جلسات حوارية لبحث التسرب المدرسي في سوريا
جلسة حوارية مع الأهل في إحدى المدارس لبحث مشكلة تسرب الطلاب تصوير خالد عبد الكريم
حملة “عيش الطفولة” التي تهدف لجذب الأطفال المتسربين من المدارس لإعادتهم إليها، نظمت أخيراً سلسلة جلسات حوارية في ريف إدلب الغربي الخاضع لسيطرة قوات المعارضة، وذلك ضمن عدة نشاطات تقوم فيها أبرزها تجهيز غرف أنشطة للأطفال بالتنسيق مع عدد من المدارس المتواجدة في المنطقة.
مدير الحملة أحمد حاج بكري يقول لـ “حكايات سوريا”: “إنّ الهدف من هذه الجلسات هو عرض أسباب تسرب الأطفال، وإمكانية وجود حلول مناسبة تمكنهم من العودة مجدداً إلى المدارس”.
وأوضح بكري “أن كل جلسة تستغرق من ساعتين إلى ثلاث ساعات. والعمل يتم في كل من مخيم الوفاء والكرامة والجبل وخرماش. وستستهدف الحملة عدداً آخر من المناطق الممتدة من مخيمات الزوف وصولاً إلى قرية الحنبوشية”.
وأشاد بكري بـ “الجهود التي يبذلها فريق الحملة، والسعي للتواصل مع كافة الأهالي لاسيما من لديهم أطفال متسربين. حيث يتم العمل بالتنسيق الكامل بين إدارة المخيمات والكوادر التدريسية التي تتواجد وتحضر هذه الجلسات”.
من جانبه يلفت مسؤول الجلسات الحوارية في الحملة وسيم شامدين إلى “أن عدد الأهالي الذين يحضرون الجلسات يبلغ حوالي 30 شخصاً في كل جلسة، يتوزعون بين الأمهات والآباء. وتقام الجلسات ضمن المدارس المتواجدة في المخيمات. حيث يتم الإعلان عنها سابقاً وتوجه الدعوة للأهالي من أجل الحضور”.
ويضيف شامدين: “الجلسة تبدأ بالحديث عن أهمية التعليم، ومخاطر تسرب الأطفال. وتقديم بعض التوعية للأهل عن ضرورة إقناع أطفالهم بالعودة إلى المدرسة. من ثم يتاح المجال لهم للمشاركة والحديث عن المشاكل التي تواجههم. والعوائق التي تمنع الأطفال من الذهاب إلى المدارس. وتدور خلال الجلسات نقاشات مثمرة”.
ويقول شامدين: “لهذه الجلسات دور كبير في نجاح عمل الحملة، من خلال معرفة أسباب تسرب الأطفال الحقيقية. التي لم تكن متوقعة لفريق عمل الحملة، أبرزها الخوف من المدرسة وبعض المدرسين أو العودة للدراسة مع أطفال في أعمار صغيرة. وهو مادفع لوضع مقترح إنشاء صفوف خاصة في كل مدرسة للأطفال المتسربين والذين لايرغبون بالعودة إلى صفوف صغيرة.”
عمر أمين أحد المشاركين في الجلسات الحوارية وهو والد أحد الطلاب المتسربين يقول لـ “حكايات سوريا”: ” “كافة الأهالي يقبلون على المشاركة والحضور في هذه الجلسات والتفاعل في طرح الأسئلة والإستفسارات. فضلاً عن وجود رغبة لدى الأغلبية بعودة أطفالهم للمدارس ومتابعة تعليمهم”.
ويشير أمين إلى أهمية هذه الحملة وتميزها وقربها من الواقع والناس. حيث يتم طرح المشكلة ومحاولة إيجاد حلول لها من الواقع. وتتم بمشاركة كافة الجهات المسؤولة عن هذا الأمر من أطفال عبر غرف الأنشطة، وكوادر تعليمية وأهالي عبر مشاركتهم بجلسات الحوار.
ويضيف أمين “أنها المرة الأولى التي تشهد مناطق النزوح والمخيمات حملة مشابهة، تهتم بوضع الأطفال والتعليم خصوصاً في الظروف التي يعيشونها من نزوح وعدم استقرار وإنعدام الأمان”. مختتماً حديثه بالقول: “أن هذه الجلسات تترك أثراً كبيراً لدى الأهالي من خلال النقاشات التي تستمر بينهم حتى بعد نهاية الجلسة”.
يذكر أن حملة عيش الطفولة انطلقت قبل حوالي الشهرين، وتعمل بدعم من معهد صحافة الحرب والسلام بوجود كادر من الشباب المختصين بمجالات متنوعة. ولاقت الحملة صدى كبيراً في مناطق عملها وعبر بعض وسائل الإعلام التي تحدثت عنها ومنها: صحيفة الحياة، وموقع عنب بلدي وموقع مبادر وشبكة بلدي .