اهتمام واسع بتعلم الحاسوب وتقنياته في ريف إدلب
يشهد مركز رؤية للتنمية المجتمعية في كفرنبل إقبالاً متزايداً من الشباب السوري المهتم بتطوير مهاراته في مجال الحاسوب وتقنياته، عبر دورات مع المدرّب علاء (27 عاماً) وعدد من زملائه الآخرين. هذا المجال الضروري في الزمن الحاضر أثار اهتمام الكثيرين على اعتباره حاجة ملحة وأساسية.
علاء يحمل شهادة في المحاسبة، إلا أنه يهوى البرمجيات والحاسوب، وهو على درجة عالية من المعرفة في هذا المجال، فقرر أن يستثمر خبراته الكبيرة في تعليم غيره. وهكذا بدأ بتنفيذ دورات تدريب متتابعة في مركز رؤية للتنمية المجتمعية. وذلك بالاتفاق مع ياسر (35 عاماً) الذي يدير المركز، وهو أستاذ في مادة اللغة الانجليزية، ونابغة في مجال عمل البرمجيات والحاسوب كما يصفه علاء.
وعن الدورات واختصاصاتها يقول علاء “أن مدة الدوره ثلاثة أشهر، يومين في الأسبوع، قابلة للتمديد بحسب الضرورة والحاجة. أما عدد الطلاب في كل مره يبلغ نحو 50 طالباً”. بالنسبه للتجهيزات يوضح علاء “أن الامر لا يحتاج سوى أجهزة كمبيوتر، وهي متوفره وبعض الكتب التي تختص بدراسة الحاسوب، وهي متوفره أيضا في المكتبات العامة. أما الدورات فمتعددة ومتنوعة فمنها ما يختص بتعليم برامج أوفيس (وورد، إكسل، باور بوينت) ومنها ما يتعلّق بالأنترنت، كالبريد الإلكتروني واستخدام محركات البحث مثل غوغل. إضافة إلى ورش متقدمة تدور حول الحماية الرقمية ومواجهة مخاطر الاختراق وحماية الحسابات الشخصية والتشفير. وهنالك أيضا موضوع إنشاء وإدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر صفحات فايسبوك وتويتر والمدونات والحسابات اليوتيوب وغيرها. ويضاف إلى كل ما سبق دورة مونتاج فيديو حيث يتعلّم الطلاب أسس تصوير تقارير إذاعية وتلفزيونية، تصوير فوتوغرافي، برامج تحرير الصور وغيرها”.
يعتبر علاء “أن هذه الدورات مهمة من أجل تواصل الناس في المناطق المحررة مع العالم الخارجي، وإيصال صوت الناس في سوريا إلى الخارج فهي عصب الثورة حالياً”.
“مركز رؤية للتنمية المجتمعية لا يتلقى حالياً أي دعم مادي ولا يحظى بغطاء من أي منظمة” يقول علاء ولكنه يوضح “أن المركز يتلقى مساعدات متواضعة، كتلك التي تقدمها جمعية سداد مثل تقديم المكان المجاني والمعدات المجانية. كما سبق للمركز أن تلقى الدعم من منظمة أرك لمدة شهرين فقط”.
يعمل عبدالله (30 عاماً) في مجال التصوير والإعلام، وهو موظف في راديو فرش. استفاد من الدورات في عمله. تعلّم من كيف ينجز التقارير التلفزيونية والإذاعية المختلفة عن نشاطات وفعاليات تتم داخل المناطق المحررة. كان يرسل تقاريره عبر شبكة الأنترنت إلى العالم الخارجي وإلى محطات إذاعية مختلفة. ويقول عبدالله “الحاجه إلى تعلّم الحاسوب وتقنياته بعد الثورة أصبحت اساسية ومهمة جداً، وزاد الاهتمام بها أكثر بكثير عن زمن ما قبل الثورة، حيث كانت شبكات الأنترنت مراقبة بشدّة من قبل النظام، أما اليوم فقد أصبح بإمكان الشخص متابعة ما يشاء”.
