منظمة شقائق النعمان… مساعدات وكفالات رغم التحديات
The Anemone organisation’s Facebook page
خرجت أم أمجد (36 عاماً) من مقر منظمة شقائق النعمان (المسمّاة “شهيد إدلب” سابقاً)، وهي تشعر بسعادة كبيرة، بعدما حصلت على كفالة يتيم لأطفالها الثلاثة من متبرعين للمنظمة. وتقول أم أمجد: “وكأن جبلاً من الهموم قد أُزيح عن ظهري”.
تلك السيدة من معرة النعمان واحدة من عشرات الأرامل اللواتي حصلنَ على المساعدة من منظمة شقائق النعمان، التي تقدّم لهن كفالات الأيتام، سلالاً غذائية، إفطارَ صائم، خبزاً مجانياً، حليبَ أطفال وغيرها من الحاجيات الأساسية.
تضيف أم أمجد: “لم أكن أعرف ما الذي سأفعله لولا مساعدة المنظمة لي، فقد غدوتُ أرملةً وعندي ثلاثة أيتام، دون أن يكون لدي مهنة أو دخل للإنفاق عليهم.” وتتوقع بأنّ تتحسّن حالتها، باعتبار أنّ الكفالة تقدّم راتباً شهرياً، بالإضافة لتأمين العديد من المستلزمات لها ولأطفالها.
عن منظمة شقائق النعمان، يتحدّث مديرها الصيدلاني طارق الحراكي، فيقول: “تأسست المنظمة تحت إسم شهيد إدلب في العام 2013، كأحد شركاء منظومة وطن في العمل الإغاثي، وتغطي منطقة معرة النعمان وريفها، إضافةً لمدينة اسكندرون التركية حيث يتواجد أعداد كبيرة من النازحين. وتقدم المنظمة المساعدة لأسر الشهداء والمعتقلين والفقراء وذوي الإحتياجات وغيرها من الخدمات”.
ويضيف الحرّاكي: “تتعاون المنظمة، مع الجمعيات الخيرية المتواجدة في المنطقة، وذلك في إطار جمع الإستبيانات عن الأيتام والمحتاجين. كذلك في إطار الشراكة في تقديم المساعدات، فقد قامت مؤسسة عبد القادر السنكري بإشراف من منظمتنا، بكفالة 100 يتيم عبر تقديم رواتب شهرية تُقدّر بـ 26 ألف ليرة سورية (أي ما يعادل 50 دولاراً أمريكياً لكل يتيم)”.
وعن عمل المنظمة في مدينة اسكندرون، يقول الحرّاكي: “نعمل هناك على تأمين كفالات لأبناء الشهداء من النازحين السوريين، كما نساعد بتقديم مستلزمات المنازل من أغطية وأدوات كهربائية وأدوات المطبخ، بالإضافة لتوزيع الحصص الغذائية”.
من جهة ثانية، تقدم المنظمة كراسي متحركة لأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة في معرة النعمان واسكندرون.
أحمد (18 عاماً) أحد أبناء معرة النعمان، أُصيب بالشلل نتيجة إصابة عموده الفقري أثناء قصف النظام لمدينته. ولأنّ أهل أحمد، لا يستطيعون شراء كرسي متحرك لهُ، فقد تكفّلت منظمة شقائق النعمان بذلك. فيقول أحمد: “لم أعد مضطراً أن أستلقي على الفراش طيلة الوقت، فقد أصبح بإمكاني الخروج إلى الدار دونما عناء… وأحياناً أتجوّل في الشوارع لأرى ما حلّ بنا، وما آلت إليه أبنيتنا بعد القصف الهمجي واليومي على المدينة”.
وبالإضافة إلى تأمين الكفالات والحصص الغذائية ومستلزمات المنازل والكراسي المتحركة، كذلك افتتحت منظمة شقائق النعمان، مشغل خياطة مع منظمة بردى وجمعية البر والخدمات الإجتماعية. والمتدرّبات في المشغل هنّ من أسر الشهداء والمعتقلين.
سناء محمد (35 عاماً) إحدى المتدرّبات وهي زوجة شهيد، تقول: “أتاح لي المعهد فرصة لتعلم مهنة تؤهلني للعمل، وبالتالي تمكنني من تحمّل أعباء الحياة الكبيرة التي أُلقيت على عاتقي”. وتصف سناء المشروع بالهام جداً، ويجب أن يستمر، لأنها أتقنت مهنة الخياطة من خلاله، وبدأت بمزاولتها في المنزل مع بعض من زميلاتها.
ولم يغب المجال التعليمي عن اهتمام منظمة شقائق النعمان، فهي بحسب الحراكي تتكفّل بسبع مدارس من حيث تقديم القرطاسية والحقائب والملابس ومجلّات الأطفال التي صارت تصدر بعد الثورة.
الطفل أيهم (8 سنوات) سعيد بحصوله على قرطاسية وحقيبة جديدة مع بداية العام الدراسي الجديد. هذه المستلزمات قدمتها لهُ منظمة شقائق النعمان، في العام المنصرم أيضاً.
ومن النشاطات التي قامت بها المنظمة، إعداد دورات دعم نفسي للأطفال بالتعاون مع أخصائيين في هذا المجال.
ميرفت (40 عاماً) كانت تشكو من تصرفات ولدها أحمد (11 عاماً) الذي بات إما عدوانياً مع إخوته، أو منزوياً لا يلعب مع الآخرين… ولكن بعد انضمامه لدورات المنظمة بات وضعه “أفضل بكثير” على حد وصف الأم.
كما قامت المنظمة بافتتاح معهد البر والتقوى لتحفيظ القرآن، والذي يقصده حوالي 270 طالباً.
تَحدّثنا مع الطالب سليم (9 سنوات) وأخبرنا أنّ المعهد يُجري مسابقات كل فترة ويوزع خلالها الهدايا والجوائز، تحفيزاً للأطفال لحفظ آيات القرآن، وقد عبّر لنا سليم عن سعادته بوجوده في المعهد.
من الناحية الطبية، تستمر منظمة شقائق النعمان بالتعاون مع منظمة الصيدلية السورية بتأمين بعض الأدوية الضرورية للمشافي الميدانية في معرة النعمان. ويقول الطبيب المسعف عمر (30 عاماً): “تمد منظمة شقائق النعمان المشفى الميداني الذي أعمل فيه، بالأدوية الفعّالة وبكميات كافية بين الحين والآخر، ولذا نشكرها كأطباء ومرضى على هذا المجهود الرائع”.
مشاكل جمّة وتحديات كبيرة تواجه منظمة شقائق النعمان أثناء تأدية عملها، وأولها القصف المستمر على مدينة معرة النعمان، حيث تضررت بعض مقرات المنظمة وسياراتها… وكذلك فإنَّ جميع العاملين في المنظمة هم متطوعين فيها، من دون أي مقابل مادي منذ تأسيسها، وذلك لعدم توفر الدعم اللازم.
يقول أبو محمد (39 عاماً) وهو أحد المتطوعين: “سنتابع عملنا حتى من دون أي أجر مادي، لأنّ هدفنا هو رفع بعض المعاناة عن عوائل الشهداء والمعتقلين والنازحين والمعوّقين بسبب الحرب، والذين تضرروا بالحرب بعد أن فقدوا أحبابهم… وفقدوا المُعيل”.