الطاقة الشمسية لإنارة طرقات كفرنبل ليلاً
أطلقت الفرقة الشمالية التابعة للجيش الحر في 24 تموز/يوليو 2016، وعبر مكتبها الخدمي مشروع إنارة الطرقات الرئيسية في مدينة كفرنبل بالاعتماد على الطاقة الشمسية.
ويعد المشروع الأول من نوعه في المدينة، واستغرق إنجازه مدة أسبوع. بحيث تم تركيب ألواح تخزن الطاقة الشمسية، مع مصابيح كبيرة يقوم عامل مخصص بتشغيلها يومياً، وتقدر القيمة التكليفية لهذا المشروع بـ 10 آلاف دولار أمريكي.
رئيس المكتب الخدمي كسار الحسني (34 عاماً) يقول: “ما دفعنا إلى العمل على هذا المشروع هو انقطاع الخدمات من كهرباء وماء وغيرها من قبل دولة (الرئيس بشار) الأسد عن الأهالي. أصبحت الطرقات الرئيسية في المدينة يغلب عليها الظلام، الذي يؤدي إلى كثير من المشاكل كالتحرشات والسرقة والحوادث المرورية نتيجة لسوء الطرقات. المرحلة أولى شملت تركيب مئة لمبة مع جميع معداتها، وهناك مرحلتين بحيث يتم تغطية المدينة بأكملها وتضم كل مرحلة مئة لمبة أخرى، وتكلفة كل لمبة 100 دولار أمريكي”.
ويضيف الحسني: “تم الحصول على المعدات التي استخدمت في المشروع عن طريق مكتب الكهرباء التابع للفرقة الشمالية، وذلك بالاتفاق مع شركة محلية في مدينة كفرنبل تقوم باستيراد معداتها من الصين وبأسعار مناسبة جدا. مدة التشغيل يومياً 12 ساعة عن طريق عاملين تم توظيفهم في المكتب. وتتم مساعدتهم من قبل الاهالي، عند وجود طائرات حربية في الليل، بحيث تطفأ الأنوار بسرعة خوفاً من كشف المنطقة الآهلة بالسكان”.
ويلفت الحسني إلى دور المجلس المحلي في هذا المشروع من خلال تقديمه رافعة كهرباء مع عاملها والتي يفتقدها المكتب الخدمي. ويكشف الحسني أن هناك خطة مستقبلية من أجل تنفيذ المشروع في مناطق مجاورة لمدينة كفرنبل، متمثلة بريف مدينة معرة النعمان الغربي (حزارين- معرة حرمة- جبالا.. إلخ). ويؤكد الحسني على نجاح المشروع نتيجة لتجاوب الأهالي وحرصهم على المعدات باعتبارها في خدمتهم في الدرجة الأولى.
متعهد المشروع خالد الحج (37 عاماً) يقول: “مشروع إنارة مدينة كفرنبل ناجح قياسا بالمشاريع الأخرى التي تقام في مناطق أخرى، بسبب جودة المعدات المستخدمة ونجاعتها في العمل. تحتوي النقطة الواحدة (اللمبة) على بطارية، وبروجكتور، ودارة فصل ووصل، ولوح طاقة شمسية، وهيكل حديدي يحتوي جميع هذه المواد بحيث يتم حفظها من الأمطار في الشتاء. قمنا بتصميم كل لمبة بحيث يتم إطفاؤها يدويا عكس المشاريع الأخرى التي ترتكز على نقطة إطفاء وإشعال واحدة”.
رئيس المجلس المحلي في مدينة كفرنبل مصطفى الشيخ (46 عاماً) يقول: “كثرة الضغوطات التي تترتب على المجلس المحلي من قبل الأهالي جعلتنا نصرف النظر عن مثل هذه المشاريع (الإنارة)، فهناك أمور أكثر ضرورة مثل تأمين سلل الإغاثة وتأمين مياه الشرب من خلال مشروع مياه كفرنبل وتأمين الكهرباء بأسعار مناسبة وغيرها من المواضيع التي تخص المواطن بشكل يومي. علمنا بما قام به المكتب الخدمي للفرقة الشمالية من خلال مندوبهم الخاص، وقام بإبلاغنا أن المكتب سيقوم بهذا المشروع وما إذا كنّا قدمنا مشروع مماثل إلى إحدى الجهات الداعمة. نحن نشجع كل جهة همها خدمة المواطن ونقدم كل إمكاناتنا المتوفرة لها”.
علاء اليوسف (34 عاما) صاحب محل تجاري في وسط مدينة كفرنبل يقول: “الآن أصبح بإمكاننا السهر في محالنا التجارية ونحن نشعر بالأمان. سابقا قبل أذان العشاء كانت الناس تشعر بالوحشة لأن الظلام غالب على الطرقات، وكثير من الناس لا تخرج إلى السوق بسبب هذا الأمر خوفا من السرقة التي انتشرت في فترة سابقة. مثلا حادثة اغتيال أصحاب محل الذهب والصرافة أتوقع ما كانت لتحدث لو أن الطرقات منارة لخوف اللصوص من كشف هوياتهم. الآن جميع أصحاب المحال التجارية التي من حولي لاحظوا فرقاً واضحاً في المبيع الذي زاد بعد هذه الخطوة الجيدة”.
موسى العمر (25 عاماً) أحد شباب مدينة كفرنبل يقول: “سوداوية الطرقات سابقا كانت تمنعنا كثيراً من الخروج في الليل، خوفاً من أمور كثيرة أبرزها حوادث الخطف والقتل. وبعد مشروع الإنارة ترى الطرقات في وقتنا الحالي لا تخلو من الشباب. من جهة أخرى وقعت حوادث سير كثيرة سابقا قبل المشروع، بسبب سوء حالة الطرقات لغياب الجهات المعنية بهذا الأمر وانعدام رؤية الحفر، والآن تقلصت الحوادث بنسبة كبيرة لتوفر رؤية واضحة للطرقات من قبل السائقين”.
وبدوره يبين أحمد المحمد (40 عاماً) أحد عناصر الحواجز الأمنية المنتشرة على أطراف المدينة أهمية هذا المشروع بالنسبة لعملهم. ويؤكد أن توفر الرؤية الواضحة في الليل بالنسبة لهم مهمة جدا وخاصة في كشف هوية الناس قبل وصولهم إلى الحواجز. ويلفت المحمد إلى أنهم تعرضوا في السابق لحوادث إطلاق النار ليلاً من أماكن يغلب عليها الظلام، وهذا الأمر حاليا غير ممكن لخوف مطلقي النار من رؤيتهم”.