تنظيم رياضي جديد في المناطق المحررة
"بدأت المديرية عملها باستلام كافة المنشآت الرياضية الموجودة في المناطق المحررة من الفصائل العسكرية التي سيطرت عليها بعد تحريرها من قوات النظام"
(ادلب- سوريا) المديرية العامة للرياضة والشباب في المناطق المحررة، إطار تنظيمي جديد يسعى لقيادة النشاطات الرياضية، ومعالجة الأخطاء التي شهدها القطاع في ظل إدارات سابقة.
رئيس مكتب الألعاب الجماعية في المديرية العامة مهند خرفان (47 عاما) يقول: “لم يأتِ تشكيل المديرية العامة للرياضة والشباب من فراغ، كان نتيجة تراكمات سابقة وتدخلات غير قانونية في مختلف الهيئات الرياضية، مما سبب جموداً وتراجعاً واضحاً في مختلف النشاطات الرياضية في المناطق المحررة”.
في أوكتوبر/ تشرين الأول 2017 تشكلت المديرية العامة للرياضة والشباب في المناطق المحررة، لتقوم بقيادة الحركة الرياضية في الداخل المحرر، وانبثق عن هذه المديرية لجان فرعية في المحافظات، كما تم تشكيل اتحاد كرة القدم واتحاد الكرة الطائرة، بمباركة من أغلب الأندية التي يبلغ عددها نحو 80 نادياً.
ويوضح خرفان أنه “نتيجة الإهمال والتهميش المقصود من قبل رئيس الهيئة العامة للرياضة والشباب التي مركزها مدينة غازي عينتاب التركية، وبعض أعضائها التابعين له، توصلت إدارات الأندية المهملة إلى ضرورة التخلص من التبعية للخارج، وتشكيل جسم رياضي داخلي يقود الحركة الرياضية في المناطق المحررة لقربهم من مشاكل الأندية “.
ويتابع خرفان: “بعد عدة اجتماعات ولقاءات بين الأندية تم عقد اجتماع لإعلان الخروج من التبعية للهيئة وتشكيل الجسم الجديد. تم فض الاجتماع بالقوة التابعة لإحدى الفصائل العسكرية المسيطرة دون علم قيادة هذا الفصيل بإملاءات رئيس الهيئة، تم بعده إعلان تشكيل المديرية العامة للرياضة والشباب في المناطق المحررة بتكاتف من جميع الأندية تقريبا”.
رئيس الهيئة العامة محمد ظلال المعلم (55 عاماً) ينفي من تركيا خلال اتصال مع حكايات سوريا كافة الادعاءات حول الممارسات الخاطئة، والتدخل بأمور ليست من اختصاصه، وبأنه سبب استقالة اتحاد كرة القدم، وفتح باب الانتساب العشوائي للأندية في ادلب وسيطرته على عدد من الشخصيات الرياضية وشراء ولاءاتهم.
ويقول المعلم: “هذا الانشقاق يقوده أشخاص تهمهم المكاسب الشخصية بحجة تصحيح مسار الهيئة التي حاولت جمع كلمة الرياضيين في بوتقة واحدة، ويتهم المديرية بالتبعية لفصيل عسكري، ولا يهمنا النشاط الرياضي بقدر ما يهمنا وجود الهيئة واستمرارها “.
ورداً على اتهامات المعلم بتبعية المديرية لفصيل عسكري، يرد خرفان: “المديرية العامة للرياضة والشباب جسم مدني بامتياز، قراراتها رياضية بحتة وجميع العاملين فيها رياضيون مدنيون لا ينتمون إلا للأندية الرياضية في مدنهم، وأغلبهم يعمل بشكل تطوعي نتيجة حبهم للرياضة”.
نائب رئيس المديرية وعضو الهيئة سابقاً علاء مروّح (41 عاماً) يقول:” 5 أعضاء من إدلب و3 من حلب و1 من حماة هم أعضاء المديرية. تم ترشيحهم عن طريق الأندية، تم تكليفهم بإعداد نظام داخلي ينظم عمل كافة الهيئات الرياضية، وعقد مؤتمر عام والدعوة للانتخابات من القاعدة إلى الهرم”.
ويضيف مروح: “بدأت المديرية عملها باستلام كافة المنشآت الرياضية الموجودة في المناطق المحررة من الفصائل العسكرية التي سيطرت عليها بعد تحريرها من قوات النظام، حيث أصبحت جميعها تحت تصرف المديرية العامة، الطرف الوحيد الذي له حق التصرف بالمنشآت الرياضة، التي تعرض أغلبها لقصف الطائرات مما أدى للدمار الجزئي لبعضها أو الخروج عن الخدمة لبعضها الآخر”.
وعن الأنشطة الرياضية التي نفذتها المديرية خلال الأشهر الأولى من عملها يقول مروح: “استلمت المديرية مهامها تحت عبء أخطاء وتجاوزات الهيئة وأكملت ما كان مخططاً من نشاطات متوقفة بدون سبب، فكانت بطولات دوري الدرجة الثالثة بكرة القدم في مدينة ادلب، وإطلاق الدوري التصنيفي لأندية حلب بكرة القدم، كذلك إقامة بطولة كأس الشمال بالكرة الطائرة لأندية حلب وحماة وادلب، وتنفيذ بطولات الفردي العام في لعبتي كرة الطاولة والشطرنج في المحافظات الثلاث، إضافة للعديد من البطولات الودية التي أقامتها الأندية تحت إشراف المديرية العامة”.
وعن الصعوبات التي تواجه عمل الهيئة يقول مروح: “الوضع الأمني السيئ وعدم توفر الدعم المادي الذي يساعد على النهوض بواقع الرياضة، وإعادة المنشآت الرياضية المدمرة إلى ما كانت عليه”.
ويختم مروح قائلاً: “ينتظر المديرية عمل تنظيمي ثقيل من أجل تصويب بعض القرارات التنظيمية الخاطئة التي أقرتها الهيئة سابقاً. وخاصة موضوع عدد الأندية الكبير. أما بالنسبة للأندية التي ما تزال تعمل تحت مسمى الهيئة فالمديرية تنتظر انضمامها للأسرة الرياضية ومشاركتها في كافة النشاطات، ونحن نعمل على ذلك وأبواب المديرية مفتوحة”.