الفقر يطرق أبواب الانترنت في سوريا

وجدت أخبار الفقر والفقراء في سوريا طريقها إلى أقلام المدونين ونشطاء الانترنت في البلاد بعد نشر التقرير الوطني الثالث للأهداف التنموية في سوريا مؤخرا، الذي وضعته الحكومة بالتعاون مع الأمم المتحدة.

ووفقا للتقرير المذكور، فإن سوريا لم تحقق تقدما كافيا فيما يتعلق بخفض الفقر، ويبلغ معدل الفقر الوطني في المناطق الحضرية 9،9% وفي المناطق الريفية 1،51% عام 2007 في انخفاض طفيف جدا عن السنوات السابقة، ما يعني أن 7،6 مليون سوري يعتبرون في عداد الفقراء وفق خط الفقر الأعلى عام 2007.

وتأتي هذه الأرقام حول الفقر فيما تتباين الأرقام الرسمية الصادرة مؤخرا حول البطالة ما بين 8-11% بينما تقدر الأرقام غير الرسمية تلك المعدلات بأكثر من ثلاثة أضعافها.

و كتب “ابو دماغين” في مدونته بتاريخ 14-8-2010، أن التقرير المذكور يشير إلى أن قرابة ثمانية ملايين سوري يعانون من الفقر حاليا (من أصل عشرين مليون هم تعداد السكان)، مما يعني أن جميع الحلول الاقتصادية التي جرى تطبيقها خلال السنوات الماضية قد فشلت.

“سياسة الاقراض فاشلة، وإدارات الاتحادات الفلاحية والعمالية والحرفية فاشلة، القطاعات الحكومية تستهلك أكثر مما تنتج والطبقة الوسطى انزلقت مع أليس إلى أرض العجائب..” يقول.

ويتابع المدون، أنه على الرغم من الفشل في تخفيض نسب الفقر – وهي أقل مما هي عليه في الواقع، يستمر تطبيق السياسيات الاقتصادية نفسها.

ويرى أنه يجب إما الاستمرار في النمط الاشتراكي عبر دعم مؤسسات الدولة وإعادة هيكلتها وتنظيفها من الفساد، أو الإعلان عن اللجوء إلى اقتصاد السوق الكامل لتشجيع الاستثمارات الخارجية واستقطاب رؤوس الأموال المهاجرة.

أو، يقترح المدون، حلولا ساخرة تتمثل في القضاء على الفقراء بدلا من القضاء على الفقر، “وبما أن الموارد لا تكفي إلا ثلث الشعب عليكم بتحديد النسل الجائر وإخصاء واحد من كل ثلاثة مقبلين على الزواج” كما يقول.

وفي مبادرة جديدة لمساعدة ضحايا الفقر، أنشئت صفحة مؤخرا على الفيس بوك لمساعدة المحتاجين في دمشق تحت اسم “فقراء دمشق ينزفون”.

الصفحة التي انضم لها خلال يوم واحد من إنشائها نحو مئتي شخص، ذكرت في تعريفها أن هدفها “إعطاء معلومات عن بعض المناطق في دمشق أو كلها (حول العائلات الفقيرة) والمساعدة عن طريق أقرب وسيلة وأقرب عضو (إلى مكان إقامة العائلة المحتاجة)”، على أن تقوم إدارة الصفحة بتوزيع المهام على المهتمين بالمساعدة.

وأكدت على أن الكثير من العائلات لا تجد ما تأكله، وليس لديها القدرة لشراء ثياب العيد لأطفالها موجهة دعوة لمن يستطيع للمساهمة بتخفيف معاناة أولئك الفقراء.

وكانت مجموعة سابقة على الموقع نفسه قد أنشئت أيضا لمساعدة المرضى غير القادرين على دفع تكاليف علاجهم.