استعراض لأبرز مناقشات وسائل الاعلام الاجتماعية 18-11-2011

المنشقون

تصدرت العمليات التي قام بها منشقون عن الجيش النظامي السوري الأخبار خلال الأيام الماضية وأبرزها مهاجمة مقر الإستخبارات الجوية في حرستا (ريف دمشق) يوم الأربعاء 16 تشرين الثاني/نوفمبر. وأعلن ممثل عن تنسيقية حرستا على قناة الجزيرة خبر الهجوم على المقر:

“إنشقاقات للجيش هذه الليلة… وإطلاق نار كثيف وإنفجارات بين الحين والآخر في كل من: دوما وحرستا وعربين وزملكا وسقبا وعين ترما والقابون وبرزة. وإنفجارات متزامنة ومتعاقبة. وإشتباك بين الجيش الحر المنشق وعصابات الغدر إستهدفت مبنى فرع المخابرات الجوية بحرستا قرب البانوراما، وذلك من محاور ثلاثة: من جهة عربين وحرستا والقابون بقذائف الأر بي جي. مما أدى إلى تضرر المبنى وتهدم أجزاء منه. وحالة إستنفار قصوى مع وجود سيارات الإسعاف وتعزيزات أمنية وصلت للمنطقة… والإنشقاق كان إنشقاقاً داخلياً ـ من داخل مقر الإستخبارات أو من الحواجز المحيطة به ـ لأن المنطقة محصنة بحصن حصين لا يستطيع شخص أن يمر من تلك المنطقة إلا أن يتجاوز حاجزين أو ثلاثة (في الأحوال العادية)، ولم تعرف حصيلة الإشتباك حتى الآن”.

ممثل تنسيقية حرستا والهيئة العامة للثورة السورية على قناة الجزيرة

وهناك الكثير من التعليقات الإيجابية على عملية الهجوم على مقر الإستخبارات الجوية. علي آدم يكتب على صفحة “تنسيقية حرستا” في الفيسبوك:

“رفعتم رؤوسنا عالياً نفتخر ونعتز بكم أيها الأبطال. لم نعد نريد مظاهرات وحشوداً من الناس العزل تكون هدفاً سهلاً لقناصاتهم الجبناء. نريد المزيد من هذه الأعمال البطولية لكي نجبرهم على العودة إلى أوكارهم في الجبل. إن التاريخ لن يرحمنا إن لم نقم كل يوم بعملية واحدة على الأقل. يجب أن يتلقوا ضربات عسكرية موجعة بعدد الشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين حتى نقول لقد أخذنا بثأرنا. الشهداء 10 آلاف الجرحى 20 ألف المعتقلون 100 ألف المشردون في تركيا والأردن 70ألف: المجموع 200 ألف ضحية أي يجب أن يتلقوا 200 ألف ضربة عسكرية”.

أنس أحمد يؤيد العملية أيضاً: “في هذا النوع من العمليات حصول العملية هو نجاحها”.

أما ورد الشام فتعبر عن قلقها من عمليات إنتقامية قد تقوم بها الأجهزة الأمنية بحق المعتقلين:

“نحن أهالي وسكان دمشق وريفها نناشد ونطالب المجتمع الدولي والآمم المتحدة ومنظمة التعاون الآسلامي والجامعة العربية (خصوصاً في إجتماعها اليوم), ومنظمات حقوق الانسان بحماية وضمان حياة كل المعتقلين من اخوتنا وأبنائنا المتواجدين في اقبية فرع الآمن الجوي بحرستا الذي تمت فيه عملية إنشقاق صبيحة هذا اليوم. منعاً من ردة فعل إنتقامية من مليشيات آل الآسد بتصفية المعتقلين والذي يبلغ عددهم بالمئات. ويشاع بأن هذا الفرع قد نقل الآلاف من المعتقلين قبل عيد الاضحى إلى قبو مشفى البيروني بحرستا ومعمل السكر في مدينة عدرا تحسباً لزيارة اللجنة الوزارية العربية. وأن هذا النظام له سوابق معروفة في حماه. وسجن تدمر. وسجن صيدنايا… بتصفية المعتقلين والناشطين السياسيين”.

