جمعيات للاهتمام بأيتام ريف إدلب
حظي الحفل السنوي لتكريم الأيتام الذي أقامته جمعية الهدى الخيرية باهتمام واسع في المناطق المحررة في ريف إدلب الجنوبي. الجمعية أقامت حفلها السنوي بهدف غرس الفرحة في نفوس الأيتام ورسم والابتسامة على وجوههم بمشاركة المجتمع ولتذكيره بأهمية العناية بالأطفال ولا سيما الأيتام منهم.
جمعية الهدى الخيرية ومقرها الرئيسي في مدينة كفرنبل دعت 150 طفلاً وطفلة من الأيتام الذين تشملهم برعايتها لتكريمهم في حفلها السنوي الأول. المشرف على ملف الأيتام في الجمعية فؤاد الشعيب (26 عاماً) يقول “تم انتقاء المدعوّين من بين 1114 يتيم و يتيمة حسب الفئات العمرية، وحسب توزعهم في مدينة كفرنبل والقرى المجاورة. وجرى خلال الحفل عرض لمشاهد مسرحية هادفة تعكس وضع الأيتام قبل وبعد كفالتهم. إضافة إلى عدد من الكلمات للقائمين على الجمعية وبعض الضيوف. ووزعت الجمعية خلال الحفل على الأطفال الأيتام هدايا وألعاب وخمسة آلاف ليرة سورية لكل يتيم مدعو.
الأمين العام لجمعية الهدى الخيرية الشيخ أحمد عبد اللطيف (68 عاماً) تحدث لموقع “دماسكوس بيورو” عن مسيرة الجمعية قائلا: “الجمعية ومنذ استحداثها نهاية شهر آب/أغسطس 2012 بدأت بكفالة أيتام مدينة كفرنبل بعد تحريرها من قوات جيش النظام. وكانت البداية بكفالة 150 طفلاً و طفلة من الأيتام ومن أبناء الشهداء، وارتفع عدد المكفولين من الأيتام في عام 2013 إلى 500 يتيم. استطاعت الجمعية خلال عام 2014 كفالة 762 يتيما ضمن مدينة كفرنبل وعدد من القرى القريبة.
وفي عام 2015 وصل عدد الأيتام المكفولين إلى 1114 يتيماً يتوزعون على معظم المناطق المحررة في ريف إدلب، حيث استطاعت الجمعية تغطية نحو 42 بلدة وقرية”.
وأضاف الشيخ عبد اللطيف: “تسعى الجمعية سعياً دؤوباً من أجل تقديم كافة الخدمات للأيتام من الكفالة إلى المساعدات النقدية والغذائية والعينية. ونعمل على زيادة عدد المكفولين إلى 1500 يتيم. مستقبلاً نطمح لتوسيع رقعة نشاط الجمعية في عبر زيادة عدد المدن والقرى والبلدات، حتى نتمكن من تأمين الكفالة لكل يتيم في كافة المناطق المحررة”.
الشيخ إبراهيم القاسم (34 عاماً ) المدير العام للجمعية يقول “الأولوية في عمل الجمعية وهمها الشاغل رعاية الأيتام وتأمين كافة متطلباتهم. الجمعية تخطط حالياً لاستحداث مجمع ودار رعاية للأيتام تؤمن من خلاله الرعاية التعليمية والتدريبية والنفسية والترفيهية. في ظل واقع مرير من الموت والقصف والتدمير عاشه الأيتام خلال 5 سنوات”.
يتحفّظ القاسم على ذكر الجهات الداعمة لنشاطات الجمعية ويقول من جهة أخرى: “الجمعية تقوم بتدوين أسماء الأطفال الأيتام وتاريخ وفاة آبائهم بشكل منظم، وتقدِّم الدعم المادي والنفسي، من خلال استحداث الجمعية لسبع روضات تعليمية يعمل بها نساء مؤهلات لهذا العمل، وتتوزع على عدد من القرى حسب الكثافة السكانية، تضم الأيتام وغيرهم ممن يحتاج لمثل هذه الخدمات من أبناء الفقراء والمعتقلين”.
