رائد الصالح وقصة الدفاع المدني في سوريا
رائد الصالح يشارك في جلسات عمل في مقر الأمم المتحدة في نيويورك لدعم الاستقرار في سوريا
ينهي رائد الصالح اجتماعاته مع عدد من المسؤولين الأميركيين ومنظمات العمل الإنساني في مدينة نيويورك، بعد مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة كمندوب عن الدفاع المدني في سوريا، وذلك لتسليط الضوء على الوضع الإنساني في الشمال السوري.
رائد الصالح (35 عاماً) هو مدير الدفاع المدني في سوريا، أو ما بات يعرف بالخوذ البيضاء. إبن مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، كان يعمل في مجال التجارة قبل انطلاق الثورة، ومن ثم انتقل للعمل الإنساني على الحدود السورية التركية، حتى تم تشكيل مؤسسة الدفاع المدني والتي حققت نجاحات واسعة، وحققت شهرة في كافة أنحاء العالم وحصدت عشرات الجوائز والأوسمة.
الصالح وفي بدايات الثورة عمل ضمن إدارة المخيمات في تركيا، وتحديداً في توزيع الطعام والخيام على اللاجئين، بالإضافة إلى دوره في عملية إدخال الجرحى من المناطق المحاذية للحدود السورية عن طريق سيارات الإسعاف إلى الداخل التركي من أجل تلقي العلاج.
وعن بدايات تأسيس الدفاع المدني يقول الصالح: “كنت أحد المشاركين في التأسيس في الشهر السادس من عام 2013، حيث بدأ التدريب الأول في مدينة إسطنبول التركية، وتم على أساسه نشر فرق للدفاع المدني في الشمال السوري. أطلقنا المؤتمر التأسيسي للدفاع المدني في 25 أوكتوبر/تشرين الأول 2014 حيث تم توقيع الميثاق الذي ينص على تنظيم كل فرق الإنقاذ في سوريا في ظل مؤسسة واحدة”.
ويضيف الصالح: “الدفاع المدني حصد ما يقارب 30 جائزة خلال الأعوام الماضية، نتيجة جهد مشترك لجميع المتطوعين والعاملين بكل المستويات، وهو ما أعطاها الشرعية الدولية والشعبية، ومن الجوائز التي حققناها وقد تسلمتها نيابة عن الدفاع المدني، جائزة نوبل البديلة وجائزة الأوسكار لفيلم وايت هيل ميت وجائزة آسيا سواسيتي ومان هاي للسلام”.
ويتابع الصالح: “حضرنا كثيراً من المؤتمرات، حيث حضرت جميع الاجتماعات الرسمية للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال عام 2016-2017، بالإضافة إلى الاجتماعات الخاصة بسوريا في لندن وبروكسل، ومؤتمر الدفاع المدني الخاص بالدوحة والاجتماعات الخاصة بالبحث بغرفة المجتمع المدني”.
وتعتبر الصعوبات التي تعاني منها مؤسسة الدفاع المدني في سوريا هي موضوع القصف الجوي والغارات المزدوجة ضد المدنيين وفرق الدفاع المدني، حيث فقدت الأخيرة 270 متطوعاً وجرح أكثر من 750 أخرين.
وحول هذا الموضوع يقول الصالح: “نتعرض لتحديات كبيرة ولكن بروح الفريق والتآخي استطعنا تجاوز هذه التحديات. نمتلك من المرونة ما يساعدنا على تجاوز هذا الأمر، وخصوصاً التحديات التي تتعلق بالتمويل، ولكن بالوقت الحالي أعتقد أن الدفاع المدني بات مجهزاً بأفضل المعدات والكوادر والتي تضاهي تجهيزات الفرق في دول أخرى”.
وتسعى مؤسسة الدفاع المدني لتقديم الخدمة العاجلة لجميع السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والعرقية. ولكن هناك معوقات تمنع فرق الدفاع المدني من تقديم الخدمات لجميع السوريين، وأهمها اتخاذ النظام السوري وروسيا من المؤسسة موقفاً عدائياً رغم انها تنشط في المجال الإنساني.
وحول أهداف المؤسسة المستقبلية يفيد الصالح: “هدفنا جعل حياة كل إنسان ذو قيمة عالية، حيث نعنى بإعطاء القدرة للمجتمعات المحلية على إدارة الطوارئ في حال غياب حكومة أو دولة والمساهمة في تحقيق العدالة داخل سوريا. وهذا يتطلب منا أن نكون على قدر المسؤولية وإعطاء الحقوق للضحايا والتي ارتكبت ضدهم انتهاكات من قبل النظام وروسيا والأطراف الأخرى”.
ويختم الصالح حديثه عن الأهداف بلقول: “رؤيا وأهداف الدفاع المدني قادرة على أن تخدم الإنسانية في أي مكان في العالم، حيث أن العالم اليوم يغرق في الكوارث الطبيعية والبشرية من فيضانات وحروب والتغير المناخي، بالإضافة إلى قمع الحريات حيث باستطاعتنا أن نكون متواجدين في أي بلد في العالم لمواجهة هذه الأمور والتخفيف عن المدنيين”.
وأخيراً تضم مؤسسة الدفاع المدني في صفوفها نحو 4 آلاف متطوع موزعين على مناطق الشمال السوري في إدلب وريفي حماة واللاذقية وريفي حلب الشمالي والغربي. وأنقذت فرق الدفاع المدني منذ بداية تشكيلها في عام 2014 عشرات آلاف الأشخاص نتيجة القصف الجوي والمدفعي والاشتباكات المسلحة.