حملة لمساعدة الأطفال على استعادة أحلامهم

عامُ جديد يعني لدى كل أطفال العالم أمنية جديدة وأحلام يرسمونها في مخيلتهم. أطفال سوريا عموماً والأطفال في المناطق المحاصرة بشكل خاص، لا يميزون بداية العام من نهايته!
كلما وُلدت سنة جديدة وهم في الحصار ماتت مئات الأحلام، وتلاشى الأفق وبقيت طموحات الأطفال حبيسة القلق من مستقبل غامض حتى الكبار لا يعرفون كيف سيكون شكله! انطلاقاً من هذا الواقع جاءت فكرة حملة “Follow your Dream” التي تطال شريحة الأطفال واليافعين دون سن الـ 18.
وتأتي هذه الحملة التي انطلقت من مدينة ترمانين، وفق تقنيات نفسية متخصصة تهدف إلى زرع أفكار إيجابية وتحويلها الى نشاطات هادفة تنمّي طموحات الأطفال وأحلامهم .
حملة فولو يور دريم بالتنسيق مع المجمّع التربوي في بلدية ترمانين في ريف ادلب بدأت بنشاطات عدة منها نشاط رسم لمواضيع يحبها الأطفال أو التعبير بما يفكرون به عن المستقبل بعبارات يحبونها، أو أي شيء حتى إذا كانت شخابيط على كرتونة الرسم التي سيرسمون عليها.
وبعدها يتم الطلب إلى الطفل أن يتحدث عنها، ونشرها على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي لتصل رسائل هؤلاء الطلاب إلى العالم ليتعرفوا على حاجاتهم وتطلعاتهم.
كما يتم عرض أفلام سينمائية قصيرة هادفة عن قصص أطفال يصرّون على تحقيق أحلامهم ويجاهدون من أجل تغيير حياتهم، يتعرضون لظروف مآساوية لكنهم في النهاية ينتصرون على ظروفهم.
تساعد هذه الآلية النفسية الطلاب على بناء حلمهم في مخيلتهم، ويحرّضهم بطل القصة على الاصرار لتحقيق أحلامهم. وتعمل الحملة على التخلص من القلق الذي يعانيه الأطفال من خلال نشاطاتها على أمل استعادتهم لأحلامهم وتعزيزها.
ومن النشاطات التي بدأتها الحملة كان الطلب من الأطفال التعبير عن أحلامهم مباشرة للكاميرا. حيث لم يعرف معظم الطلاب ما هي أحلامهم، فأصبحوا يكررون أحلام أصدقائهم. فمثلاً، قال أحد الطلاب أنه يريد أن يصبح لاعب كرة قدم، فكرر بعده رفاقه نفس الحلم وهذا أمرٌ طبيعي لأطفال يعيشون في مناطق محاصرة عانت سنوات من الحرب والقصف والاحباط النفسي والقلق.
تعمل الحملة على وضع منهاج معلوماتية بسيط يشمل أساسيات التعلم على الحاسوب ويناسب عدم تلقي الطلاب هذه المادة سابقاً.
قام بوضع البرنامج المدرب علاء حبش، الذي بدأ بتقديم الدروس الاسبوعية للطلاب في المرحلتين الإعدادية والثانوية على الكمبيوترات المحمولة التي وفرتها الحملة بهدف الاستفادة من الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وتعليم الطلاب على التعامل مع ( Microsoft office ) ليصل الطالب في النهاية للنجاح بكتابة سيرة ذاتية والتعامل مع الايميل وارسال واستقبال الرسائل الالكترونية.
كما أن الهدف من امتلاك الطلاب في المناطق المحاصرة لخبرة التعامل مع الحاسوب والانترنت هو مساعدتهم في التعلم عن بعد، وامتلاك الخبرة في مراسلة معاهد وجامعات عالمية لقبول شهاداتهم الدراسية التي لا تعترف بها معظم دول العالم لأنها صادرة عن مدارس وجامعات قابعة في مناطق محاصرة.
كما يمكن لهم التعرّف على كل ما يدور خارج عالمهم المحلي كمشاهدة أهداف لاعب كرة القدم المفضل لديهم عبر يوتيوب كما قال أحد الأطفال عند سؤالنا: لماذا يريد أن يتعلم كيف يستخدم الحاسوب.
وبحسب التحليل النفسي فإن الطفل بحاجة إلى محفّز. اما الذي يعيش ويتعايش مع الحرب، هو طفل فاقد لذلك المحفز، لا بل على العكس هو طفل يحمل الكثير من الحالات العنفية والسلوكيات الانفعالية التي لا نعرف كيف ستظهر.
من هنا وجب التعامل مع الطفل من خلال استخراج كل تلك الانفعالات، والحالات العصبية بغية بناء بنية سليمة خالية من المؤثرات السلبية، وذلك عبر العديد من النشاطات وبحسب علم النفس أيضاً فإن أفضل الطرق تكمن في جعل الطفل يتكلم ويعبّر عن كل المكنونات والأفكار والمشاعر التي يحملها.
بعدها يُصار إلى توجيهه من خلال بث أفكار وأنماط وسلوكيات تخلق عالماً جديداً بعيداً عن عالم الحرب الذي يعيشه.