وأعلن “الجيش السوري الحر” في الأيام الماضية تشكيل “مجلس عسكري مؤقت”. وفي حوار مع إذاعة مونت كارلو الفرنسية شرح العقيد رياض الأسعد، رئيس “المجلس العسكري المؤقت”، الهدف من هذه الخطوة:

“أهداف إنشاء المجلس هي الإستمرار في الحفاظ على المظاهرات السلمية وحمايتها وحماية الشعب السوري من أجهزة القمع ومن الآلية العسكرية التي يستعملها النظام. إنشاء المجلس جاء أيضاً نتيجة الهجوم الشرس والمخطط له من قبل قوات النظام على أهلنا في حمص وباقي المدن السورية وازدياد عدد الإعتقالات بصورة كبيرة وعدم تلبية مطالب الشعب السوري وعدم الإستجابة للمطالب العربية، قررنا تشكيل المجلس لحماية الشعب والعمل على إسقاط النظام بشكل جدي في المرحلة المقبلة”.

حوار العقيد رياض الأسعد مع راديو مونت كارلو

وفي بيان لاحق حاول “الجيش السوري الحر” توضيح خطوته وركز على هدفه كما قال في إخضاع الجيش إلى مرجعية سياسية:

“(…) يجب أن لا تتعدى صلاحيات المجلس العسكري حدود مهام حماية ودعم الثورة وحفظ الأمن بالتنسيق مع المجلس الوطني، كما يجب تجنب منح صلاحيات إستثنائية لقائد الجيش الحر قد تحد من القيادة الجماعية للمجلس العسكري أو تتجاوز حدود مهامه أو أن تؤسس لنمط ديكتاتوري آخر (…).

وهناك مخاوف كثيرة من إنزلاق الثورة السورية إلى المزيد من العنف. إبن البلد يعلق على بيان “الجيش السوري الحر”: “ما قصدته هو أهمية الطابع الشعبي للثورة والذي لا يجب أن يتراجع من خلال المراهنة على دور عسكري قد نحتاجه في المستقبل، غالباً من يلعب الدور الرئيسي في إسقاط النظام سيلعب في المستقبل دوراً رئيسياً بحكم البلاد ولذلك نريده للشعب وليس لأحد آخر”.

Ahmad Lattakia يرد:”اتفق معك في كل النقاط عدا الثانية فقد يتطلب الأمر في المستقبل ان تقع على عاتق المنشقين عملية إسقاط النظام الذي لا يفهم الا القوة”.

 BBC سؤال وجواب عن الجيش السوري الحر

أنا المواطن/ة أدعو بشار الأسد للتنحي

طالب الملك حسين عاهل الأردن في حوار مع BBC من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي. وهو مثال آخر على العدد الكبير من طلبات التنحي التي تنهال على الرئيس السوري في الأسابيع الماضية. وتأسست في منتصف الشهر الجاري صفحة في موقع فيسبوك لجمع دعوات التنحي:

“بعد ثمانية أشهر على الأزمة السورية، وأكثر من أربعة آلاف شهيد، وعشرات الآلاف من الجرحى والمعتقلين واللاجئين. آن لبشار الأسد الرئيس “فاقد الشرعية” أن يرحل عن سوريا بسلام، تاركاً رئاسة الجمهورية لمن يختاره الشعب السوري عبر صناديق إنتخاب ديمقراطية نمارس فيها حقنا المسلوب في إيصال شخصية كفؤة قادرة على إدارة المرحلة المقبلة”.

أنا المواطن/ة أدعو بشار الأسد للتنحي الرجاء أن يكون التوقيع بالأسماء الحقيقية لنجمع أكبر قدر ممكن من الأصوات”.

