مشروع غراس صورة واعدة عن التعليم المجاني

فؤاد اليوسف (12 عاماً) تلميذ في الصف السادس من المرحلة الابتدائية، ينطلق كل صباح مفعما بالسعادة والتفاؤل إلى مدرسته التابعة لمشروع غراس في ريف إدلب الجنوبي.  فؤاد واحد من مئات الأطفال الذين كانوا خارج أسوار المدارس بسبب الأوضاع الراهنة، حتى أعادتهم غراس إلى مقاعد الدراسة.

جاء مشروع غراس  بعدما أقفلت معظم المدارس أبوابها بسبب تعرضها للقصف أو لأسباب أخرى، ما أدى لتعطيل المسيرة التعليمية. أسعد العمر (42 عاماً) وبصفته مدير المشروع يوضح أن الهدف منه “توفير التعليم المجاني للأطفال من الصف الأول وحتى الصف السادس الابتدائي. وخاصة لمن لاتتوافر مدارس في مناطقهم. وذلك لإعطائهم فرصة ينالوا فيها حظهم من التعليم”. ويلفت العمر إلى أن مشروع غراس استطاع تأمين فرص عمل لعدد كبير من المدرسين المفصولين من قبل النظام بسبب مواقفهم الثورية، ولعدد آخر من الخريجين الجامعيين ممن لم يحظون بفرص عمل بعد. كما تم إقامة دورات تدريبية للكوادر التعليمية للتدريب على طرق التدريس في مدارس غراس بما يتناسب مع الوضع النفسي للطفل في هذه الظروف.

من نشاطات مشروع غراس التربوية الترفيهية

فؤاد يتلقى التعليم في جميع المواد من قراءة وحساب وعلوم وغيرها، وأكثر ما يسعده هو إجراء المسابقات والطرق التشجيعية وتوزيع الهدايا على المجدين. ويقول فؤاد بدهشة “إدارة المدرسة وزعت علينا كل مايلزم من دفاتر وأقلام وتلوين وكتب مدرسية مجانا”.

عبد الناصر والد فؤاد يشكر مشروع غراس على إنشاء المدرسة التي تحمّلت القسم الأكبر من مسؤولية الطلاب في ظل غياب مدارس النظام في المناطق المحررة. ويقول عبد الناصر “ان توزيع القرطاسية مجانا على التلاميذ رفع عن كاهلنا أعباء كبيرة، نحن الأهل لم نكن مستعدين لها في هذه الظروف الصعبة.

مشروع غراس تم افتتاحه في أيلول/سبتمبر 2013، وعن نشأته يقول العمر  “بدأ العمل بالمشروع بشكل تطوعي وبدعم فردي، كنا مدفوعين بتدهور العملية التعليمية في القرى النائية من ريف إدلب بشكل عام. خصوصاً تلك التي غابت عنها مظاهر التعليم  نتيجة الأوضاع الراهنة. وبعد توقف رواتب المدرسين الوكلاء من قبل النظام.  قمنا بافتتاح عدة مدارس بإمكانيات محدودة ولمدة ثلاثة أشهر فقط”.

ويضيف العمر “في بداية العام الدراسي 2013/2014 تم تأمين بعض المبالغ المالية من بعض المنظمات الدولية. هذه المبالغ افتتح بها مدارس جديدة شملت ريف معرة النعمان، وريف اريحا، وريف خان شيخون، وزادت مدة التعليم إلى سبعة أشهر وهي المدة النظامية في السنة الدراسية. في العام الدراسي 2014/2015 تم التعاون مع إحدى المنظمات الداعمة للعملية التعليمية لتأمين رواتب جيدة للكوادر التدريسية في مدارس غراس، وهي بحدود 100 دولار أميركي شهرياً للمدرّس. إضافة لتأمين منحة مالية شهرية لمكتب غراس وتوفير تكاليف المدارس من تدفئة ومياه و قرطاسية”.

مدير إحدى مدارس غراس في ريف معرة النعمان عبدو الديري (35 عاماً) يلفت في مجال آخر إلى موضوع الكتب المدرسية، ويقول أنه “تم تأمينها عن طريق المجمعات التربوية التابعة للائتلاف السوري المعارض، وهي الكتب المعدلة عن وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة” . أما عن عدد الحصص اليومية  في المدرسة، فيشير الأستاذ الديري إلى وجود أربع حصص يتخللها فرصة واحدة، والمواد التي يتم تدريسها في هذه المدارس هي اللغة العربية، الرياضيات، التربية الإسلامية واللغة الانكليزية. وذلك للصفين الأول والثاني. يضاف إلى هذه المواد، مادة العلوم الصحية والدراسات الاجتماعية وذلك لصفوف الثالث والرابع والخامس والسادس، إضافة إلى هذه المواد هناك حصة أنشطة وحصة رياضة اسبوعياً.

الديري يعتبر “هذه الحرب قاسية جداً، وخاصة على مستقبل الأجيال القادمة، ومن هنا لابد لنا أن نتابع مسيرتنا في التعليم، وتحقيق أهداف العملية التربوية من أجل إعادة نبض الحياة إلى المدارس، ونساعد في بنائها وصيانتها بعد ما حل بها من دمار”.

وعلى صعيد متابعة النشاط التربوي افتتحت مدارس غراس مشروع التعليم المسرّع، ويسمى أيضا التعليم المضغوط، مدّته شهرين فقط للطلاب الذين فاتهم التعليم من الصف الأول نتيجة الأوضاع، أو ذوي المستويات الضعيفة، وذلك ليستطيعوا مواكبة العملية الدراسية.

من جهة أخرى وبالتعاون مع منظمة ميديكال، تم إنشاء مراكز خاصة بالدعم النفسي للأطفال. خاصة بعدما تعرض له هؤلاء الأطفال من مشاكل نفسية بسبب الحرب في سوريا عامة وفي مناطقهم خاصة.

وعن آخر مخططات مشروع غراس التربوية يقول العمر “تم التعاقد مع منظمة  هاند إن هاند، ,ونجري حالياً مسحاً للمناطق في ريف حلب الجنوبي والغربي المحررين، إضافة لمناطق ريف إدلب، ووضع قاعدة بيانات عن حالة المدارس من أجل تجهيز مشاريع تعليمية، وتقديم الدعم اللوجستي لأربع مدارس حاليا في منطقة معرة النعمان”.

ملاحظة: حصل تعديل على النسخة التي نشرت سابقاً، وذلك نتيجة وجود مشروع آخر يحمل الإسم نفسه. هذه النسخة المعدّلة وفق المعلومات المستقاة من مصادرها الأصلية.

بإمكانكم قراءة هذا المقال باللغة الإنكليزية على الرابط التالي