السوريون والسياسة على الفيس بوك..

مع ازدياد أعداد المجموعات المطلبية السورية على الفيس بوك، تثار مسألة مدى الجدوى والفاعلية التي تحققها تلك المجموعات، ومدى تفاعل السوريين معها على الشبكة الاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بالقضايا ذات المضامين السياسية والحقوقية.

فعلى الرغم من أن الفيس بوك محجوب في سوريا، إلا أن بعض المجموعات السورية استطاعت جذب آلاف الأعضاء.

ويرى أحد النشطاء السوريين على الانترنت ممن ساهموا في إنشاء وإدارة العديد من المجموعات المشابهة، أن الفيس بوك في سوريا “هو ساحة شبابية بامتياز” وأن نشاط الشباب السوري على الفيس بوك يعكس نشاطهم في الواقع، والذي ينحصر إلى حد بعيد في الأنشطة الثقافية والأدبية والاجتماعية “الآمنة” والتي لا تثير إشكالات أمنية لهم، وذلك على حساب النشاط السياسي والحقوقي.

ويضرب الناشط مثالا عن بعض المجموعات التي استقطبت أعداد كبيرة جدا من السوريين على الفيس بوك، كحملات الخليوي ومسودة قانون الأحوال الشخصية.

وعلى خلاف مجموعات مماثلة في مصر استقطبت عشرات الآلاف، فإن المجموعات ذات المضامين السياسية والحقوقية تقتصر على بضعة مئات من الأشخاص يتواجدون في جميع المجموعات المشابهة، وعدد كبير منهم من المغتربين أو المنفيين السوريين.

ويرى الناشط عدة أسباب لهذا الواقع، “فأولا هناك العامل الأمني، الذي لا يزال يمنع معظم الشباب السوري من التدخل في الشأن السياسي والحقوقي”.

لكنه يرى أن هناك أسباب أخرى لبقاء مثل تلك المجموعات منحصرة ضمن أعداد محدودة.

“غالبا ما تكون عناوين تلك المجموعات مباشرة جدا وبلهجة خطابية، وتفتقر إلى الإبداعية، كما أن التعليقات التي تتضمن تعبيرات طائفية أو نابية ضد النظام، تدفع كثيرين إلى عدم الانضمام إلى مثل تلك المجموعات”.

ويتابع الناشط بأن الأعضاء غالبا ما يكتفون بالانضمام إلى المجموعات المذكورة بدون القيام بتوجيه دعوات مماثلة إلى قوائم أصدقائهم على الفيس بوك، وهو أمر مهم جدا من أجل المساهمة بنشر رسالة المجموعة، وهذا ما يحد كثيرا من انتشار تلك المجموعات، وأن انحصار أعداد الأعضاء بعدة مئات لا يلفت نظر الإعلام إلى تلك المجموعات ومطالبها، وبالتالي يحول دون انتشارها أيضا.

وأخيرا يرى الناشط أن معظم المجموعات السورية، حتى ذات المضامين الاجتماعية غير السياسية والتي ضمت أعدادا كبيرة من الأعضاء، لا تعرف كيف تستغل ذلك لصالح القضية التي تدافع عنها، لا من حيث التعامل الإعلامي ولا من حيث الترتيب لخطوات لاحقة لخطوة الانضمام للمجموعات، حيث أن أي نشاط يقتصر على مجرد العضوية في صفحة الكترونية من شأنه أن يخبو بعد زمن قصير ويفقد زخمه.

يذكر أن معظم المجموعات ذات المضامين السياسية والحقوقية على الفيس بوك تتمحور حول إلغاء حالة الطوارئ وإطلاق الحريات العامة والمطالبة بالإفراج عن معتقلين سياسيين وقضايا مشابهة.