مشاريع زراعية لتمكين المرأة في ريف إدلب
حين تم اختيار أم محمد (40 عاماً) ضمن المستفيدات من مشروع سبل العيش الذي يقوم على الاهتمام بمحصول الزيتون بدءاً من الفلاحة وحتى القطاف والتقليمـ أصابتها موجة من السعادة.
تقول أم محمد: “منذ اعتقال زوجي عام 2014 من قبل جيش النظام، لم يحظ كرمنا بأي اهتمام، خاصة أن أوضاعنا المادية لم تعد تحتمل عملية الاعتناء بالأشجار المكلفة، أما الآن فقد اختلف الوضع كثيراً”.
منظمة سداد الإنسانية مشروعاً أطلقت مشروع “سبل العيش” ويهدف إلى دعم صمود النساء الأرامل وزوجات المعتقلين من خلال مشاريع زراعية، منها ما يتعلق بالعناية بأشجار الزيتون ومنها ما يتعلق بالبستنة.
توضح أم محمد مدى استفادتها من المشروع قائلة “لقد حصلت على دعم لا يستهان به من قبل منظمة سداد، حين قدمت لأشجاري المهملة منذ سنوات مبيدات حشرية، وتغذية ورقية، ليس ذلك وحسب وإنما عمدت لتعيين عمال لقطاف الموسم، وتكفلت بعصره أيضا، وكل ذلك بشكل مجاني”.
في السابق لم يكن باستطاعة أم محمد الاهتمام بالموسم كون تكلفته تفوق انتاجيته، ولكنها اليوم وبمساعدة مشروع سبل العيش أصبح بإمكانها الحصول عل عائدات إنتاجها دون أي تكلفة، وهو ما وصفته بـ “المشروع الإنساني الذي كان بمثابة سند لضعفنا نحن المعيلات المتضررات في الحرب”.
مدير المكتب الاعلامي في منظمة سداد والذي تحفظ على ذكر اسمه يقول لحكايات سوريا: “بدأ المشروع بتاريخ الأول من تموز/يوليو 2017، ومن المقرر أن يستمر حتى نهاية شهر آذار/مارس 2018، نهدف من خلال المشروع لمساعدة وتمكين المرأة لا سيما المعيلات، من خلال العناية بمواسمهن وجني محصولهن من جهة، ولزيادة إنتاجية أشجار الزيتون مما يعود بالفائدة على محصول الزيتون المتضرر بفعل الحرب بشكل عام من جهة أخرى”.
شمل تنفيذ المشروع العديد من قرى جبل الزاوية وريف إدلب الجنوبي ومنها كفرنبل، حزارين، الفطيرة، سفوهن، كفرعويد، البارة، المزرة، حاس، بسقلا، كنصفرة.
يتم اختيار المستفيدات وفق معايير أهمها أن تكون المستفيدة زوجة شهيد أو معتقل، أو أن يكون ضمن العائلة فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن تمتلك المستفيدة أرضاً زراعية مساحتها تقل عن 5 دونمات.
وقد بلغ عدد المستفيدات في القرى السابقة الذكر أكثر من 1000 مستفيدة ، شملت مساعدتهن الرعاية والعناية بأشجار الزيتون، وتوفير ورش لعملية قطاف المحصول مدفوعة الأجور من قبل المنظمة. يضاف الى ذلك خدمة عصر الزيتون وخدمات التقليم.
أحد مشاريع سبل العيش أيضاً كان مشروع زراعي آخر استهدف قرى الركايا ومدايا والنقير في ريف إدلب الجنوبي.
حول هذا المشروع يتحدث زهير السلوم مدير مكتب المشاريع في المجلس الموحد للقرى آنفة الذكر فيقول لحكايات سوريا: “مهمتنا كمجلس هو الإشراف على تنفيذ كافة خطوات المشروع ، فيما تقدم منظمة سداد الانسانية جميع الاحتياجات الأساسية واللوجستية للسيدات، إذ تم اختيار 50 مستفيدة ممن لا معيل لهن، وتم تدريبهن على الأمور الزراعية وكيفية الإشراف على مشاريعهن بغية الحصول على إنتاج في الشهر الثالث من العام 2018”.
وعن آليه المشروع يقول السلوم: “مدته 9 أشهر ، وهو تضمن خلال الأشهر الأربعة الأولى تدريب المستفيدات على قيادة المشروع عبر تعليمهن أمور البستنة، ثم تعليمهن الأمور الصحية سواء بالأسرة أم بعملية الزراعة”.
محاصيل المستفيدات سيتم تسويقها ضمن مول مخصص لهن لمساعدتهن في بيع كافة الإنتاج ودون تكلفة بحسب السلوم.