الملتقى الأول للنشطاء السوريين في اسطنبول.. تدريب وخبرة

الملتقى الأول للنشطاء السوريين في اسطنبول

200 شاب فرقهم النظام السوري ليجتمعوا تحت ظل العلم السوري، لكن في اسطنبول، ولمدة أربعة أيام، لم تختلف بها الأراء وترتفع بها الاعتراضات، وإنما توافق الجميع وبصموا على خيانة النظام لشعبه حينما أطلق الرصاصة الأولى عليه. امتاز الملتقى مقارنة مع مؤتمرات أخرى عقدت في تركيا وبلجيكا وقطر بالحضور الشبابي الذي تألف من الشباب المغترب في كافة أنحاء العالم والهدف البعيد من استقطابه هو توسيع رقعة الهجوم على النظام السوري. القسم الآخر من الشباب هرب من سورية بعد مشاركته في التظاهرات، وكانوا يعاملون من الآخرين كالأبطال.

تمحور مؤتمر النشطاء السوريين الأول كما أراد منظموه أن يسموه حول عدة مجالات، أولها المجال الإعلامي. ناقش المشاركون إنشاء قناة تلفزيونية سورية، وغُرَف أخبار إلكترونية، وإنتاج أفلام وبرامج وأغانٍ وطنية وفواصل ترويجية، وإنشاء صفحات فيس بوك وتويتر ويوتيوب ووسائل تعبئة وتعريف بالثورة، والتواصل مع القنوات التلفزيونية، وتدريب الكوادر الإعلامية. وقامت المجموعة العاملة في المجال الإعلامي بإنشاء غرفة للأخبار مؤلفة من 10 محررين متابعين على مدار الساعة، إضافة لخروج نحو 14 ناطق إعلامي يتحدثون باسم الثورة وبطريقة أكاديمية.

في المجال التنسيقي مع الداخل والدعم اللوجستي، ناقش المشاركون التنسيق مع مجموعات عمل شباب الثورة السورية في عموم المدن والبلدات في الداخل، وتوفير الدعم اللوجستي لها بما في ذلك الدعم التقني والفني، والمعلوماتي، والإخباري، وكافة المجالات المتاحة.

أما ما يخص المجالان الاستراتيجي والسياسـي فقد شملا إنشاء مجموعات ضغط تعمل للتأثير على الدول المعنية بالمسألة السورية، وتطوير الخطاب السياسي والتنسيق بين الأطراف المعنية، والسعي لإيجاد تمثيل سياسي موحد يعبر عن حراك الشارع السوري، وتطوير استراتيجيات الثورة من خلال المشاركة في صياغة تحليلات استراتيجية.

وشمل عمل المجموعة المسؤولة عن القضية الإغاثية التواصل مع المؤسسات الإغاثية العالمية ومع الدول المضيفة للنازحين والتواصل مع شباب الثورة وتنسيقات الداخل من أجل تأمين الإمدادات اللازمة، حيث أن شباب الثورة في الداخل هم الأقدر على ذلك من المؤسسات والجمعيات الغوثية التي تنشط من الخارج. المعارض السوري حمدي ابو الشامات قال ان هذا القسم من أصعب الأقسام بالنسبة للعمل الشبابي لأنه قائم على المخاطرة والإقدام والعاملون فيه يبقون في طي المجهول، ولا أحد يعرف عنهم أي شيء.

 بحث المؤتمر أيضا في المجال الحقوقي. وقرر تنسيق العمل بين المجموعات الحقوقية، وناقش رفع دعاوي قانونية ضد رموز النظام السوري المتهمة بارتكاب جرائم قتل، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، والتعاون مع المنظمات الحقوق العربية والدولية ولجان حقوق الإنسان المنبثقة عن الأمم المتحدة.

 واتخذ الملتقى آليات محددة كإنشاء شبكة تنسيق باستخدام أدوات تقنية متطورة على شكل نادٍ مغلق وتشرف على عضويته لجنة خاصة، ويكون النادي مكاناً للتواصل وتبادل الآراء والأفكار بين المجموعات والناشطين. واستعرض الملتقى التجارب الشبابية الناجحة في دعم الثورة، وكيفية الإفادة منها ودعمها بالطاقات لتعزيز حضورها.

 أخذ المشاركون الشباب مقولة المناضل الليبي أيام الاستعمار الإيطالي عمر المختار هدفاً لهم “إنني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الإيمان أقوى من كل سلاح، وحينما يقاتل المرء لكي يغتصب وينهب، قد يتوقف عن القتال اذا امتلأت جعبته، أو أنهكت قواه، ولكنه حين يحارب من أجل وطنه يمضي في حربه الى النهاية”. ويبقى أن يقوم الملتقى الأول للنشطاء السوريين بتطبيق النتائج الطموحة لأيام العمل الطويلة على ضفاف البوسفور.