دورات للسوريات في التنمية والتخطيط الإستراتيجي

من دورة التنمية والتخطيط الاستراتيجي تصوير هاديا منصور

تابعت هيام ناصيف (27 عاماً) دورة في التخطيط الإستراتيجي، تعرفت من خلالها على أهميّة التخطيط الإستراتيجي لصنع النجاح ومهارات إعداد الخطة الإستراتيجية وتقييم الأهداف ومتابعة الأداء.

دورات التخطيط الاستراتيجي هذه هي واحدة من عدة دورات تعليمية وترفيهية ومهنية وإغاثية، أطلقتها منظمة حواء بهدف تأهيل المرأة ورفع قدراتها للإعتماد على نفسها، حيال ما يواجهها من ظروف معيشية صعبة وسط الحرب التي تشهدها البلاد.

يعرّف مدير المنظمة علي حردان (28 عاماً) “منظمة حواء على أنها تنموية توعوية وخيرية. يتركز نطاق عملها في المناطق المحررة من حلب. وتحديداً في منطقة دارة عزة وريفها. تأسست في الأول من يناير/كانون الثاني 2016، بهدف تأهيل المرأة لتكون قادرة على الاعتماد على نفسها مادياً ولتعزيز وتطوير قدراتها”.

ويتطرق حردان إلى أنشطة المنظمة قائلاً: “عمدت المنظمة لإطلاق دورات عديدة في الإسعافات الأولية، طب الحروب، أساسيات الحاسوب، تصفيف الشعر، الصوف، الخياطة، محو الأمية، لغة إنكليزية، تنظيف بشرة، مراقبة وتقييم، دورات مناصرة ضد العنف القائم على النوع الإجتماعي إضافة لدورات إدارة مشاريع ومحاسبة ودورات تغذية وصناعة المنظفات ودورات في التخطيط الاستراتيجي”.

رائد السلمان (32 عاماً) مجاز بإدارة الأعمال يقول “أن التخطيط الاستراتيجي تخطيط بعيد المدى، يأخذ في الإعتبار جميع المتغيرات الخارجية والداخلية. ويقوم بتحديد جميع الشرائح والقطاعات المستهدفة إضافة لطرق المنافسة. وهو يقوم بالإجابة على سؤال إلى أين نحن ماضون آخذاً في الإعتبار الرؤية المستقبلية للأوضاع الحالية. وعلاقات التكامل والإرتباط بين جميع جوانب المنظمة العاملة والأنشطة المختلفة التي تقوم بها والعلاقة التي تربط أي منظمة بالمنطقة المحيطة بها”.

 ويضيف السلمان: “التخطيط الإستراتيجي هو واحد من المكونات الأساسية للإدارة الإستراتيجية، ويعتمد على التبصر البعيد المدى ويعمل على توضيح الأهداف العامة لأي مبادرة، وينتج عنه إنبثاق الخطط العديدة في مجال العمل والإدارة”.

تقول هيام واصفةً مدى إستفادتها من الدورة بأنها غدت على دراية بأهمية التخطيط الإستراتيجي الذي يكمن بتزويد أي مبادرة بالغاية والهدف الذي تسعى لتحقيقه. كما يزود المسؤولين عن هذه المبادرة بآلية التفكير بشكل عام بشأن هذه المبادرة، ويرسم جميع التوقعات بشأن التغيرات في البيئة المحيطة وكيفية التأقلم مع هذه المتغيرات. 

وترى هيام “أن للتخطيط الإستراتيجي فوائد عدة ومن الضروري لأي أمرأة أن يكون لها دراية ومعرفة بها ليزداد وعيها للأمور. وتغدو قادرة على الإلمام بجميع عمليات تقييم الموازنات وتنظيم عملية التسلسل في مجمل الجهود التخطيطية عبر جميع المستويات الإدارية  التي تجعل من المدير مبتكراً وخلاقاً ويغدو قادراً على صناعة الأحداث لا تلقيها”.

وأطلقت منظمة حواء دورات في أساسيات الحاسوب وتم تعريف المتدربات من خلاله على برنامج الميكروسوفت والوورد وإختصارات الكمبيوتر.

علا سمعان (30 عاماً) تابعت إحدى دورات أساسيات الحاسوب وعنها تقول: “تعلمت من خلالها الكثير من المعلومات والتطبيقات في الحاسوب. وكيفية العمل عليها وهو ماعزز مهارتي بها وبت قادرة على التقدم لأي وظيفة. خصوصاً أن معظم الوظائف في الوقت الحالي تحتاج لتعلم الحاسوب ومهارة العمل عليه”.

وأطلقت منظمة حواء أيضاً دورة صناعة المنظفات، وتم تعليم المتدربات من خلالها كيفية صناعة سائل الجلي، الكلور، مسحوق الغسيل.

تمكنت حلا برهان (25 عاماً) من إتقان صناعة المنظفات من خلال الدورة التي حضرتها. وتقول برهان: “فقدت زوجي قبل أكثر من سنتين أثناء القصف الذي تعرّضت له مدينتي اعزاز. وبت منذ ذلك الوقت مسؤولة عن أطفالي الثلاثة وأنا لا أملك أي شهادة أو مهنة أو دخل يؤمن لنا لقمة العيش. أما الآن وبعد أن تعلمت مهنة صناعة المنظفات فقد اتخذتها مهنة لي. وبت من خلالها قادرة على العمل والإنفاق على نفسي وأبنائي”.

العناية بالبشرة كانت هي الأخرى ضمن اهتمامات منظمة حواء، حيث أطلقت عدة دورات لتعريف المتدربات كيفية العناية بالبشرة عن طريق تطبيق العديد من المستحضرات الطبيعية، بعيداً عن مساحيق التجميل التقليدية .

وبهدف التمكين الإقتصادي للمرأة ولرفع قدراتها الإنتاجية والحرفية وتحفيزها على العمل والإنتاج أطلقت حواء دورات في إدارة المشاريع حضرتها العديد من المتدربات.

عضو المجلس المحلي في مدينة دارة عزة أحمد الشحنة (35 عاماً) أثنى على عمل المنظمة قائلا: “الدورات والأنشطة التي تقدمها منظمة حواء هي أنشطة جديدة ومتنوعة وهادفة، ومن شأنها مساندة المرأة بشكل كبير وخاصة في هذه الظروف التي غيبت الزوج بالموت أو الخطف أو القتل أو الإعتقال أو الهجرة”. ويشدد الشحنة على “ضرورة دعم مثل هذه المشاريع لدوام إستمرارها وزيادة الفائدة من خدماتها”.

تضم المنظمة كادراً من الشابات الجامعيات اللواتي عملن على تشكيل نواة مؤسسة لدعم المرأة بجميع فئاتها العمرية، والعمل على رفع مهاراتها ومستوياتها الفكرية. كما واهتمت حواء بإقامة حفلات ترفيهية وشاركت في عدة ندوات حوارية وجلسات توعوية. وزارت مراكز الروضات التي تهتم بالأطفال ومراكز الدفاع المدني والمنظمات الفاعلة على الأرض.

في وقت باتت فيه المرأة السورية أمام تحديات كبيرة في حياتها بعد أن غدت المعيل لأسرتها، تجهد منظمة حواء مع غيرها من المنظمات من خلال دوراتها وتدريباتها المتعددة لتقديم ما يمكن أن يكون سنداً لتلك المرأة بما يعزز خبراتها وينمّي مواهبها ويعمل على تحسين مستوى معيشتها.