أنا المواطن/ة أدعو بشار الأسد للتنحي

وإشترك أكثر من 500 شخص في هذه الحملة، البعض من الداخل والآخر من الخارج. الشاعر والكاتب السوري فرج بيرقدار الذي قضى سنوات طويلة في سجون النظام السوري والمقيم حالياً في السويد يكتب:

“أنا المواطن السوري فرج بيرقدار، أدعو بشار الأسد إلى التنحي فوراً من أجل مصلحة سوريا، ومن أجل محاكمة عادلة له. أقول ذلك لتبرئة ذمتي الشخصية حياله، فأنا أعرف أنه لا يمتلك الحد الأدنى من الحكمة التي تقول له: تَنَحَّ الآن وليس غداً. وقد يقرؤها له أحد مستشاريه: تَنِّحْ”.

الكاتبة السورية سلوى النعيمي المقيمة في باريس تكتب:

“أنا المواطنة السورية سلوى النعيمي أدعو بشار الأسد إلى التنحي فوراً من أجل مصلحة سوريا”.

آدم طيبي يشترك أيضاً في حملة الدعوة إلى التنحي ويقول:

“أنا آدم الطيبي أريد كل النظام أن يسقط وأن يحل محله نظام ديمقراطي يدفع ببلدي إلى الأمام، لا أريد مشاركة رامي مخلوف عندما أستثمر أموالي، لا أريد أحداً أن يسبني بلهجة يغلب عليها حرف القاف فأخاف منه، لا أريد دفع الرشاوي في المعاملات الحكومية، لا أريد المدعومين أن يأخذو المناصب المهمة بالواسطة بدل أخذ الأجدر، لا أريد سيارات المسؤولين أن تتخطاني وأنا أنتظر إشارة المرور كالأبله فأنا أدفع معاشهم وهم هنا لخدمتي وليس لتكسير رأسي، لا أريد أن أرى تماثيل حافظ، باسل وبشار التي بنيت من ضرائبي، لا أريد إخفاض صوتي عندما أقول شيئاً قد لا يعجب الحكومة، لا أريد، لا أريد، لا أريد… قلنا لهم هذا فقالو لي عميل…”.

الغلاء والتقنين

الأزمة السياسية في سورية تنعكس سلباً على الوضع الإقتصادي وعلى الحياة اليومية للسوريين في مختلف أرجاء البلاد. المدونة خولة دنيا تكتب على صفحتها في فيسبوك:

“أما ماعم أفهم… ليش مافي مازوت؟ ليش مافي غاز مطبخ؟ ليش سعر الخسة 25 ليرة؟ ليش بيقطعوا الكهرباء ساعتين كل يوم؟ وليش بيسحبوا رصيد الموبايل بعد ما نعبيه. هيك عينك عينك وبكل وقاحة. وما قدامنا غير نعبيه من جديد… لأنهم محتكرين الاتصالات. شو ناويين يسحبوا كل الإمتيازات اللي كانوا مانحينا إياها السادة الإقطاعيين؟ وأنو طلعنا ما منستاهل؟ أو مفكرين هيك عم يفرجونا عيشتنا النكدة بلاهون. وأنهم هم وهم فقط من أخرج سورية من الظلام إلى النور؟ كأن مصدقين حالهون فعلاً. ياعمي… ما ألكون فكة ورح تسقطوا. وماحدا رح يترحم عليكن”.

وبدأت شركة الكهرباء بالإعلان عن جداول تقنين للمحافظات. ونشرت الصحيفة الإلكترونية “عكس السير” جدولاً يخص مدينة حلب وريفها:

عكس السير

كما تم الإعلان عن جدول لمحافظة دمشق. وتعلل الشركة التقنين “بإنخفاض درجات الحرارة وزيادة الأحمال بشكل مفاجئ، فقد تضطر الشركة العامة لكهرباء محافظة دمشق إلى تطبيق بعض التقنين في المناطق التابعة لها حسب التقسيم التالي وبمعدل لا يتجاوز الساعة يومياً”.

