هربنا من الحرب إلى الشعوذة
رجل كبير في السن من سكان المرج نازح لمدينة زملكا
"استيقظت أخبرتني خالتي بأنني كنت أبكي وأصرخ وأتألم وهو يقرأ ... ولكن بعد ذلك شعرت بتحسن وزال الألم عني والحمد الله . "
بعدما ساءت الأوضاع في سوريا في سنة 2012، قررنا الذهاب الى الجزائر حيث كان يعمل والدي.
خلال إقامتنا في الجزائر سمعت كثيراً عن وجود مشعوذين ودجالين و سحرة. ولكنني لم التفت للأمر. وذات يوم قررت الذهاب إلى لصالون لقص شعري والاعتناء ببشرتي. شعري كان طويلاً جداً، قصصته وعدت إلى المنزل.
في صباح اليوم التالي أتت جارتنا لتشرب القهوة مع أمي كالعادة. وحينما رأتني بشعري القصير صعقت و وسألتني أين شعرك. قلت لها: لا تسأليني مللت منه فقصصته. سألتني بحدّة: أين تركت شعرك المقصوص؟ أخبرتها ببساطة. فعلّقت باستغراب: كيف تفعلين مثل هذا الشيء ألا تخافين من السحر؟ أجبتها: ما هذه الخزعبلات؟ و نسيت للأمر.
وبعد مضي نحو أسبوع على تلك الحادثة بدأت تواجهني أحداث غريبة، يصعب علي تفسيرها… كنت في المنزل وحدي و كان اهلي بزيارة عائلية، كنت لأشاهد برنامجي المفضل على التلفاز، فسمعت صوتاً قوياً من المطبخ. شعرت بقشعريرة في بدني وخشيت الذهاب لرؤية ما يحصل…
ظننت أنها تهيئات وذهبت للنوم، وحلمت لكابوس يستحيل أن أنساه. رأيت فتاة ترتدي اللون أبيض وتقف من خلف سريري وشعرها يشبه شعري المقصوص وتقول لي أعجبني شعرك… استيقظت وأنا خائفه وأشعر بألم في حلقي من العطش. ذهبت للمطبخ شربت ماء وعدت لأكمل نومي. و في اليوم التالي أخبرت أمي بما حصل فأخبرتني بأن ذلك كابوس فاستعيذي بالله.
تناسيت الأمر ولم أفكر به كثيراً، وكما أنني بدأت أخسر وزني بسرعة كبيرة وغالب وقتي كنت منعزله في غرفتي و أعاني من صداع وألم في أسفل ظهري ومعدتي. بقيت أعاني من هذه الأوجاع ث3 أشهر، ثم بدأت أمي تقرأ القرآن والآيات على كل شئ في المنزل. على الماء وعلى الطعام وفي كل مكان.
بعد فترة طويلة وأنا مستلقية للنوم بدأت أشعر بتسارع في أنفاسي ودقات قلبي وضيق بصدري. وشعرت بأحدهم يقترب من سريري بخطوات خفيفة ثم خطوات على سريري وسمعت صوت أنفاسه. لم أستطع أن أتحرك أو أصرخ. جسدي بالكامل قد انحلّ مما سمعت.
في اليوم تالي حينما استيقظت رأيت بقعاً زرقاء وبنفسجية في جسدي وكأنها رضوض. أخبرتني أمي أنها مسألة طبيعية بفعل المرض. أما صديقتي فشارت علي بالذهاب لطبيب لسؤاله عنها. لكنني لم أجرؤ على البوح بما حصل تلك الليلة. غالباً سيعتقدونها أوهام.
وبدأت أرجح أن ما أخبرتني به جارتنا لربما صحيح عن السحر. وما زاد يقيني هو ما حصل بمدرستنا بينما كنا نستمع للمعلمة في درس الرياضيات. سمعنا صوت صراخ قوي جداً من الصف الذي بجوارنا، فركضنا مسرعين لنرى ما يحصل.
اخبرتنا المعلمة أن هناك فتاة في الداخل تقفز على الجدران وفوق المقاعد وتكسر النوافذ عند بدء درس القرآن، وسماعها لترتيلات المعلمة. ثم أتت المديرة مسرعه ظناً منها أن المعلمة ضربت إحدى الطالبات. ولكن الأمر لم يكن كذلك. تم إبلاغ والدي الطالبة، وبعد ساعات قليلة حين حضرت عائلتها وجدتها منبطحة على الأرض و غائبه عن الوعي تماماً. فحملها والدها وأخذها إلى المنزل… بعد تلك الحادثة أيقنت تماماً بوجود السحر والمس والعياذ بالله.
وفي يوم من الأيام بينما كنت أقلّب الجريدة رأيت إعلاناً لشيخ يقرأ رقية شرعية للتحصين. فقلت لن اخسر اذا ذهبت إليه. وعلى الفور اتصلت بخالتي لتأتي معي ولم تمانع … حينما وصلنا شعرت بثقل بجسدي يكاد يمنعني من الدخول. ولكنني قاومت ذلك الشعور ودخلت.
لحسن حظي لم يكن هناك الكثير من المواعيد فدحلنا على الفور، وكان الشيخ يقرأ القرآن بصوت جميل جلسنا لنستمع ثم بدأ يقرء القرآن على رأسي. فغبت عن الوعي ولم أتذكر شيئاً بعد ذلك …. ولكن حينما استيقظت أخبرتني خالتي بأنني كنت أبكي وأصرخ وأتألم وهو يقرأ … ولكن بعد ذلك شعرت بتحسن وزال الألم عني والحمد الله .
ريما القاسم (23 عاماً) طالبة جامعية في كلية التربية وتعمل كمدرسة في روضة أطفال.