حملة تضامن مع معتقل أعيد اعتقاله عشية الإفراج عنه
أطلق عشرات النشطاء السوريون على الفيس بوك حملة للتضامن مع معتقل سياسي أعيد اعتقاله في الوقت الذي أنهى فيه حكمه وكان من المفترض الإفراج عنه.
تحت عنوان “مابدها سؤال…لأنك علي العبد الله” انطلقت المجموعة على الفيس بوك قبل يومين لتضم حتى الآن أكثر من 200 عضو.
“مابدها سؤال، ليش الإصرار على الإبقاء على علي العبد الله بالمعتقل …لأنه عنجد..كل هالانسانية والجرأة والطيبة والشجاعة الي عنده….عنجد بتخوف..” ذكرت المجموعة في وصفها.
وكان علي العبد الله قد اعتقل في 17-12-2007 مع إحدى عشر آخرين من أعضاء وقادة المجلس الوطني لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي، التحالف الذي يضم عددا من أحزاب المعارضة والشخصيات المستقلة التي تنادي بالتغيير الديمقراطي السلمي في سوريا.
وقد حكم عليهم لاحقا من قبل محكمة الجنايات بدمشق بالسجن سنتين ونصف بتهمة “نشر الأخبار الكاذبة التي من شأنها أن توهن نفسية الأمة”.
وحيث بدأ مؤخرا الإفراج عن هؤلاء بعد انتهاء مدد أحكامهم، فوجئ الجميع بإحالة علي العبد الله في اليوم نفسه الذي كان من المفترض الإفراج فيه عنه، إلى الأمن السياسي بدمشق، ومنه إلى القضاء العسكري حيث وجهت إليه تهم جديدة هي “نشر الأخبار الكاذبة” و”تعكير صفو العلاقات مع دولة أجنبية” في إشارة إلى إيران، حيث كان العبد الله قد كتب في سجنه منذ أكثر من عام مقالة حول “ولاية الفقيه” بالإضافة إلى تصريحات صحفية حول الانتخابات اللبنانية والحراك الشعبي الإيراني غداة الانتخابات الرئاسية في إيران، ومما جاء في تلك التصريحات:
“إن استخفاف النظام الإيراني بإرادة المواطنين الإيرانيين وعقولهم، وتزييفه خيارهم السياسي استدعى رداً شعبياً صريحاً وسريعاً بالنزول إلى الشوارع في مظاهرات احتجاج سلمية لم تطقها عقلية النظام التطرفية فحولتها إلى احتجاجات دامية بإطلاق الرصاص على المتظاهرين وقتل وجرح العشرات، مما أفقد النظام صدقيته وأطاح بالادعاءات الأخلاقية للرئيس المنتهية ولايته، وشكل درساً لكل الأنظمة القمعية يبرر حدود القوة وحتمية فشل القمع وسقوط أدواته، ودرساً للشعوب المضطهدة يبرز أهمية بحثها قضاياها بيدها وأهمية وحدتها في مواجهة القمع، وبالجدية والتمسك بالحقوق والتضحية من أجلها يأتي التغيير المطلوب”.
وقد قام معظم أعضاء المجموعة بتغيير صور “البروفايل” الخاص بهم إلى صورة علي العبد الله مكتوب عليها: “أبو حسين الغالي، أنا وكل المؤمنين بحريتك ..لن نسكت”.
وبالإضافة إلى عشرات البيانات والأخبار الصحفية حول حدث الاعتقال الجديد، عبر الأعضاء عن تضامنهم مع العبد الله وشجبهم لتجديد اعتقاله.
وسخر أحد الأعضاء من التهم الجديدة قائلا:لماذا يضعف الروح القومية مرة أخرى؟ فالوحدة العربية المنشودة والقضية الفلسطينية كانتا قاب قوسين أو أدنى من الحل، فقام هو وأضعف الروح القومية، يجب أن يبقى في السجن حتى تنحل القضيتان”.
وقال عضو آخر شاكيا من صمت المجتمع السوري:”لو حدث ما حدث لعلي العبد الله في أي بلد في أي قارة، لقامت الدنيا ولم تقعد، السلطة ظالمة وغاشمة…لكن نحن ماذا؟…..أي مجتمع هذا الذي نعيش فيه؟”.
واقتبس عضو آخر عبارة من بيان منظمة مراقبة حقوق الانسان حول القضية يقول فيها “في سوريا اليوم أنت لست ممنوع فقط من انتقاد النظام السوري، بل أنت ممنوع أيضا من انتقاد حلفاء سوريا”.
جدير بالذكر أن علي العبد الله هو كاتب وصحفي سوري معتقل عدة مرات سابقا، كما أن نجله عمر العبد الله يقضي حكما بالسجن خمس سنوات حاليا على خلفية نشاط شبابي ديمقراطي.