جمعية سداد دعم غير مشروط ونشاط كبير

لم تتأثر نشاطات جمعية سداد الخيرية بأزمة ارتفاع أسعار الوقود التي عاشتها المناطق المحررة منذ حوالي الشهر ونصف الشهر. استمرت الجمعية الحديثة النشأة، وقد تأسست في أواخر شهر أيار/مايو 2015، بتقديم خدماتها للمواطنين، من تأمين مياه الشرب للمنازل إلى توزيع الخبز بأسعار رمزية.

جمعية سداد توزع السلل الإغاثية على النازحين تصوير حذيفة الداني

رئيس مجلس إدارة جمعية سداد الخيرية المهندس عبد الرحمن اليحيى (42 عاماً)  قال لـ “دماسكوس بيورو” أن الجمعية تأسست “بهدف خدمة المواطنين في المناطق المحررة ونشر الوعي الثقافي والاجتماعي والمهني المبني على الأسس الاخلاقية التي تنسجم مع الشرع الإسلامي”.  وتتلقى الجمعية بحسب اليحيى الدعم عن طريق مجلس للأمناء، مكون من مجموعة من الشباب الناشطين المتواجدين في عدد من الدول العربية والغربية. وهذا الدعم عبارة عن تبرعات غير مشروطة،  ولا يوجد تبعية لأي جهة أو منظمة. وتنشط الجمعية في كافة المناطق المحررة في سوريا، عبر كادر بسيط يبلغ عدد أعضائه نحو  60 شاباً وشابة، ممن تتوفر لديهم الخبرة الكافية. يتوزع الكادر على عدد من المكاتب، منها خارج المقر الرئيسي نظراً لطبيعة عملها، كمكتب النقل والمكتب الإغاثي، حيث يقوم الأعضاء بتأمين كافة أنواع الخدمات للمواطنين، في عدد من المجالات مجاناً وفي بعض المجالات بأسعار رمزية لا تتعدى سعر التكلفة.

وأضاف اليحيى: “يوجد في الجمعية مكاتب ثابتة لتنظيم العمل هي: المكتب الصحي، مكتب الخدمات، مكتب التعليم والتأهيل والتدريب المهني، مكتب الدراسات، مكتب النقل، المكتب الإغاثي والمكتب الإعلامي. كما تم افتتاح فرع للجمعية في قرية “بابولين” يقوم بتقديم خدمات الجمعية لمنطقة شرق معرة النعمان”.

رئيس المكتب الصحي في الجمعية الطبيب حسين الخطيب ( 48 عاماً ) يقول: ” تم استحداث مختبر مجاني للتحاليل الطبية في مدينة كفرنبل، يقوم بكافة التحاليل ما عدا الهرمونية، كما تم تجهيز مستوصف في قرية الشيخ ادريس، التابعة لمدينة سراقب، يعمل فيه طبيب أطفال وطبيب عام وصيدلي وعدد من الممرضين، يقدم الفحوصات الطبية والدواء مجاناً، كما يقوم المكتب الصحي بتقديم الدعم اللازم لقسم العظمية في مشفى أورينت والصيدلية المركزية في المجلس المحلي ويدعم منظومة الإسعاف السريع”.

عن عمل المكتب الصحي يقول أحد المواطنين في كفرنبل ويدعى أبو عبد الرحمن (31 عاماً) : “اضطررت لإجراء تحليل للسائل الدماغي لأحد أولادي، ولجأت للمختبر الذي افتتحته جمعية سداد، فقاموا بإجراء التحليل المطلوب دون مقابل، علماً أن كلفة التحليل في المختبرات الخاصة حولي 15 ألف ليرة سورية وهذا المبلغ يفوق قدرتي نظراً لكوني رجل شرطة منشق”.

