مدارس إدلب مهددة بالإغلاق بسبب انقطاع الدعم

"مديرية التربية والتعليم في حماة أعلنت عجزها عن مواصلة دعم هؤلاء الطلاب بسبب عدم وجود داعم للمدارس، وتوقف المنظمات عن الدعم في مجال التعليم. بالتالي أضحى أكثر من 7 آلاف طالب وطالبة مهددون بالتسرب والتشرد والجهل"

مع بداية العام الدراسي ومع افتتاح المدارس أبوابها في الشمال السوري، عشرات المدارس في المناطق المحررة أعلنت عن إغلاق أبوابها، بسبب توقف الدعم عنها لأكثر من 6 أشهر.
توقفت أكثر من 15 مدرسة في منطقة المخيمات الحدودية، الواقعة بالقرب من الحدود التركية في ريف إدلب عن الدوام. وطلاب هذه المدارس يتبعون لمديرية التربية الحرة في حماة، كونهم أغلبهم من النازحين من ريف حماة باتجاه المخيمات.
مديرية التربية والتعليم في حماة أعلنت عجزها عن مواصلة دعم هؤلاء الطلاب بسبب عدم وجود داعم للمدارس، وتوقف المنظمات عن الدعم في مجال التعليم. بالتالي أضحى أكثر من 7 آلاف طالب وطالبة مهددون بالتسرب والتشرد والجهل.
عبد الرحمن حمادة نائب مديرية التربية والتعليم في حماة يقول لموقع حكايات سوريا: “أن أكثر من 500 مدرس ومتطوع يتبعون للمديرية لم يتقاضوا رواتبهم منذ أكثر من 6 أشهر أي منذ منتصف العام الماضي، وبعد دخول الفصل الدراسي الجديد كان هناك وعود من قبل المنظمات في رفد هذه المدارس، ولكن لم نجد شيئاً ملموساً على الأرض”.
ويضيف الحمادة: “الطلاب الذين توقفت مدارسهم أصبحوا اليوم مهددون بالتسرب الكامل وبدل أن يتم لم شملهم في مدارسهم، هم مهددون بأن يصبحوا في الشوارع بلا علم.
ويشير الحمادة إلى أن وقت التهدئة هو فرصة من أجل منح الطلاب أكبر قدر من التعليم والدروس العلمية المكثفة في ظل تسيبهم أكثر 5 سنوات بسبب المعارك والقصف، ناهيك عن دمار قسم كبير من المدارس قبل أن نحصل على جيل جاهل في المستقبل.
ومع بداية العام الدراسي توقف مئات المعلمين في المدارس الغير المدعومة عن عملهم بسبب عدم دفع الأجور، وخصوصاً مع ارتفاع تكاليف المعيشة في المناطق المحررة وعدم وجود مدخول للمعلمين سوى رواتبهم التي يتقاضونها لقاء التعليم في المدارس.
الأستاذ محمد الأحمد (29 عاماً) وهو أستاذ في تجمع مخيمات أطمة والذي توقف راتبه منذ أشهر يقول لموقع حكايات سوريا: “عائلتي تتكون من 9 أشخاص، وأحتاج ما يقارب 100 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 200 دولار بشكل شهري، لكي نستطيع أن نعيش على الكفاف، ورغم ذلك واصلت التدريس بشكل مجاني 5 أشهر”.
ويضيف الأحمد: “مع بداية هذا العام وعدم استلامي للراتب الشهري قررت ترك المدرسة والذهاب للبحث عن عمل يمكننا من كسب لقمة العيش، حيث أن جميع المعلمين فعلوا ذلك بسبب عدم إنصافهم، حيث أن هناك معلمين في مدارس مجاورة يتقاضون رواتبهم دون انقطاع”.
تقع المدرسة حيث يعلّم الأحمد في منطقة مخيمات الكرامة وتضم الطلاب النازحين من الصف الأول الابتدائي حتى التاسع الإعدادي ويقبع فيها أكثر من 300 طالب وطالبة، جميع هؤلاء الطلاب أصبحوا بلا مدرسة بسبب تغيب قسم كبير من المدرسين عن الدوام.
حاولت مديرية التربية والتعليم في حماة التواصل مع المنظمات الداعمة، وتم تلقي الوعود بدعم هذه المدارس مع بداية العام الدراسي. ولكن المماطلة من قبل القائمين على المنظمات بحجة عدو وضوح ملامح المستقبل والوضع الأمني، أدت إلى التعطيل في نهاية المطاف.
الأستاذ منير جدوع مدير إحدى المدارس المتوقفة عن التعليم في ريف إدلب يقول لموقع حكايات سوريا: “أن أسباب توقف الدعم عن المدارس حتى الآن غير واضحة. كان هناك وعود بإعادة تفعيل هذه المدارس، ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل “.
ويوضح الجدوع بأن مدرسته تضم أكثر من 250 طالباً و8 مدرسين وإداريين أثنين، حيث كانوا يتقاضون رواتب 9 أشهر في العام الواحد. في حين أنهم يعملون بشكل تطوعي 3 أشهر في الصيف، من أجل تعويض الطلاب عن السنوات التي توقفوا فيها عن التعليم.
ويشير الجدوع إلى أن “المشكلة لا تتوقف عند الرواتب. فهذا العام لم تستلم المدارس كتباً ولا قرطاسية للطلاب، حيث بتنا نعاني من نقص الكتب واللباس المدرسي. في حين أن طلاب المدارس المدعومة تم توزيع الكتب والقرطاسية لهم وكل مستلزمات المدرسة بشكل مجاني”.
وفي هذا العام يعاني التعليم في المناطق المحررة من التفاوت في المدارس والطلاب، حيث أنه أصبح هناك مدارس تتلقى الدعم والتعليم الجيد ومدارس تتلقى الدعم الجزئي، ومدارس توقفت عن التعليم بسبب انقطاع الدعم عنها وكذلك أصبحت حالة الطلاب.
الطالب في الصف الثامن أحمد الحسن (14 عاماً) يقول لموقع حكايات سوريا: “بعد توقف التعليم في المدرسة وعدم وجود أمكنة في المدارس المدعومة، وبعدها عن المنطقة التي يعيش فيها، قررت الذهاب للعمل في البقالة، ومساعدة أهلي أفضل من البقاء بلا تعليم أو عمل”.
ويأمل الحسن أن تعود المدارس للعمل من جديد من أجل أن يلتقي برفاقه كل يوم صباحاً، ويقول: “المدرسة تمثل لنا الحياة الطبيعية التي تعودنا عليها والذهاب إليها في كل صباح”.