شركة كهرباء دمشق تعلن عن برنامج التقنين

وزارة الكهرباء لسيريانيوز: الإنقطاعات تقنين ليس إلا. وجداوله ستعلن قريباً

وكان مسؤول في قطاع الكهرباء قد صرح في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي أنه لن يكون هناك تقنيناً قريباً:

“أكد معاون وزير الكهرباء ومدير المؤسسة العامة لتوليد ونقل الطاقة الكهربائية في سورية هشام ماشفج أنه لا يوجد أي تقنين قريب للطاقة الكهربائية وأن الوزارة قامت ببرنامج صيانة لمحطات توليد الطاقة الكهربائية وتم الإنتهاء من صيانة عدد منها وتنتهي الصيانة لكامل المحطات مع نهاية شهر تشرين الثاني المقبل ويتم العمل بأقصى ما يمكن لإنجاز برامج الصيانة وكل هذا العمل يأتي ضمن التهيؤ والتجهيز لتأمين الطاقة في فصل الشتاء”.

الكهرباء السورية: التقنين ليس قريباً!

ويعاني السوق السوري من نقص فادح لمادة المازوت، حيث أن الناس بأمس الحاجة إليها في موسم الشتاء بشكل خاص للتدفئة. ويشارك حزب البعث في حملة لتوزيع هذه المادة. ونقرأ في الصحيفة الإلكترونية “تحت المجهر”:

“وجّه فرع الحزب في حلب إلى بدأ توزيع المازوت على العائلات وقام بتكليف الرفاق البعثيين بالإشراف على توزيع مادة المازوت للمنازل بمعدل 200 ليتر كدفعة أولى للأحياء الشعبية إعتباراً من اليوم الاثنين 14/11/2011”.

لكن ردود فعل الكثير من القراء على هذا الإعلان جاءت متحفظة. القارئ حسان يكتب معلقاً:

“كذب، اليوم رحت لا عند المختار لي التسجل في منطفة صلاح الدين قال وقفو التسجيل”.

وأحمد يقول:

“خلينا ننتظر الإصلاح اولاً بتوزيع المازوت ولكل المواطنين، بعتأد بدأ الإصلاح الحقيقي فالمازوت سيوفر لكل الموطنين يلي جنسيتهم سورية وطبعاً بالتقسيط المريح وسوف يتبعتر المواطن بالمازوت وطبعاً ليش مستعجلين ويلي ما بدو يتبعتر بالمازوت بهاد الموسم خليها لسنة القادمة وانا شخصياً ما بلزمني مازوت. المكيف انضف بكتير واوفر لان الكهربا ببلاش ههههههههه / سرقة / متل متل حرامية المؤسسات الحكومية”.

ومستخدم آخر يكتب معلقاً:

“للبعثيين فقط ولاقاربهم، المشكلة أنه كل لجنة بدها لجنة تشرف عليها ولجنة تشرف على اللجنة اللي عمتشرف على اللجنة الاولى ولجنة تتاكد من ان اللجان عمتشتغل صح ولجنة تفتيش على لجنة الإشراف وطبعاً كلهم لهم عائلات وجيران واصحاب ولازمهم مازوت فالكل بياخد مازوت بحجة الإشراف والتوزيع والتفتيش ونحن منموت من البرد… بس آه لو كنا بلجنة…ههه”.

