طريق طالبات كفرنبل الى الجامعة دونها عواقب

مخلصة القرجي

(كفرنبل-سوريا) “كنت أحلم بحجز مقعد لي في جامعة حلب أو دمشق وتحقق الحلم” ولكن حلم نسمة هذا تبخر رغم حصولها على بطاقتها الجامعية لأن والدها منعها من الالتحاق بجامعتها خوفاً عليها من الحواجز العسكرية التي يقيمها الجيش والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في دمشق. لكن الوالد لم يمنع أخيها من الانتساب للجامعة في إدلب.

الطالبة نسمة واحدة من 45 طالبة استطعن الحصول على الشهادة الثانوية، تمكنت نحو سبع فتيات فقط من تقديم أوراقهن للجامعة. أعداد الطالبات إنخفضت بنسبة 35 بالمئة ما بين عامي 2011 و2014 حسب إحصائية أعدها المكتب التعليمي للمجلس المحلي في مدينة كفر نبل .

ريم عبّرت عن استيائها الشديد وشعورها بالقهر وتمنت لو أن الحرب لم تقم لأنها هي وكثيرات من رفيقاتها دفعن ثمن هذه الحرب، أكان في التعليم أو بتراجع الحالة المادية. ريم طالبة في مرحلة التعليم الأساسي، وصلت إلى مرحلة الإمتحانات لعامين على التوالي، وكانت عائلتها تمنعها من التقديم بسبب الظروف الأمنية .

ليلى لا تتذمر من الأوضاع السائدة، هي تذهب منذ السنة الماضية إلى ادلب ولم يعترضها أي عارض يدفعها لترك دراستها. تقول ليلى “أحيانا تحدث بعض المضايقات في الجامعة لكنها لا تجبرني على ترك جامعتي ووالدي متفهم لما يحدث”.

تباينت آراء الأهالي في ما خص استكمال دراسة الفتيات، والد الطالبة قمر يقول “انا رجل لا حول لي ولا قوة أفضّل ألف مرة أن تبقى إبنتي جاهلة على أن تقع في يد ظالم لا يخاف الله وحينها لا ينفعني ندمي”.

ابو محمود وهو موظف حكومي منشق، منع ابنته من متابعة دراستها الجامعية خوفا عليها من الحواجز المتواجدة على الطرقات. ويقول أبو محمود “أن الغاية من وراء دراستها لم تعد مؤمّنة ولا يوجد لها مجال للعمل، ناهيك عن الأعباء المادية وعدم وجود دخل لتأمينها”.

الخالة أم فاطمة تقول “الزواج وإنجاب الأطفال أهم شيء للفتاة تعلمت أو لم تتعلم”.

فاطمة ذات السبعة عشر عاما كانت ترضع طفلتها وتمسك في يدها كتابا وتقول “كانت نسمة صديقتي وكنا نود أن نكمل تعليمنا، وكنت أحلم أن يكون هذا الكتاب رفيقا لدربي لكن الظروف غيرت طريقي وبدلت خطة حياتي”. .