منظمة سوريا للإغاثة والتنمية.. متواجدون وسنبقى
The surgical hospital in al-Sham set up by the Syria Relief and Development organisation. Photo taken by: Obeida al-Taraf.
خضع عبود (22 عاماً) لعملية جراحية، بداية عام 2013 في مشفى إدلب الجراحي التخصصي (شام حالياً)، وذلك بعد إصابته بشظايا برميل متفجر أدت إلى بتر كف يده اليمنى واستئصال قسم من الأمعاء. هذا المشفى الذي استحدثته منظمة سوريا للإغاثة والتنمية.
“تأسست منظمة سوريا للإغاثة والتنمية (SRD) نهاية عام 2012 في الداخل السوري المحرر، حيث كان استحداث مشفى شام الجراحي التخصصي (ادلب سابقاً ) أول المشاريع في بلدة (حاس ) بالريف الجنوبي لإدلب، الذي ما زال يقدم خدماته للأهالي مجانا”. بحسب مدير مكتب الشمال السوري في المنظمة الدكتور عقبة الدغيم (30 عاماً).
يتحدث الدكتور الدغيم عن نشاطات المكتب قائلاً: “تتمثل أنشطة المنظمة في المجال الطبي بشكل رئيسي، من حيث إنشاء المشافي والمراكز الطبية في المناطق التي ننشط فيها من خلال مكتب الشمال السوري، الذي يعمل في المناطق المحررة من محافظتي حلب وإدلب، إضافة لأنشطة المكتب الإغاثية الطارئة، بهدف تخفيف المعاناة عن السوريين وخاصة المهجرين، ومنحهم الأمل من خلال مراكز التدريب والتأهيل”.
ويتابع الدكتور الدغيم: “كان أول نشاط للمنظمة استحداث مشفى ادلب الجراحي في حاس نهاية عام 2012، ثم مشفى الفردوس الجراحي في دارة عزة، ومشفى بغداد الجراحي في ريف حلب، كما تم افتتاح مشفى السيدة مريم في مدينة كفرنبل بتخصصات الأطفال والنسائية منتصف حزيران – يونيو 2016. كما أن المنظمة جهزت إحدى وعشرين سيارة إسعاف تعمل على مدار الساعة، ثمانية منها مجهزة للعناية المشددة و بقية السيارات للإخلاء ضمن منظومة الإسعاف بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر القطري”.
ويضيف الدكتور الدغيم: “تم استحداث 12 مركزاً صحياً في عدة قرى وبلدات في المناطق المحررة من حلب وإدلب، تحوي هذه المراكز على فرق جوالة تنطلق بشكل يومي نحو القرى البعيدة التي تحتاج للرعاية الصحية، وهذه العيادات المتنقلة مزودة أيضا بكافة أنواع الأدوية وخاصة أدوية الأمراض النسائية. إضافة لفرق في الإرشاد النفسي وتنظيم الأسرة، ويبلغ عددها أربعة فرق ، كل فريق من هذه الفرق يغطي ست قرى من ريف إدلب، ويضم كل فريق: قابلة قانونية، مرشدة نفسية، ممرضتان، إعلامي، سائق”.
ويلفت الدكتور الدغيم إلى أنه: “تم تجهيز مخبر خاص لكشف ومعالجة مرض اللاشمانيا (حبة السنة)، بالتعاون مع (منظمة مينيتور)، كما تم استحداث مركز للعلاج الفيزيائي في جرجناز بداية عام 2013 إضافة لاستحداث مركز غسيل الكلية”. وعن المشاريع الطبية المستقبلية للمنظمة يقول الدغيم: “المنظمة تعمل الآن على تجهيز مركز للتصوير الشعاعي يشمل التصوير الطبقي المحوري وجهاز تصوير بالأشعة السينية، وجهاز تصوير إيكو في مدينة كفرنبل بريف إدلب”.
مدير مركز التأهيل والتدريب في مكتب كفرنبل الدكتور خالد الضعيف (47 عاماً) يقول “بلغ عدد الدورات التدريبية المختلفة التي نظمها مركز التأهيل والتدريب الذي أٌقامته منظمة سوريا للإغاثة والتنمية في كفرنبل نحو 14 دورة تدريبية في مجالات الدعم النفسي، الإسعاف النفسي الأولي، الإرشاد النفسي، مهارات الاتصال، تأهيل معلمين، العنف القائم على التنوع الاجتماعي، ودورات قبالة وتمريض، إضافة لدورات مختلفة للعاملين في المجال الصحي في المنظمة، وبلغ عدد المستفيدين أكثر من 300 متدرب”.