احتجاجات في الجامعات

دعى “الأسبوع السوري” إلى حراك سلمي في الجامعات واقترح على الطلاب إرتداء الأسود يوم الأربعاء الماضي 16 تشرين الثاني/نوفمبر:

“الإستجابة لإرتداء الأسود في أربعاء الحرية للجامعات كانت متفاوتة. مثلاً في جامعة القلمون ارتدى الطلاب الأحرار الأسود ثم تطور الحراك لتظاهرة طلابية نتج عنها تدخل أمني مفرط وإعتقالات واسعة. الله يحمي الطلاب ويحرر الوطن. تذكروا بأن الأربعاء القادم في رزنامة الحرية مخصص للجامعات أيضاً”.

وعلى صفحة “تنسيقية الثورة السورية في الجامعات الخاصة” نقرأ تقريراً عن  ما حدث اليوم في جامعة القلمون الخاصة:
“قام الطلاب بارتداء اللون الأسود من الثياب واجتماعهم أمام كافتيريا الجامعة في تمام الساعة 11:30 قبل ظهر اليوم بعد وقوف دام ما يقارب الربع ساعة خرجت أصوات التكبير. وبدأت مظاهرة تحوي ما بين ال500 وال 700 طالب وطالبت بإسقاط النظام وتوجهت المظاهرة إلى حرم الجامعة الرئيسي وتبعها عدد من الطلاب الشبيحة في هذه الأثناء وصل الأمن إلى باب الجامعة الرئيسي وقاومه أمن الجامعة الخاص لكن الشبيحة أشهرت السلاح والروسيات وكان هناك 5 جيبات شبيحة بالعتاد الكامل و4 باصات قديمة (هوب هوب كبار) ممتلئة بالشبيحة ودخل باص 24 راكب ممتلئ بالشبيحة إلى أمام البهو العام وأخرج شوال من العصي والكنايات المكهربة ووزعها على الطلاب الشبيحة وقاموا بالهجوم على جميع الطلاب والطالبات المتواجدين في البهو وقد أصيب 4 طلاب بجروح بالرأس وأعتقل أكثر من 30 طالب من بعدها توجه الشبيحة إلى السكنات لإلقاء القبض وقتل من هم أصحاب الهمم في ثورتنا وأشهروا المسدسات وعصي الكهرباء. وقام الشبيحة بإعتقال الطلاب داخل المباني الجامعية وأخراجهم بالدور مع تفتيش الجوال والهوية”.

تنسيقية الثورة السورية في الجامعات الخاصة

شبيحة في جامعة قلمون

وعلى صفحة “مثقفون أحرار لسورية حرة” كتب الطالب في جامعة قلمون عبد المجيد عقيل عن ما شاهده في ذلك اليوم وتحدث عن 100 متظاهر:

(…) بدأ التجمع أمام باب كافيتيريا الجامعة، بعد دعوات لإرتداء الأسود حداداً على أرواح الشهداء منذ اليوم السابق، ويقال أن المتفق عليه سلفاً كان “دقيقة صمت” دون مظاهرة، لكن ملامح المظاهرة بدأت تظهر بسرعة. بعد عدة دقائق وصل أحد أعضاء إدارة الجامعة وقال “ادخلوا يا شباب ما بدي تجمعات”، فقال أحد الشباب المعتصمين: “تكبير”! وبدأت الهتافات “الله أكبر، الله أكبر”. اتجهت المظاهرة المؤلفة من حوالي 100 شخص، من باب كافيتيريا الجامعة، باتجاه مبنى الجامعة الرئيسي، وكانت الهتافات كالتالي: “لا إله إلا الله، والشهيد حبيب الله”، ومن ثم “اللي ما بيشارك، ما فيه ناموس”، ثم “الشعب يريد إسقاط النظام”، وأخيراً “أبو حافظ، يلعن روحك”. كانت المظاهرة في هذه الأثناء متبوعةً بمسيرة “كبيرة” تهتف في نفس الوقت: “بالروح، بالدم، نفديك يا بشار” ومن ثم “جاية الشبيحة”. المسيرة والمظاهرة كانتا قد تحولتا إلى كيان واحد، وهما في طريقهما إلى مبنى الجامعة.
حتى هذه النقطة، أدين شخصياً كل من خرج في المظاهرة، لأن فيها مخالفة لقوانين الجامعة أولاً، وهي التي كانت قد حلٌت الموضوع بشكل داخلي في آخر أسبوع دوام قبل عيد الأضحى، وحذرت بشكل علني على لوحة إعلاناتها وموقعها أن أي نشاط سياسي في الجامعة مستقبلاً هو أمر مخالف لقوانين الجامعة، وقد لا تستطيع إدارة الجامعة التعامل معه داخلياً كالمرة السابقة.

