شباب سوريون يطالبون بإلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية

العديد من الشباب السوريين يعارضون فكرة التجنيد الإجباري.

عبر مئات من الشباب في سوريا عن تذمرهم من ظروف الخدمة العسكرية الإلزامية في بلدهم، وذلك في عدة مجموعات أنشئت على شبكة التواصل الاجتماعي “الفيس بوك”.

ومن المعروف أن الخدمة العسكرية إلزامية في سوريا لكل شاب بلغ الثامنة عشر من عمره، إلا بالنسبة للطلاب الجامعيين حيث يمكنهم إنهاء دراستهم الجامعية قبل الالتحاق بالخدمة على أن لا يتجاوزوا سنا معينة وفقا لفرعهم الدراسي.

وقد طرأت على قوانين الخدمة الإلزامية تعديلات عديدة خلال السنوات القليلة الماضية كان أهمها تخفيض مدة الخدمة من سنتين ونصف إلى سنة وتسعة أشهر.

أواخر العام الماضي أنشئت مجموعة “لا للتجنيد الإجباري

والتي ضمت حتى الآن 1500 عضو.

“لا تجعلوا التجنيد سببا من أسباب فرار الشباب إلى المغترب” تقول المجموعة في وصفها، وتضيف “انظروا إلى لبنان، وهم أكثر الناس معاناة وحربا مع إسرائيل، قاموا بإلغاء التجنيد الإجباري لأنهم يعلمون أن لكل إنسان مكانه في الحياة، والمقاومة هي بالعمل والعلم”.

وتوجه المجموعة على صفحتها رسالة إلى رئيس الجمهورية ووزير الدفاع، تشرح فيها موجبات إلغاء الخدمة العسكرية في سوريا.

“لماذا ما زلنا نذهب للتجنيد لنتعلم فك وتركيب السلاح والجري لمسافات ونحن في غاية اليقين أن الحرب الآن هي حرب كفاءات وحرب مقدرات علمية واقتصادية وتدار بضغطة زر…” تقول الرسالة.

وتضيف:”إن الدفاع عن الوطن يكون بان يكون كل شخص في مكانه الصحيح أولا، فالجندي يدافع عن وطنه بالسلاح، والمهندس يدافع عن بلده بالبناء و الطبيب يدافع عن بلده بالعلاج…”.
وتدعو الرسالة إلى إيجاد جيش سوري متخصص يكون الانضمام إليه على مبدأ التطوع.

وفي الفترة نفسها تقريبا أنشئت مجموعة “لا للخدمة في الجيش..في شكلها ومضمونها الحالي

من يريد أن يكون جندياً

والتي انضم إليها حتى الآن نحو 340 عضو.

وتنادي المجموعة “برفض الوضع السيئ الذي نعيشه كل يوم في الجيش السوري، من هدر للأموال والطاقات” معتبرة بأن هذه الخدمة هي “ليست أكثر من تدمير للإنسان وإذلال للشباب”.

وتعتبر المجموعة أنها بتناول هذا الموضوع تخوض في موضوع من غير المسموح الحديث عنه، حيث يلاحظ “عزوف المثقفين في سوريا عن الكلام أو الكتابة عن الجيش الذي يعتبر أحد التابوهات”.

ويدعو مدير المجموعة إلى النقاش حول الموضوع بعيدا عن “الحقد والنفس العنصري والطائفي وعن كل ما يتسم بالعنف”.

وتتطرق الكثير من التعليقات في المجموعتين، إلى فساد مؤسسة الجيش والمعاناة التي يلقاها المجندون بسبب ما وصفوه “بالإذلال” على يد رؤساءهم في الخدمة.

“الخدمة الإلزامية في سوريا أصبحت لخدمة أشخاص في مزارعهم و إذلال الجندي و إهانته و لم تعد لخدمة الوطن والدفاع عن عزته” يقول أحد الأعضاء.

ويقول آخر، أن سبب عدم رغبة الشباب في أداء الخدمة العسكرية لا يعود أبدا إلى أنهم لا يحبون وطنهم أو يميلون إلى الاسترخاء والراحة، بل بسبب “الاستبعاد والإذلال الذي يحصل أثناء الخدمة للمجند..ثم المحاباة والتمييز والواسطة وعدم الاحترام…”.

بينما عبر شبان آخرون عن رفضهم لفكرة الخدمة الإلزامية من أساسها، معتبرين أنها تشكل عقبة في طريق مستقبلهم، وأن الخدمة العسكرية تجبر الكثير من الشباب على السفر والتغرب لتجنب أدائها، حيث وفقا لقانون الخدمة العسكرية يمكن للمغترب لخمس سنوات على الأقل أن يدفع بدل الخدمة وقدره 6500 دولار أمريكي.

واقترح أحد الأعضاء تخيير الشباب بين الخدمة العسكرية والخدمة المدنية، “وهذا يسمح للشاب بتأدية واجبه تجاه الوطن من مكان خبرته وتخصصه”.

مجموعة أخرى أنشئت في آذار الماضي، تدعو إلى تخفيض مدة الخدمة الإلزامية في سوريا إلى سنة واحدة، وتخفيض مدة الاغتراب لدفع البدل إلى ثلاث سنوات.