استعراض لأبرز مناقشات وسائل الاعلام الاجتماعية 04-11-2011
الثورة السورية والإعلام
إحدى الشروط التي كانت قد فرضتها الحكومة السورية على الجامعة العربية للموافقة على المبادرة التي طرحتها هي “وقف الحرب الإعلامية ضد سوريا”. “الحرب الإعلامية”، المصطلح الذي تستعمله السلطة في دمشق، أو التغطية الإعلامية للحراك الشعبي في سوريا من قبل الفضائيات العربية والأجنبية تقع في محور اهتمام مستخدمي وسائل الإعلام الإجتماعية أيضاً. تكثر النقاشات حول تقييم هذه القناة أو تلك في مدى تركيزها على الحراك الشعبي في سورية. المدونة “المندسة السورية” تتناول تغطية قناة الجزيرة وتكتب تحت عنوان: “الجزيرة – مغرضة ومكترة”:
(…) لو نظرنا الى تغطية الجزيرة للثورات العربية، لوجدنا أن الكل بواد، وسوريا بواد، فهي تعاطت مع الشأن السوري، من وجهة نظر سياسية محضة، فكانت تصعد وتهدأ، وتختلف بإعطاء حيز الوقت لها، هذا ولن ننسى، تحاشي التغطية، في الفترة الاولى، سوى على سبيل شريط إخباري، وارجعوا الى الجزيرة نت، لتروا كم الهجوم عليها، لاهمالها الملف السوري، في شهر آذار. ثم انتقلت للتغطية، حفاظاً على سمعتها الصحفية، وخوفاً على رصيد متابعيها، الذين بدأوا بالتخلي عنها، لمتابعة الشأن السوري على غير محطة، فتداركت، ولكن بخجل.
(…) ولكن حتى اليوم، نرى أن تيرمومتر التغطية، ليس ثابت، يوم يكون لها اكبر وقت، ويوم تكون خبر ثاني، يوم إتصالات متعددة، ويوم مجرد اخبار سريعة، ونلاحظ أن مع كل مهلة رسمية، يأخذها النظام، من جهة دولية، تخف التغطية في بدايتها، ومع عدم إكتراث النظام بالوعد، ترتفع التغطية، وتبقى متأثرة بقرارات سياسية. ومع هذا، فهي تستحق الثناء، وحتى إن لم يكن موجّه للقناة بالعموم، ولكن لبعض المذيعين، والذين لا نجادل بأنهم يؤدون عملهم ضمن سياسة عامة للقناة، ولكن نرى في بعضهم التبني الواضح لثورة الشعب، كجمال ريان وغادة عويس، وحتى رولا ابراهيم او فيصل القاسم، رغم انهم سوريون، ولكن بقوا مستمرين، رغم التهديد، وعكس ما حصل مع البعض الآخر في العربية، مثلاً”.
أيهم العلبي يكتب في تعليقه بأنه يعتب على “الجزيرة” بسبب:
“قلة البروشورات التي تتكلم عن الثورة السورية على عكس التونسية والمصرية والليبية فمن منا ينسى (بن علي هرب بن علي هرب…) واحمد هرمنا التونسي ومن منا ينسى قول مبارك (لم أكن انوي الترشح…) وقول بن علي (نعم فهمتكم…) وقول القذافي (ايها الجرذان من انتم…) وخطابات عبدالله صالح المضحكة لكن اين بوشورات سوريا هنا يستحق الموقف الكثير من التساؤل والتعليق”.
أما المستخدم حلبي فيأخذ موقفاً متحفظاً من القناة التي تأسست قبل 15 سنة:
(…) كان واضحاً من بداية الأحداث أن الجزيرة تتحاشى تغطية ما يحدث في سوريا، وكان الساسة القطرييون يريدون مساعدة النظام في إخماد الإحتجاجات ولكن صلف النظام منعهم من ذلك، وأرى أن تغطية الجزيرة للأحداث كانت من باب الحفاظ على المهنية لا غير يعني مكرهاً أخاك لا بطل، وهي إذا اتبعت نهج قناة الدنيا كما أراد النظام لسقطت سقوطاً حراً في كل الوطن العربي ولحدث فيها إستقالات كبيرة، شأنها شأن حزب الله الذي خسر مؤيدين كثر له في الساحة العربية…”.