وثانياً لأن المظاهرة تخالف أبسط قواعد الديموقراطية، من حيث عددها، القليل جداً، نسبةً إلى عدد طلاب الجامعة، الذين كانوا ضد حدوث المظاهرة بأغلبية كاسحة، حتى المعارضين منهم، خوفاً من إدخال الجامعة في معمعة المشاكل السياسية، واحتمالية قيام إدارة الجامعة بإيقاف الدوام حتى إشعار آخر.

وثالثاً، لأن الشعارات المستخدمة في المظاهرة، كانت مستفزةً، وغير أخلاقية، ولا تعبر عن ثقافة طلبة جامعيين.

(…)”.

 

مثقفون أحرار لسورية حرة

وشهدت جامعات سورية أخرى مظاهرات طلابية في الأيام الماضية:

مظاهرة في كلية الهندسة الميكانيكية في دمشق

مظاهرة في كلية الإقتصاد في درعا

وتأسست صفحة على الفيسبوك ضمن حملة “روزنامة الحرية” تحمل الشعار التالي:

“جامعات بلا شبيحة: لن أحضر المحاضرات حتى يتم توفير الحماية”

وتدعو “لمقاطعة حضور المحاضرات في الجامعات السورية الحكومية والخاصة بعدما إنتهك الشبيحة حرمتها بشكل سافر في غياب الدولة التي تحمي المواطن والجامعة التي ترعى الطالب. لن نحضر للجامعات في وجود شبيحة يقمعون حرية التعبير ويعتدون على الطلاب ويرهبون الأساتذة ويكسرون المباني. لن نحضر للجامعات في وجود شبيحة يطلقون النار في ساحات الجامعة ويدنسون معاهد التعليم بأخلاقهم المنحطة. لو اضطر أحدنا للحضور لجامعته فسيحضر لكن باللباس الأسود فقط وسيسارع بالخروج من الجامعة بسرعة لأننا نريد جامعاتنا بلا شبيحة. لن نعود للجامعات حتى يحاسب كل من ساهم في الإعتداء على الطلاب وقاعات الدرس وحتى توفر الحماية الكاملة من الشبيحة داخل حرم الجامعة.

المادة 25 من دستور الجمهورية العربية السورية 1973 والمعدل بالقانون رقم 6 لعام 2000 تنص الفقرة الأولى: الحرية حق مقدس، وتكفل الدولة للمواطنين حريتهم الشخصية وتحافظ على كرامتهم وأمنهم”.

Tranquility Sh تعلق على الدعوة وتقول: “ربما يختلف الموضوع بين الجامعات الخاصة والعامة، كون الخاصة يهمها سمعتها من اجل التسويق… فقد يكون الإضراب مجدي. ولكن قطعاً ليس في الجامعات العامة!. هم يريدون منا أن نجلس في بيوتنا ونخاف منهم، وكي يرتاحوا منا… يجب ان نتواجد بالكلية كل يوم حتى نجننهم!”

 Bara’ Free-zi يعارض أيضاً فكرة مقاطعة المحاضرات: “عدم الحضور حالياً غير منطقي وسابق لأوانه! أما بالنسبة لطلب تطهير الجامعات من الشبيحة فهذا مستحيل… لأنو طبقة المثقفين طبقة مهمة ونظام غاشم متل يلي عنا ما حيعطيها حرية التحرك”.