إرادة قوية وتفوق دراسي رغم الحرب

محمود علي الشيخ عمار لا يتوقف عن الدراسة

استطاع محمود علي الشيخ (22 عاماً) تحقيق أول خطوة في أحلامه بدراسة الهندسة المعلوماتية بعد تفوقه دراسياً، رغم وضعه الجسدي والصحي، ونال مجموع 222 من أصل 240 درجة في امتحانات الثانوية العامة.

يقول الشيخ: “ولدتُ مصاباً بشلل جعلني أحتاج لكرسي متحرك. وكان لحالتي هذه دورها في حرماني من متابعة التعليم بشكل طبيعي. نتيجة ضعف مناعتي الجسدية، ما يعرضني لوعكات صحية متكررة. وحاجتي لأجهزة مساعدة للتنفس. مما اضطرني للغياب المتكرر عن المدرسة. ولم أستطع اللحاق برفاقي من حيث المعلومات والدروس في كافة مراحل الدراسة”. بحسب الطالب محمود في حديثه لموقع حكايات سوريا.

ويضيف الشيخ: “كنت أعوض غيابي بدروس خاصة في المنزل، مما ساعدني على تخطي كافة المراحل الدراسية، حتى وصلت للشهادة الثانوية التي لم أكن أنوي التقدم لامتحاناتها حتى قبيل موعد الامتحان بأسبوع تقريباً، رغم أنني قد سجلت في مديرية الامتحانات من أجل ذلك”.

ويتابع محمود علي الشيخ: “شجعني رفاقي وأساتذتي، لأنهم يعلمون مدى قدراتي بالإضافة إلى تشجيع أهلي، فقررت التقدم للامتحان. وبالفعل بدأت الدراسة بمساعدة رفاقي وأساتذتي وبدأت بخوض معركة الامتحان لكن ضعف قدرة جسدي على مصارعة المرض أثر عليّ، حيث تعرضت لوعكة صحية قوية اضطرتني لدخول المشفى التي غادرتها بناءً على رغبتي لإكمال مواد الامتحان مما أثر على تحصيل الدرجات في أغلب المواد”.

ويكمل محمود: “عند صدور نتائج الامتحانات حصلت على مجموع درجات 212 درجة. قررت بعدها تعويض ما أخذه المرض مني بالتقدم للدورة التكميلية بإكمال ثلاث مواد. لكن المرض أصابني فتقدمت لمادة واحدة فقط، لكن بعون الله استطعت تحسين مجموعي من 212 إلى 222 درجة أستطيع به تحقيق حلمي والدخول إلى كلية الهندسة المعلوماتية”.

وعن الصعوبات التي مر بها الشيخ غير وضعه الصحي يقول: “النزوح هرباً من القصف، والوضع العائلي اثناء النزوح وانعدام الجو الدراسي بشكل كامل، وبعد مركز الامتحان الذي كان يبعد نحو 30 كيلومتراً. أما بعد النجاح فهناك تحدي وعقبة جديدة وهي الجامعة الغير مؤهلة لاستقبال الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة او بالأحرى ذوي الهمم العالية”.

ولا يغيب عن الشيخ الثناء والشكر لمن دعمه وساعده: “لم يقصّر معي أحد. خاصة أهلي الذين وفروا لي جواً دراسياً بامتياز، لن أنسى عناية والدتي بي ورعايتها، ووالدي الذي لم يبخل بأي طلب من حيث توفير المدرّسين ومتابعته لكافة أمور المنزل في تهيئة كامل الظروف المناسبة للدراسة، إضافة للتشجيع الكبير من قبل أقاربي ورفاقي مما قوّى إرادتي لتحقيق حلمي”.

ويختم محمود علي الشيخ:” في النهاية أحب أن أوجه رسالة لكل شخص لديه طموح وهدف بدون استثناء؛ مهما كانت ظروفك قاسية وحياتك صعبة يكفي أن تكون إرادتك قوية وهمتك عالية، لا تستسلم ابداً حتى تثبت لنفسك أولاً ثم لكل الناس أنك تستحق الأفضل وأن لديك إمكانات غير محدودة. فقط آمن بنفسك”.