المقدم خالد الحمود: نرفض عسكرة المدنيين ونطالب بتسليح الجيش الحر
أعمال الخطف مقابل الفدية عار على من يقومون بها
حوار رزان زيتونة
المقدم المظلي خالد يوسف الحمود، تولد 1974 من قرية ابديتا في جبل الزاوية، خدم سابقاً في الوحدات الخاصة انزال جوي، وكان من ضمن أول قوة عسكرية أرسلت إلى درعا لقمع الثورة. كان يساعد الثوار خفية، وتقدم بمذكرة لرئيس هيئة الأركان عن جرائم الجيش بحق المدنيين من قتل وتعذيب وسرقة. تعرض لثلاث محاولات إغتيال، بعد محاولته الأولى للإنشقاق بتاريخ 25 آذار 2011. إنشق علناً في قرية بداما في جسر الشغور بتاريخ 12-11-2011.
بالإضافة إلى دوره العسكري، وكعضو في اللجنة الإعلامية للجيش الحر، فهو من أكثر الضباط تجاوباً مع نقاش وتساؤلات النشطاء والثوار حول مختلف القضايا التي تشغل إهتمامهم في هذه المرحلة الدقيقة من مراحل الثورة السورية، والتي نتطرق لبعضها في هذا الحوار.
– سيادة المقدم، ما مدى صحة الحديث عن نية دول عربية دعم الجيش الحر وتمويله؟
– إلى الآن لم يعترف أحد بالجيش الحر وكل ما يجري تداوله عن الدعم هو مجرد أقاويل. يبدو أن الجسد السياسي للمعارضة يوجد به من لا يحبذ وجودنا، ومنهم أصحاب قرار في عدم توفير الدعم للجيش الحر.
– هذا يقودني للسؤال حول دعم المجلس الوطني السوري للجيش الحر؟
– المجلس الوطني لا يقدم أي دعم كان للجيش الحر، وأنا أحمله مسؤولية التسبب في إطالة الثورة وإراقة الكثير من الدماء في سوريا، حيث أنه كان يعمل سابقا في الخفاء ضد الجيش الحر، وأثمر هذا العمل عن المسودة المشؤومة بين برهان غليون وهيثم مناع. وبعد ذلك قدم الوعود فقط.
– لكن أحدا لم يعترف بالمجلس الوطني نفسه فكيف تتوقعون الاعتراف بالجيش الحر؟
– العالم لا يعترف بالمجلس لأنه غير أهل للاعتراف به حتى الآن، فأعضاؤه يعملون ضد بعضهم البعض ولا يهتمون إلا لمرحلة ما بعد سقوط النظام. لكننا مضطرون للاعتراف به بسبب عدم وجود بديل.
– هل تدعمون نشوء كيان سياسي بديل عن المجلس الوطني؟
– نحن نتمنى أن يقوم المجلس بإصلاح نفسه كي يكون بحجم الأحداث في سوريا.
– يقول البعض أن أحد أسباب التردد في دعم الجيش الحر هو التخوف من سيطرة العسكر من جديد على مستقبل سوريا، كيف يمكن تبديد هذه المخاوف؟
– يمكن تبديدها فقط بالاعتراف والتضامن مع الجيش الحر وانشاء هيكلية تضم عناصره إليها. وباختصار، انشاء مجلس انتقالي يكون الجيش الحر جزءا منه ويعمل تحت مظلته.
– ماهو دور المجلس العسكري السوري الأعلى الذي تم تشكيله مؤخرا وما طبيعة علاقتكم معه في الجيش الحر؟
– كما قال العميد مصطفى الشيخ في بيان التأسيس فالهدف استيعاب الرتب الكبيرة التي ستأتي، وقد أتى مؤخرا عميد أقدم من العميد مصطفى وهو العميد فايز عمرو، وننتظر أن يقوم بتسليمه قيادة المجلس لنقتنع بما أعلنه. ولا يوجد أي تنسيق أو علاقة بين المجلس المذكور والجيش الحر، فنحن لم نسمع بإنشائه إلا من التلفزيون.
– هل نفهم من ذلك أن الخلافات التي كانت مقتصرة على السياسيين في المعارضة بدأت بالانتقال إلى صفوف العسكر؟
– أعتقد أن الخلافات بين العسكر قد تفيد الداخل بشكل غير مباشر على نقيض الخلافات بين السياسيين. فتعدد وجهات النظر والآراء بين العسكريين أدت إلى محاولة كل منهم لإثبات وجوده بإرسال الدعم وتعزيز الانشقاقات والإشراف على العمليات وتنظيم الصفوف.
– هل لديكم خطط عملية كي يحتكر الجيش الحر السلاح من أجل الحد من مخاطر الفوضى؟ وهل أنتم على بينة من هذه المخاطر؟
– نحن من البداية نفكر بهذا الموضوع ولأجل ذلك فالعقيد رياض الأسعد يجعل القيادة بيد الضباط ويتعامل فقط مع الضباط للسيطرة على السلاح كما جرى انشاء محكمة ثورية فيها شيخين وقاضي، والجيش الحر لا يتجاوز الأعراف والقوانين، نحن نلتزم بها لأننا نريد من الله أن يوفقنا ولا نريد أن نذيق غيرنا ما ذقناه في ظل هذا النظام.