نور تشير إلى وعي المشاهد العربي بطريقة عمل الإعلام وتقول:
“بظن المواطن العربي صار بيعرف إنو في أخبار بينشروها العربية ما بتنشرها الجزيرة، وأخبار بتنشرها الجزيرة ما بتنشرها البي بي سي، وفي أخبار ما حدا بينشرها. مشان هيك بتلاقي المواطن العربي حاطط 4 قنوات إخبارية بقفا بعض، وبتلاقيه بالأخير ما بيصدق حدا ليخرطلو مشطو”.
وينصح مندس بيك المشاهدين بعدم المبالغة في تقييم التغطية الإعلامية:
“ما بعرف ليش صاير التيرموميتر تبع الثورة هوي عدد الدقائق تبع الملف السوري بالحصاد اليومي، لا كتير تركزو على هالقصة لأنو الإعلام دائماً بياخد بالشي الجديد وما بيحكي بالمكرر، تذكرو قديش تهمشت قصة اليمن وكانت تطلع بآخر النشرة بس لما رجع السفاح صالح (فاسد) عاليمين رجعت القصة للواجهة والتغطية المميزة، لازم نعتمد على الله وعلى أنفسنا فقط”.
ويشك إلياس إلياس بتعاطف قناة الجزيرة مع الثورة السورية ويوجه سؤالاً إلى المسؤولين في القناة على صفحة “لجان التنسيق المحلية”:
“أفهمونا لو سمحتم لماذا انتم مرعوبون من تناول الحدث السوري بشكل مفصل، كالحدث اليمني مثلاً؟ هل انتم مرعوبون من تشبيح ابواق النظام؟ لماذا يتم قطع الاتصالات مع الناشطين من حمص ودرعا والحراك حين يقومون بإعطاء معلومات تمس وجود خرق للحدود اللبنانية وقصف وإعتقال ودخول جيبات عسكرية لحزب الله؟ (…) بصراحة اجد أن الحيادية صارت رمادية وتشكيك غير مبرر ولا اظن ان الجزيرة كمؤسسة ليس لها القدرة على التحقق مما يجري، كيف؟ ببساطة لأنني أعرف أن الجزيرة لديها كتاب وساسة وعلاقات في سوريا يمكن سؤالهم بسؤال بسيط للتحقق مما يجري بدل الارتجاف والتردد والرمادية في التعاطي مع الخبر السوري، والخوف من عمل برومو خاص بالثورة السورية يدل على عدم ثقة بأن السوريون صنعوا ثورتهم وهم منتصرون حتماً. (…)
المذياع القاشوشي
“المذياع القاشوشي هو مشروع ثوري سوري، سهل التصنيع ورخيص الكلفة.المذياع القاشوشي هو مذياع يصدع بالحق وبصوت القاشوش رحمه الله ويلقي الرعب في قلوب القتلة من آل الأسد واعوانهم” هذا ما نراه في الفيديو الذي أعده شباب تنسيقية الثورة السورية في مدينة إدلب الذي يشرح بالتفصيل خطوة بعد خطوة كيفية صنع هذه الوسيلة من وسائل الكفاح السلمي.
لماذا المذياع القاشوشي؟ “تخيل نفسك تسير في إحدى مناطق دمشق المزدحمة، وفجأة تسمع صوت القاشوش يصدع في كل مكان، ولكن لا احد يعرف من اين؟ تخيل نفسك ترى الشبيحة والامن يتراكضون لأيجاد مصدر الصوت، ولكن دون جدوى، لذلك نشأت فكرة المذياع القاشوشي. تكلفة تصنيع رخيصة، وسهلة جدا. مستوى صوت عالي جداً، ومن المستحيل الحصول على نفس المستوى بهذا الحجم الصغير – طريقة جديدة للحراك الثوري السلمي – المذياع القاشوشي سيدخل الثقة في قلوب الفئة الصامتة، وسيزرع الرعب في قلوب الشبيحة ورجال الامن”.
وقد تم إستعمال “المذياع القاشوشي” في بعض أحياء دمشق.
ويقترح inahas فكرة أخرى لا تكلف شيئاً أيضاً:
“استعمل جهاز بث FM واوصله بجهاز MP3 وضعهما في جيبك وولف البث على اذاعة شعبية او مشهورة ثم تمشى بقرب محلات تجارية او في منطقة مزدحمة بالسيارات واستمع الى الاناشيد على مكبرات صوت المحلات او من قلب السيارات”.