ويضيف الدكتور خالد: “كادر المركز خمسة إداريين، إضافة لأربعة فرق جوالة فيها 16 شخصاً مؤهلاً للقيام بالدراسات النفسية وتقييم الاحتياجات وتقديم الدعم النفسي، وبعض النشاطات الترفيهية للأطفال، إضافة لندوات التوعية المختلفة. كما يشرف المركز على عمل فرق تنظيم الأسرة من خلال تقديم خدمات واستشارات نفسية وطبية للمرأة من بداية الحمل حتى الولادة، وتنفذ هذه المراكز ندوات خاصة للتعامل مع الأطفال، وخدمات لعلاج حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي (GBV) تتعلق بالأطفال والنساء”.
وأشار الدكتور خالد إلى أن المركز يقدم الخدمات مجاناً للمواطنين، كما يقوم المركز بمنح الشهادات لجميع المتدربين في المركز دون أية رسوم. وأكد أيضاً على أن المركز يفتح أبوابه لاستقبال الاستشارات النفسية والاجتماعية للجميع، وأيضاً لجميع الجهات واستقبالهم لتنفيذ الدورات والندوات بمختلف أنواعها مجاناً.
وقعّت مؤخراَ الشابة نور (22 عاماً) عقداَ مع المنظمة للعمل في إحدى مشافيها، بعد إخضاعها لعدد من الدورات في المركز. وتصف نور فرحتها :” في البداية لم أقتنع أنني سأوقع العقد نتيجة إتباعي لدورة في مركز التأهيل و التدريب، لكن عندما شاهدت العقد أمامي بدأت يدي بالارتجاف، وقعت على العقد بلا وعي من فرحتي”.
(THE SHELTER) الشيلتر أو المأوى هو أهم الأعمال الإغاثية التي نفذتها المنظمة في نهاية عام 2015، وبحسب الدغيم مدير مكتب الشمال في منظمة سوريا للإغاثة والتنمية الذي يقول: “نفذت المنظمة أهم الأعمال الإغاثية في أربعة من قرى ريف ادلب الجنوبي المحررة، هي كفرنبل، حاس، جرجناز ومعرة حرمة، ووصل عدد المستفيدين من هذا المشروع في ريف إدلب نحو 540 عائلة” .
وقامت المنظمة بترميم بعض المنازل المهدمة جزئياً، وقدمت للجميع سلل (كيتات) شتوية ومستلزمات المطبخ، وألواح طاقة كهروشمسية للإنارة مع مستلزماتها. كما قدمت لبعض العائلات سلل إغاثية تحوي مدفأة، وحطب، وفحم حجري ، وبيرين (مخلفات عصر الزيتون) للتدفئة. إضافة إلى سلة إغاثية تحتوي على مستلزمات البناء الضرورية مثل الإسمنت، والحبال، والخشب، ورفش وغيرها لترميم المنازل ذات التهدم البسيط.
استفاد الحاج محمود (77 عاماً) من مشروع كونه من أصحاب البيوت المتضررة. ويقول الحاج محمود: “أعطتني المنظمة مدفأة حطب جيدة، وحوالي طن واحد من الفحم الحجري ونصف الطن من البيرين، إضافة إلى سلة متنوعة في معظم احتياجات المنزل من أثاث بسيط، وأدوات المطبخ”.
ويضيف الدكتور الدغيم: “تواصل المنظمة في منطقتي بنش ومعرتمصرين في ريف إدلب الشمالي، تقديم نفس الخدمات والسلل الإغاثية لنحو 500 عائلة من العوائل المتضررة منازلها من قصف الطائرات”. ونوه الدكتور الدغيم إلى أن المنظمة وفي مجال الإغاثة تقوم دائماً بتقديم المساعدات الإغاثية الإسعافية للأهالي المهجرين من بيوتهم وقراهم مباشرة تحت ما يسمى مشروع الاستجابة الطارئة.
وعن علاقة المنظمة بالمجالس المحلية يقول مدير مكتب الشمال السوري: “التعاون قائم بين المنظمة وبين جميع المجالس المحلية في كافة الأنشطة والخدمات التي تقدمها المنظمة، ووجدنا التفاعل المتبادل مع الجميع، لأننا جميعاً نعمل باتجاه تحقيق هدف واحد يتمثل بإعادة الأمل لكافة المواطنين الذين تضرروا من هذه الحرب، وتعويضهم بشيء لا يذكر عما فقدوا، والعمل معهم لتنفيذ المشاريع التي تصب في النهاية لصالحهم”.