عبير (28 عاماً) حائزة على شهادة معهد في الحاسوب وتقنياته. وهي تعمل كمدربة في مركز مزايا النسائي في كفرنبل وتحديدا في دورات مهارات الحاسوب. تقول عبير “أن هذه الدورات تفيد العاملات في المركز، وخاصة الإداريات والسكرتاريا وذلك من تنظيم الجداول والملفات والتقارير وتنزيل برامج مفيده من الأنترنت بالنسبه لأطفال الروضات”. وتشير عبير إلى “ان الدروس للعاملات تضم بالاضافه للمبادئ الاولية للحاسوب دروس تعليمية حسب اختصاص كل عاملة بالمركز بما يفيد أو يتعلق بعملها، فعلى سبيل المثال دورات السكرتاريا تركز على كيفية تنظيم وكتابة التقارير وتنظيم الجداول والملفات”.
مديرة مكتب مجلة سيدة سوريا في قرية حاس شرق كفرنبل، فاطمة (30 عاماً) تعمل كمنسقة بين المنطقة في ريف إدلب وتركيا وتقوم بإرسال المشاركات من الداخل ضمن المسابقات وغيرها. تقول فاطمة أنها لا تستطيع إتمام عملها بدون شبكة الأنترنت، وهي تعتبر الحاسوب ضرورياً في عملها. وهي تتابع دروسا في الحاسوب وتقنياته في ما يخص عملها، عبر سكايب من مكتب المجلة في تركيا .
سجّل أحمد (27 عاماً) إسمه في معهد شاين في معرة النعمان لدراسة الحاسوب وتقنياته. يقول أحمد “أن هناك صعوبات كثيره اعترضت افتتاح هذا المعهد أهمها تعرضه للقصف منذ أن فتح أبوابه لأول مرة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2015، ومرة أخرى في شهر كانون الأول/ديسمبر 2015”. ويلفت أحمد إلى “أن مدة الدراسة في معهد شاين 9 أشهر يعطى الطالب بعدها شهاده حرفية معترف بها دوليا. إلّا أن المعهد يعاني من قلة عدد الطلاب حالياً حيث يبلغ 12 طالباً فقط، وذلك بسبب الخشية من تعرضه للقصف مجدداً”.
ويوضح أحمد أن المواد التي يدرّسونها في المعهد هي: أساسيات البرمجة، وتهدف إلى تزويد الطالب بالمهارات اللازمة لتصميم وتحليل الخوارزميات ومعرفة مراحل تطور لغات البرمجة ومعرفة ماهية اللغات الاجرائية. مادة التعميم الرقمي، وتهدف إلى تزويد الطالب بأساسيات الأنظمة الرقمية والتصميم الرقمي وزيادة علمه بالعلوم الرقمية. مادة صيانة الحاسوب، وغايتها تعريف الطالب بكافة القطع المكونة للكمبيوتر، وطريقة صيانتها وعملها. مادة شبكات الحاسوب، ويتم فيها تعريف الطالب بأنواع على شبكات الحاسوب وطريقة عملها بالإضافة لبعض المواد الأساسية كالرياضيات واللغة العربية والاقتصاد واللغة الانكليزية. بالاضافة لمادة إدارة المشاريع التي تمكّن الطلاب من أن يصبحوا في المستقبل مدراء ناجحين قادرين على قيادة مشاريع ترتقي بالواقع الصعب والسيء.
ويكشف أحمد عن وجود “مهارات عالية في مجال تعليم الحاسوب وتقنياته في كفرنبل، أغلب أصحاب هذه المهارات يعملون بشكل تطوّعي، وأحياناً دورات بأجر مثل الدورات التي تقام في المكاتب الثورية بين الحين والآخر، وبتمويل من منظمة اتحاد المكاتب الثورية (URB) من قبل مختصين حاصلين على شهادات في الحاسوب”.
ثابت (30 عاماً) يحمل شهادة معهد في تقنيات الحاسوب تحديداً اختصاص صيانة، يقول أنه حصل عليها قبل اندلاع الثورة وقد استدعته إدارة الائتلاف في التربية والتعليم في مدينة إدلب للعمل ضمن صيانة الحواسيب الموجودة في مبنى التربية. ويقول ثابت أنه سيتقاضى راتباً شهرياً قدره 60 ألف ليرة سورية، وهو مسرور لحصوله على عمل ضمن اختصاصه الذي يحبه. ويضيف أنه كان سابقا يعمل في إصلاح الحواسيب في محل تجاري افتتحه على نفقته الخاصة. أخيراً يقول ثابت “يكفينا القليل من الأمان والقدرات المادية حتى نبدع في أي عمل نقوم به ومن ضمنه الحاسوب”.