حركه ثقافيه رغم الحرب في إدلب وريفها
صوره لإحدى الدورات الثقافية برعاية شبكة أمان في كفرنبل
يتابع أمجد (25 عاماً) بكل شغف واهتمام أعمال دورة تدريبية بعنوان “الحياد في العمل المدني الانساني” بعد أن أنهى دورات أخرى كدورة حل النزاعات ودورة مناصرة وكسب التأييد.
أمجد من قرية معرّة حرمة وجد في مركز صانعاتالتغييرفي مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي، فرصة لتطوير مهاراته ومعارفه وهو يتابع دراسته الأساسية في جامعة إدلب في قسم اللغه العربية.حالة من النشاط الثقافي انتشرت في غالبية المناطق المحررة بين الشباب والنساء، غلب عليها طابع الثورة وتناسبت موادها مع المرحلة الراهنة ومتطلباتها في ظل الحرب.
يقول أمجد: “أحببت أن لا أضيع أي فرصة خارج نطاق دراستي لاكتساب الثقافة والمعرفة. تعلمت الكثير من الأشياء التي كنت أجهلها من خلال هذه الدورات. وشعرت أني قادر على التعامل مع ظروف المرحلة الحالية أكثر، وبالتالي ازدادت ثقتي بنفسي”.
ويعطي أمجد مثالاً حول ما يحصّله من معرفة: “في دورة الحياد في العمل المدني تعلمت كيف يكون عمل المنظمات الانسانية حيادياً، كمنظمة الصليب الأحمر. وفهمت أكثر مهمة نقاط المراقبة التركية التي تنتشر في إدلب وصلاحياتها والتي تقتصر على المراقبة دون التدخل في حال تبادل اطلاق نار بين المعارضة السورية وقوات النظام”.
وعن دورة الدستور التي تابعها في إدلب يقول أمجد: “تعلّمتأكثر عن كيفية صياغة الدستور وكتابته والهدف منه، بالإضافة لبعض المعلومات عن حقوق المرأة”.
وكانت مديرة مركز صانعات التغييرسعاد الأسود (45 عاماً) قد أصرت على إعادة افتتاح مركزها من جديد في الشمال السوري بعد نزوح أهالي كفرنبل وتعرض مركزها للقصف. وتقول الأسود: “لن نتخلى عن الثقافة والعلم فحاجتنا اليها توازي حاجتنا للطعام والشراب وأن معركة الجهل أهم وأخطر من كل المعارك الأخرى”.
“ترافق الاهتمام بالثقافة وإقامة الندوات مع إعادة تأهيل وبناء العديد من المراكز لهذا الغرض. المركز الثقافي في مدينة إدلب تعرض للقصف 3 مرات” بحسب ما يقول مسؤول قسم الترميم والبناء في منظمة بنفسجأبو الورد. وقد أقيمت بعد الترميم عدة نشاطات في المركز ومنها الأسبوع الثقافي الذي تم بالتعاون مع طلبة مدينة إدلب.
مسؤولة مكتب الطلبة في جامعة إدلب مريم كدة تتحدث عن بعض هذه النشاطات في إطار الأسبوع الثقافي الذي اقيم في مدرج المركز بعد ترميمه.وتضمن الأسبوع الثقافي عدة نشاطات قام بها طلاب جامعة إدلب، كتقديم عروض شعرية، ودورات فنية أخرى تلامس الواقع المعاش في ظل الحرب.
وتم للمناسبة عرض فيلم “حياة” الذي يتحدث عن صمود الناس بالرغم مما يتعرضون له… ويلخص الفيلم حكاية بنت تعرض أهلها للقصف والنزوح وتأثير الظروف عليها وعلى عائلتها. بالإضافة لمعرض اللوحات الفنية الذي شارك فيه الأطفال حيث استمدوا مواضيعهم من واقعهم المؤلم بالإضافة لفقرة المسابقات الأدبية وتضم مسابقات شعرية وأدبية…
كما هناك نشاطات ثقافية أخرى تقام على صعيد الجامعة في إدلب ومنها: مسابقات ثقافية دورية تتعلق بالأدب واللغة العربية باسم “لغتي الجميلة” كما يقول الدكتور محمد داوود وهو محاضر في جامعة ادلب ويوضح “أن هذه المسابقات تهدف إلى تنمية مهارات الطلاب اللغوية، يضاف إليها ندوات نوعية متنوعة يلقيها دكاترة مختصين كمحاضرات الدعم النفسي، ومحاضرات في التربية العامة”.
شبكة “أنا هي”النسائية من جانبها كان لها دورها المهم في إقامة دورات ثقافية للنساء والشابات في كافة الريف الإدلبي. زكية (35 عاماً) إبنة قرية بسامس تعمل كمدربة في الشبكة تقول: “الدورات هي من أجل تمكين المرأة في كافة المجالات. حقوقياً وسياسياً واجتماعياً وهي لحمايتهن عن طريق تسليحهن بالوعي لحقوقهن”.
تهاني (40 عاماً) من كفرنبل أبدت إعجابها بشبكة “أنا هي” وأعمالها، لذلك اختارت أن تصبح عضوة في الشبكة وتتدرب لتصبح مؤهلة لإعطاء دورات ثقافية لنساء أخريات غيرها… المسؤولة في مكتب شبكة “أنا هي” في تركيا ولاء (27 عاماً) من قرية مشون في ريف ادلب توضح أن من أهداف الشبكة التوسع والانتشار على أكبر بقعة جغرافية ممكنة في المنطقة .
وهناك منظمات وشبكات ثقافية أخرى تحرص على تقديم دورات ثقافية مجانية للجنسين كشبكة أمانوهي تحرص على تقديم خدمات للمرأة وحمايتها خلال تعزيز الوعي الثقافي لأفراد المجتمع وتطويره والحد من العادات القديمة الضارة بالمرأة بشكل عام.
إخلاص (45 عاماً) ربة أسرة تابعت دورة مع شبكة أمان بعنوان الزواج المبكر وأضراره. وتؤكد إخلاص أنها استفادت من الدورة أكثر عندما عززت قناعتها عن طريق سماع تجارب غيرها من النساء الحاضرات. وعندما تناقشت مع زميلاتها والمدربة أصبح لديها قناعة تامة بعدم التأييد للزواج المبكر بعد أن مارسته سابقا بتزويج ابنتها الكبرى.
من جهتها، علا (32 عاماً) من قرية أحسم في جبل الزاوية تعبّر عن سعادتها لأنها أصبحت أكثر وعياً نتيجة حضورها العديد من الدورات والندوات في محافظة أدلب المدينة والتي تتبع لمنظمة بارقة أملالنسائية. تقول علا : “أظن أني أصبحت قادرة أكثر على تربية أطفالي وعلى بناء وطني والعيش به بما أملكه من وعي وثقافة”.
المخرج المسرحي إبراهيم سرميني انهى دورة تدريب مكثفة تهدف لإعداد ممثلين استمرت لأكثر من 3 أشهر. وهو يعد لعمل مسرحي جديد يتناول حياة المعتقلين وما يمارس بحقهم من تعذيب في سجون النظام السوري وكان سرميني قدم مع فرقة بيداء مسرحية سرداب الموت في مهرجان الهواة الأول… وهو عبارة عن 6 عروض مسرحية برعاية ودعم منظمة بنفسج.