مبادرات طلابية في إدلب رغم الحرب
من نشاطات مكتب الطلبة في جامعة إدلب تصوير علي الدالاتي
برزت خلال أزمة النزوح الأخيرة في إدلب مشاركة طلاب جامعيين في عملية مساعدة النازحين على إيجاد أماكن لإيوائهم إضافة إلى دورهم في توفير الدعم النفسي للأطفال. هذه المشاركة يقف خلفها مكتب الطلبة في جامعة إدلب.
وتم تشكيل مكتب الطلبة في جامعة إدلب في العام 2015، وتم اجراء انتخابات على مستوى الكليات التابعة للجامعة حيث انتخبت كل سنة دراسية ممثليها ضمن الهيئة الطلابية في الكلية ليختار أعضاء الهيئة بعد ذلك رئيساً للهيئة. وبعد انتهاء الانتخابات في الكليات تم انتخاب رئيس مكتب الطلبة في جامعة إدلب زكريا خليف (30 عاماً) من قبل رؤساء الهيئات الطلابية، لتكون التجربة الأولى لعملية انتخاب الطلاب لممثليهم.
تم تأسيس عدة مكاتب للإشراف على البحث العلمي والأنشطة الثقافية والرياضية، ومشروع مجلة طلاب جامعة إدلب، وإقامة عدة ملتقيات طلابية وتنظيم بطولات لكرة القدم. الهدف من المكتب هو توحيد جهود الطلاب بالاضافة لتمكينهم عبر دورات نوعية كدورات بناء الذات وصناعة الاستراتيجية، بالاضافة لإنشاء فريق تطوعي من الطلاب لمساعدة المهجرين قسراً والنازحين.
الدكتور محمد عبدالحي (49 عاما) نائب رئيس جامعة إدلب للشؤون الإدارية يقول: “كانت الانتخابات لأجل اختيار ممثلي الهيئات الطلابية عملية رائعة، وهي تكرس مبدأ الشورى وتكرس موضوع اختيار الممثلين على كل المستويات”.
ولفت عبدالحي إلى “أن الانتخابات بدأت بمكتب الطلبة وهذا أمر جيد، ونحن مسرورون جداً ان يتم اختيار ممثلي الطلبة عبر انتخابات. وخاصة ان الانتخابات كانت حرة ولا يشوبها أية ضغوط مثل ما كان يحدث في عهد النظام سابقاً وحسب معلوماتنا فان العملية الانتخابية جرت بشكل جيد وبأجواء ايجابية ولم تردنا أي شكوي عن اي خروقات او مخالفة للعملية الانتخابية اثناء عملية اختيار الطلاب لممثليهم لذلك نحن راضون لهذه العملية وداعمون لها”.
وتطرق عبدالحي إلى نشاطات المكتب وقال: “حتى الآن هي نشاطات طيبة، نحن ننتظر منهم نشاطات اكبر، وطموحنا ان يتم تفعيل الهيئات الطلابية في كل الكليات بأقصى طاقتها لتقوم بنشاطات إبداعية تتناسب مع حاجة الكليات والجامعة، وأيضا مع حاجة الطلبة الذين اختاروا هؤلاء الممثلين عنهم ليكونوا صوتاً لهم”.
الطالب عبدالغني الحسين (25 عاماً) وهو أحد طلاب كلية العلوم جامعة إدلب يقول: “مكتب الطلبة في الجامعة هو عبارة عن طلاب سخّروا انفسهم لخدمة زملائهم الطلاب. ويمكننا اعتباره الركيزة الأساسية التي نعتمد عليها كطلاب لتوصيل صوتنا لرئاسة الجامعة أو لمجلس التعليم العالي.
وأضاف الحسين: “والجميل في الأمر أن أعضاء المكتب تم تعيينهم عبر انتخابات نزيهة حيث اخترنا كطلاب ممثلين عنا دون ضغوطات من أحد. أما بالنسبة لنشاطات المكتب التي شاركت ببعضها كباقي زملائي الطلاب، فكانت هادفة و بنّاءة وعادت بالنفع علينا كطلاب. ولكن نتمنى نشاطات أكبر وأوسع”.
رئيس الهيئة الطلابية ضمن كلية الطب البشري يامن اليماني (26 عاماً) يقول: “الانتخابات أجريت ضمن كليتنا وباقي الكليات. وهي انتخابات سنوية تبدأ بالفصل الثاني من كل سنة دراسية. مهمة الهيئة الطلابية هي العناية بشؤون طلاب الكلية وتنظيمهم وإيصال صوتهم، والدفاع عن حقوقهم أمام إدارة الكلية أو الجامعة. كما قامت الهيئة بمجموعة من النشاطات التي تهم الطلاب كالمسابقات العلمية وغيرها. وهناك اجتماعات دورية للهيئة الطلابية داخل الكلية”.
محمد العيسى (20 عاماً) أحد طلاب كلية الآداب في الجامعة يثني على عمل مكتب الطلبة في جامعة إدلب ويقول: “إنها فكرة جيدة، خاصة وأن عمل المكتب مبني على روح الجماعة، بالاضافة لعملية الانتخابات، حيث كانت هذه المرة الأولى التي أشارك فيها بالانتخابات”.
ويشير العيسى إلى “أن الأنشطة الطلابية كانت جيدة ولاقت رواجاً ضمن الطلاب خاصة الأنشطة التطوعية خارج الجامعة كمساعدة المهجرين قسرا وعمليات الدعم النفسي لأطفال مراكز الإيواء، حيث تساهم في دمج الطالب الجامعي بالمجتمع وتنبيه المجتمع على أهمية الطالب الجامعي”.