حملة للحد من تسرب الأطفال من المدارس في الشمال السوري
إنطلاق حملة عيش الطفولة في ريف إدلب - تصوير أحمد الحاج بكري
"ويعمل المتطوعون في الحملة على تجهيز خمس غرف للأنشطة في مدارس المخيمات المنتشرة من قرية الزوف بريف إدلب وصولاً إلى قرية الحمبوشية بريف اللاذقية ويوجد في هذه المنطقة ما يقارب ١٥ ألف طفل متسرب تسعى الحملة لإستهداف ٤ آلاف منهم"
أطلق ناشطون سوريون في مناطق ريف إدلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي حملة “عيش الطفولة” بهدف الحد من نسبة تسرب الأطفال من المدارس، ورفع الوعي عند الأهالي ولفت نظرهم لضرورة التعليم وأهميته لمستقبل أطفالهم.
مدير الحملة أحمد حاج بكري يقول: “إن فكرة الحملة جاءت نتيجة التسرب الكبير للأطفال من المدارس وارتفاعها بشكل ملحوظ، خصوصاً في المخيمات على الحدود السورية التركية. حيث بلغت ما يقارب ٣٥٪ ما يعني أنه من بين كل ١٠ أطفال هناك ٤ أطفال متسربين”.
وينبه حاج بكري إلى أن ارتفاع هذه النسبة يعود لعدة أسباب أبرزها العمالة وإهمال الأهل وعدم رغبة البعض من الذكور بالدراسة. أما بالنسبة للإناث فالزواج المبكر والعادات والتقاليد الموجودة ورفض بعض الأهالي فكرة إرسال بناتهم للمدارس، كل هذه الأسباب دفعت الأطفال للإبتعاد عن مقاعد الدراسة.
وبحسب حاج بكري “كان لا بد من عمل جدي للحد من نسبة تسرب الأطفال. وهذا ما دفع إلى إطلاق حملة عيش الطفولة والتي هدفها الأساسي إعادة أكبر عدد من الأطفال للدراسة، بأسرع وقت ممكن وتعليمهم القراءة والكتابة على أقل تقدير.”
ويضيف حاج بكري: “من خلال أنشطة الحملة المتنوعة نعمل على استهداف المجتمع بشكل كامل. عبر التواصل مع الأطفال بشكل يومي بعد تجهيز غرف للأنشطة والألعاب داخل المدارس، كون أهم ما يحتاجه الأطفال بالمخيمات هو وجود أماكن جيدة للعب والمرح”.
تم تعيين مسؤولين لغرف الأنشطة عملهم هو التواصل مع الأطفال، وتشجيعهم للعودة للمدرسة، وشرح أهمية التعليم بالنسبة لهم. وتحويل المدرسة من مكان يخافه بعض الأطفال ويكرهونه إلى مكان سيتوجهون إليه بشكل يومي ليلعبوا به ويمرحوا.
النشاطات داخل هذه الغرف ستكون متنوعة وتنمي قدرات وذكاء زوارها من الطلاب. منها نشاطات حسابية وتعليمية وترفيهية. على غرار المناهج التعليمية الحديثة، مبتعدين عن طرق التعليم القديمة. ليكون الطفل له دور في اكتشاف المعلومة بدل أن يتلقاها بشكل مباشر. مع العلم أن غرف الأنشطة ستبقى موجودة بالمدارس بعد إنتهاء الحملة التي ستستمر لمدة أربعة أشهر ليواصل الأطفال اللعب بها في المستقبل.
ومن المهم وعي دور هذه الغرف في تقديم الدعم النفسي للأطفال. وإبعادهم عن ظروف الحرب التي تحيط بهم، وترك مساحة من الحرية لهم للإبداع وإخراجهم من جو والنزوح والحياة داخل الخيم.
من جهته يقول وسيم شامدين مسؤول الجلسات الحوراية في الحملة: “بالنسبة للأهالي نحن نعمل على إقامة جلسات حوارية معهم، للحديث عن أهمية التعليم بالنسبة لأطفالهم”.
ويعمل المتطوعون في الحملة على تجهيز خمس غرف للأنشطة في مدارس المخيمات المنتشرة من قرية الزوف بريف إدلب وصولاً إلى قرية الحمبوشية بريف اللاذقية ويوجد في هذه المنطقة ما يقارب ١٥ ألف طفل متسرب تسعى الحملة لإستهداف ٤ آلاف منهم.
ويؤكد شامدين “أنه بالتزامن مع العمل في المخيمات، نقوم بالتواصل مع المنظمات الفاعلة على الأرض بهدف توسيع عمل الحملة. ونقل فكرتها إلى معظم المناطق في الشمال السوري للحد من ظاهرة التسرب بشكل جدي. وبناء جيل متعلم يكون له دور في النهوض بسوريا مستقبلاً بدل أن يكون سبباً من أسباب تراجعها”.
يذكر أن عدد الأطفال السوريين المتسربين من المدارس داخل سوريا وخارجها بلغ نحو مليوني ونصف مليون طفل، وفق تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف التي أرجعت ذلك إلى ظروف النزاع والنزوح واللجوء التي تشهدها سوريا، بالإضافة إلى الدمار الذي طال قسمًا كبيرًا من المدارس.