من جهته رئيس مكتب الخدمات سامي السلوم ( ؟ عاماً) يقول :” نفذ مكتب الخدمات منذ تأسيس الجمعية عدة أعمال منها: تأمين مياه الشرب للمواطنين بسعر الكلفة ولأسر الشهداء مجاناً، إنارة 60% من قرية حزارين، بواسطة ثلاث مولدات كهرباء. كما تم تأمين مادة الخبز وتوزيعها للجميع بسعر 60 ليرة سورية لربطة الخبزفيما تسعيرة باقي الأفران مئة ليرة سورية للربطة. إضافة لتقديم الدعم المالي واللوجستي لمركز الدفاع المدني في مدينة كفرنبل. وتم وضع صهريج مياه وتجهيزه كسيارة إطفاء تحت تصرف المركز”.

ولفت السلوم إلى خدمات الجمعية الإغاثية ومنها توزيع السلل الغذائية في كافة المناطق المحررة للمحتاجين، إضافة للخيام للمهجرين في مخيم أطمة، وتزويد المناطق المنكوبة بمياه الشرب كما تم توزيع وجبة إفطار صائم لأهالي مدينة الصنمين في درعا ولأهالي الغوطة الشرقية في شهر رمضان “.

“افتتحت الجمعية مدرسة ابتدائية في قرية حاجي باشا داخل الأراضي التركية للطلاب المهجرين” بحسب ما قال لـ “دماسكوس بيورو” رئيس مكتب التعليم والتدريب المهني ناصر الحسين (43 عاماً) وأضاف: “وافتتحت الجمعية مركزاً لرعاية الأطفال يضم التأهيل النفسي ومعالجة حالات مرضى التوحد، كما قام المكتب بتنفيذ دورات محاسبة وكومبيوتر وخياطة وتمريض”.

عن المشاريع المستقبلية التي ستنفذها الجمعية تحدث رئيس الجمعية عبد الرحمن اليحيى :”تستعد الجمعية لتنفيذ عدد من المشاريع الخيرية بهدف تشغيل اليد العاملة في منطقة كفرنبل منها: مشروع محطة محروقات ومشروع مكبس بلوك (حجر بناء) ومشروع تسمين عجول وأبقار. إضافة إلى مشروع مشغل تدريب مهني للخياطة، وفي مجال الخدمات ستقوم الجمعية بإنارة الحي الشمالي من مدينة كفرنبل، أما في مجال التعليم فيتم تجهيز مدرسة إعدادية وثانوية في قرية معرزيتا، القريبة من مدينة كفرنبل”.

أبو محمد (56 عاماً) كان يعمل في سلك الشرطة قبل أن يصاب بإعاقة جسدية بفعل غراة جوية، يقول: “لأنني فقير وعندي إعاقة جسدية، أمّنت لي الجمعية فرصة عمل، أحصل منها على لقمة عيشي مع أولادي الخمسة من خلال تكليفي بتوزيع الخبز في كفرنبل، مقابل خمس ليرات عن كل ربطة خبز تباع بالسعر الذي حددته الجمعية وهو 60 ليرة سورية”.

علاقة جيدة تربط جمعية سداد بحسب رئيس مجلس إدارتها مع المجالس المحلية، وخاصة مجلس مدينة كفرنبل والمجالس التي حولها “إضافة إلى التعاون مع بعض المنظمات والهيئات العاملة في كافة المناطق المحررة، تسعى إدارة الجمعية لبناء علاقات جيدة مع كافة الجهات التي تهتم بمصلحة المواطن وتأمين ما يحتاجه”.

رئيس المجلس المحلي في كفرنبل نزيه البيوش (48 عاماً) يؤكد على العلاقة الجيدة والتفاهم والتعاون المتبادل مع جمعية سداد الخيرية ويقول: “علاقة المجلس بالجمعية جيدة جداً كباقي المنظمات والهيئات في مدينة كفرنبل، وقد قام المجلس بالتعاون مع الجمعية بتوزيع سلل غذائية إغاثية على المحتاجين والمنشقين في كفرنبل، كما استلم المجلس مساعدة مالية مقدمة من الجمعية خاصة بالخدمات”.