جمعية الهدى الخيرية تدعم أيضا جمعيات أخرى في المنطقة. في قرية حيش المجاورة لكفرنبل، يقول رئيس مكتب الشهداء علي السلوم (46 عاماً) “أن جمعية البراء الخيرية التي أنشئت في تشرين الأول/ أكتوبر 2012 ، كفلت نحو 170 يتيماً يتوزعون على 8 قرى مجاورة لحيش، بمبالغ شهرية مصدرها تبرعات أبناء حيش في دول الخليج العربي. كما تتلقى الجمعية دعماً من جمعيات وهيئات مختلفة منها جمعية الهدى الخيرية”.
ويضيف السلوم “تقوم جمعيتنا برعاية أسر الشهداء وتأمين مياه الشرب للأهالي كما افتتحت الجمعية مركز “أبجديتنا” لتحفيظ القرآن الكريم وأعادت تأهيل مبنى السجل المدني (الذي يحفظ الوثائق والتسجيل)”.
المنسق العام لحفل التكريم محمد القاسم (42 عاماً) أعرب عن شكره وامتنانه لجميع الداعمين والمساهمين في رعاية الحفل السنوي الأول لتكريم الأيتام، من منظمات وهيئات وأفراد داخل سوريا وخارجها، ووصف الحفل بأنه: “تكريم للقائمين على عمل الجمعية من خلال البسمة المرسومة على وجوه الأيتام الذين تمت دعوتهم لحضور هذا الحفل”.
وأضاف القاسم: “ستستمر الجمعية بإقامة مثل هذه الاحتفالات مستقبلاً في كافة مجالات عمل الجمعية، لأن ما شاهدناه من ردود فعل على وجوه الأيتام أعطانا دفعاً معنويا لبذل كل ما نستطيع من أجل المساهمة في رفع المعاناة قدر المستطاع عن أهلنا المتضررين بأي شكل والعمل على تقديم كل ما يحتاجونه من خدمات”.
أم محمد أرملة تبلغ من العمر 29 عاماً، ترك لها زوجها 3 أبناء من بينهم إيمان (7 سنوات) تشكر الجهود التي تقوم بها جمعية الهدى في كفالة الأيتام وتقول: “لجمعية الهدى الخيرية فضل كبير على عائلتي، فمنذ استشهاد زوجي في معركة تحرير كفرنبل، تبنت الجمعية أبنائي الثلاثة وخصصت لهم راتباً شهرياً، إضافة للمساعدات الغذائية التي قدمتها لنا حتى هذا اليوم”.
وتمنت أم عمر (32 عاماً) كل الخير للقائمين على الجمعية: “أقول لجميع القائمين على جمعية الهدى الخيرية : جزاكم الله كل خير لما تقدمونه و تبذلونه من أجل رسم البسمة على وجه ابني عمر، الذي لم يعرف والده لأنه ولد بعد استشهاد أبيه في أول كانون الأول/ديسمبر جراء غارات طائرات النظام”.
أبو عمار (58 عاماً) أحد ضيوف الحفل فقد قال: “لأول مرة منذ تحرير مدينة كفرنبل أدعى لمثل هذا النشاط الذي أقامته الجمعية، والذي يعكس نبل غايته وأهدافه، وهو بنفس الوقت رسالة للمجتمع للمساهمة في تقديم المساعدات بكافة أنواعها للمحتاجين من أيتام و أبناء معتقلين و محتاجين بأي صورة أو طريقة”. وتمنى أبو عمار لجمعية الهدى “التقدم و النجاح في زرع البسمة والفرح على وجوه فاقديها، بسمة الأيتام وفرحتهم من أجمل المشاهد التي تدخل إلى أعماق الإنسان”.
بإمكانكم قراءة هذا المقال باللغة الإنكليزية على الرابط التالي