأنشطة في الحي الغربي في مدينة القامشلي.
افتتحت مديرة الجلسة شيلان شيمو الجلسة بشرح جدول العمل المتضمن مشاكل الشباب والبطالة قبل وبعد الحرب في سوريا، وكيفية إيجاد الحلول الممكنة للتخفيف من البطالة ودور منظمات المجتمع المدني في التخفيف من أضرارها.
لم ينتظر عادل فرصته للحديث، وهو الذي يعمل كمراسل لمحطة إذاعية، ويعمل في محل حلويات، وطالب جامعي. بل بدأ وكأنه يحمل همّاً لا يسعه الانتظار طويلاً. تحدث عادل عن أزمة حوار الشباب الكردي-العربي، وانتقد عدم تواجد أي تواصل جدّي بينهم قبل الحرب.
وشرح عادل كيف انحصر هم الشباب في السنوات الماضية في إيجاد فرصة عمل بعد الانتهاء من الدراسة. لكن وبحسب عادل فإن الحرب أجهضت وأضاعت الشباب أكثر، بدلاً من إيجاد فرصة لهم لإثبات ذاتهم. ويتحدث عادل عن هم البقاء في الوطن وكيفية انحسار مجال العمل لمن يحمل بطاقة إعلامية أو عمل في منظمة إغاثة أو منظمة مدنية.
وسأل عادل كيف يمكن للشباب أن يكملوا دراستهم الجامعية فيما الجامعة الوحيدة في المحافظة تبعد مئات الكيلومترات عن القامشلي وضعفي المسافة عن المالكية؟ عدا عن مخاطر إلقاء القبض على الشبان عند الحواجز المنتشرة ولأكثر من جهة سياسية. وانتقد عادل الاهتمام بالتسليح أكثر من الاهتمام بالطلاب ومشاكلهم.
سامر حنا الذي يعمل في المجال الصحفي ميّز بين طموحات الشباب ما قبل وما بعدها. قال سامر “ما قبل العام2011 كان اهتمام الشباب هوالدراسة والثقافة والمال والمعرفة والشهادة الجامعية. أما اليوم فالهمّ الول بالنسبة لنا كشباب أصبح الفقر والحرمان والتهديد بالقتل أو التجنيد والإساءات المتكررة.
المراسل الإذاعي حسن حسين انتقد السياسيات المتبعة ضد محافظة الحسكة منذ ما قبل الأزمة. مشيراً إلى غياب أي مشاريع تنموية يمكن أن تخدم الطالب أو المتخرج من الجامعة. كغياب المعامل والمصانع ولجامعات والمعاهد وغيرها. ما أدى إلى تفريغ المحافظة من العقول والكفاءات والخبرات.
ونبّه حسين إلى استمرار الحال على ما كان عليه بل وأضيف إليه عامل الحرب. ولفت إلى أن في القامشلي وحدها هناك خمس حكومات متضاربة المصالح، ومع فوضى انتشار السلاح فان الخطر الأكبر يهدد الشباب وزيادة فقدان دورهم في المنطقة.
الشابة راوندوس أمين خريجة معهد فنون نسوية، وطالبة حقوق سنة ثانية. قالت لحكايات سوريا: “اغلبنا كشباب توقفت أحلامنا وانتهت طموحاتنا. وأصبحت الشهادة الجامعية حلما صعب المنال، لأسباب كثيرة منها غياب التخطيط الاستراتيجي لحل المشاكل. اليوم ندفع تبعات السياسات القديمة ضد المحافظة وحرمانها من أي خطط تنموية وفرص تشغيل الشباب.
واستذكرت رواندوس كيف كانت الفتاة الكردية ترفض الزواج قبل اتمام الدراسة والحصول على الشهادة الجامعية، لما لها من اثر في تكوين الذات والشخصية، أما اليوم فإن الفاتيات يوافقن على أي فرصة زواج خاصة إذا كان العريس من الخارج. وتحدثت رواندوس عن قضية عمل النساء الكبار بالسن، خاصة بعد هجرة الأبناء وبغياب أي معيل.
ندى من جهتها حمّلت مسؤولية الواقع الراهن للأحزاب الكردية، ولفتت إلى أنه وللتغطية على الفساد والهدر تتم محاربة الشباب وخاصة من أصحاب الكفاءات والشهادات العليا. وتساءلت عن مصدر الأموال الضخمة لشخصيات كانت تعيش تحت خط الفقر حتى بعد بداية الأزمة في سوريا بحوالي عام أو أكثر.
وتتهم ندى بعض الجهات النافذة بأنها هي التي نشرت الفقر بحسب رغبتها، ووفرت فرص عمل بحسب مصالحها. ما خلق برجوازية حزبية بدلا من برجوازية وطنية. واستشهدت ندى بكثرة عدد الملاهي الليلية في مدينة صغيرة كالقامشلي وزيادة صرف الأموال عليها ما يطرح سؤالين: من أين لهؤلاء كل هذه الأموال؟ ولماذا لا تستثمر الأموال للصالح العالم بدلاً من رميها على الراقصات وما أكثرهم اليوم؟
عزيز فرمان الذي مثل مركز روج افا للدراسات الإستراتيجية في الندوة اعتبر “ان المجتمع في الحسكة يعاني من خلل في الذهنية الجمعية”. ويقول فرمان أن مركزه أجرى استبيانا تبين فيه ان80% من الشباب المهاجرين قرروا ترك البلد بسبب تطبيق قانون التجنيد الإلزامي. وأضاف أن نتائج الاستبيان أظهرت أن 75% من الذين بقيوا ضمن المحافظة كان الدافع حبهم للوطن.
من جهتها منسقة المشروع دانا فرمان قالت: “منظمتنا تقوم بتأمين دورات وورش مهنية وبناء القدرات، وتطوير الذات لمساعدة الشباب وتأهيلهم للحصول على العمل المناسب”. وعن فكرة المنتدى قالت: “من فترة أقمنا حلقة نقاش عن البطالة ووجدنا ضرورة إقامة منتدى عن الموضوع. وفي اغلب الأنشطة التي نقيمها نمنح المتدربين مبلغ15$ بدل مواصلات للتشجيع على الالتزام بالأنشطة ومساعدتهم”.