– لكن الواقع يقول أن الأغلبية العظمى من عناصر الجيش الحر هم من المدنيين…
– القيادة بيد العسكريين، والتجاوزات التي تحصل هنا وهناك لا نرضى عنها، نحن نريد أن نتحول إلى دولة مدنية ترفض الطائفية والحكم على أساس ديني.
– هل فتح الجيش الحر باب التطوع أمام المدنيين؟
– نحن لا نريد عسكرة الثورة بالإجمال، ووجود المدنيين في الجيش الحر من أقارب الشهداء والضحايا هو للسيطرة على ردود أفعالهم. وأنا أرفض الدعوة للتطوع، فلنسلح المنشقين أولا ونؤمن لهم الذخيرة قبل أن نفكر في فتح باب التطوع. سلحونا جيدا بحيث نستطيع القيام بعمليات نوعية تزيد من الانشقاقات في الجيش، وتسرع في إسقاط النظام بدون الحاجة لعسكرة المدنيين.
– لماذا لم يقم الجيش الحر حتى الآن بضربات نوعية تستهدف مرافق النظام وأذرعه الاقتصادية وإمداداته العسكرية، كقطع السكك الحديدية وغيرها؟
– نحن حتى الدبابة التي تستخدم ضدنا كنا نتردد في البداية لضربها، فهي ملكنا لكنها في يد غيرنا. ونحن ضد ضرب البنى التحتية التي هي ملك الشعب السوري والنظام في عدة مرات ضرب أهدافا مماثلة واتهمنا بها لتشويهنا. وهناك بعض الأعمال التي تحصل أحيانا ولا نؤيدها، لكن صعوبة التواصل تقف حائلا دون منعها. أما عن الضربات النوعية التي تضعف النظام فنحن ضعفاء في التسليح وأي عملية كبيرة تحتاج لدعم كبير.
– هل لديكم ضمانات ضد الطائفية وضد تطييف الجيش الحر؟ وفي مواجهة قيام مجموعات مسلحة متطرفة دينيا؟
– نحن نخشى هذا الموضوع، ولكي نعطي الضمانات يجب أن نحصل على الدعم، فمن يمتلك الدعم هو من يتحكم بما يحصل على الأرض. مع العلم أنه لدينا بين صفوفنا عناصر من مختلف الطوائف، فنحن نرفض الطائفية وثورتنا ليست دينية. ولا يوجد بيننا من يدعم التطرف، كلنا أشخاص بسطاء اضطهدنا طيلة أربعة عقود وطموحنا إسقاط النظام، وأنا شخصيا يتوقف طموحي عند اسقاط هذا النظام ثم أترك الأمر للمدنيين.
– كثرت في الآونة الأخيرة عمليات الخطف والابتزاز في غير مدينة ومنطقة باسم الثورة والجيش الحر، ماهي خطتكم لمواجهة هكذا ممارسات؟
– أنا على اتصال دائم مع الثوار على الأرض أحاول توجيههم، لكن يجب الانتباه إلى أن هذه الأخطاء لا تحصل من العسكريين وإنما من المدنيين حصرا، وأغلبهم عصابات مسلحة استغلت الوضع ورأت في الجيش الحر شماعة لتعليق أفعالها عليه. وهذه الأفعال تخرج من النظام لأنها لا تخدم إلا النظام.
– هناك شواهد على أن ممارسات مماثلة ترتكب من بعض الثوار، كيف تواجهون مثل هذه المواقف؟
– أعود وأقول لك حتى هؤلاء، لو كان لدينا دعم لاستطعنا السيطرة على أفعالهم، وقضينا على هذه التصرفات.
– ماهو موقف الجيش الحر من عمليات الخطف مقابل الفدية، سواء للعسكريين أو المدنيين، الموالين أو المعارضين؟
– الخاطفون يحتجون دائما بحاجتهم لثمن الذخيرة، وأنا أقول لهم أن الله طيب لا يقبل إلا الطيب. نحن لا نؤيد الخطف مقابل الفدية، فهذه أعمال عصابات وعار على من ينادي بالحرية أن يدفع ثمنها من مال الفدية.
– مع استخدام النظام لقوته العسكرية بشكل مضاعف مؤخرا وقصف المدن بشكل متواصل وتراجع نسبة المظاهرات في المناطق المنكوبة، كيف ترون الأيام القادمة، وما هي استراتيجيتكم لمواجهة هذا المستوى الجديد من عنف النظام وإجرامه؟
– تصرفات النظام تدل على أن الجيش الحر قد أثر عليه والنظام يلعب لعبة الوقت ونرجو أن تزيد الانشقاقات وأن نتمكن من الحصول على الدعم أو توفير مصادر للسلاح، ونحن مستمرون حتى الموت أو النصر.