ويقول مستخدم بأنه تم زرع هكذا مذياع في مديرية المالية في دمشق في بداية نوفمبر/تشرين الثاني. أما جابر فيعلق قائلاً: “ياليت يتم النشر لشباب المدن التي لم تتحرك بشكل قوي، ستساعدهم كثيراً على كسر حاجز الخوف والتخفيف عن المدن المحاصرة”.
تجربة المذياع القاشوشي في المزة
انتفاضة المرأة في العالم العربي
“حرية الفكر، حرية التعبير، حرية الاعتقاد، حرية التنقل، حرية الجسد، حرية اللباس، حرية السكن، حرية القرار، حرية الزواج، حق الطلاق، حق الاستقلال، حق التعلم، حق العمل، حق التصويت، حق الترشيح، حق الادارة، حق التملك، المساواة في حضانة الاولاد، المساواة في العمل، المساواة في المجتمع، الحماية ضد العنف الاسري…”.
هذا ما نقرأه في تعريف صفحة “انتفاضة المرأة في العالم العربي” التي تأسست آخر شهر أكتوبر/تشرين الثاني في الفيسبوك. كما أضافت القائمات على الصفحة “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان” كجزء أساسي من مطالبهن.
نقرأ على جدار الصفحة مواعيد تحركات في مختلف الدول العربية تخص الحريات والحقوق المذكورة في التعريف، مثل “مسيرة على الدراجات الهوائية وإعتصام لدعم قانون حماية المرأة من العنف الأسري” في بيروت في 19 من نوفمبر/تشرين الثاتي. يجمع المشتركات والمشتركين في الصفحة أخباراً وتقارير تتمحور حول مواضيع وشخصيات نسائية عربية مثل حوار مع الناشطة المصرية نوال السعداوي أو نيل الناشطة والصحفية التونسية سهام بن سدرين جائزة ابن رشد في ألمانيا. كما أنه من الممكن التعرف على حملات مدنية حقوقية مثل حق المرأة إعطاء جنسيتها لزوجها وأولادها. تعلق ناشطة على الجدار:
“أنا امرأة وأنا من لبنان. لا يحقّ لي أن أمنح جنسيتي لأحدٍ من أطفالي، لا يحميني أيُّ قانون من أذى يلحق بي. أنا ام…”.
المشكلة نفسها تعاني منها المرأة الأردنية التي تكافح بدورها من اجل الحصول على حق إعطاء جنسيتها إلى عائلتها.
وتكتب ناتالي دياب على جدار الصفحة:
“تعودنا أن نرى حقوق المرأة تحت سقف منخفض جداً: جدتي ماتت منذ عام واحد. كانت امرأة راضية، اذا قلنا ان الرضى هو عكس الغضب. لم تغضب ابداً في حياتها: لا عندما اخرجوها من المدرسة قبل ان تتعلمّ القراءة ليُعلّموا اخوها، ولا عندما زوّج والدها اختها لشاب لا تريده لينتقم من حبيبها، ولا عندما أُجْبِرَت بدورها على الزواج من جدّي. لم تغضب، لكنّها حزنت كثيراً، لدرجة ان فقدت شهيتها على الحياة، وكان ان اضطروا للفّ… شراشف تحت فستان عرسها ليناسبها مقاسه. لكنّها بعد ذلك تعودت على جدّي، ولم تُشكِّك أبداً في حكمة والدها”.
انتفاضة المرأة في العالم العربي
أسماء الشهداء وقصصهم
قتل منذ بداية الانتفاضة في سوريا في منتصف مارس/آذار أكثر من 4000 رجل وامرأة وطفل. هناك العديد من المبادرات في العالم الإفتراضي التي تعمل من أجل عدم دخول الذين يسقطون من أجل الحرية في عالم النسيان. مثال على ذلك المبادرة التي دعت إليها مجموعة “حركة شباب سورية المستقل” و مجموعة “معكـــم”:
“كل ما عليك فعله هو ارتداء تشيرت تنتمي لسوريا مع الامساك بورقة تحمل اسم أي شهيد من شهداء الثورة السورية، تأخذ الصورة و تنشرها على صفحة معكم أو ترسلها للايمل (…)”
وقامت المجموعتان بإنتاج فيديو لتوضيح الفعالية.
فيديو “يوم الحرية” يدعو إلى رفع اسم شهيد
ونرى على جدار صفحة “يوم الحرية السوري” في الفيسبوك العديد من الصور التي تظهر نساءً ورجالاً يحملون ورقة كُتب عليها إسم شهيد.
أما صفحة “الأسبوع السوري” فتدعو إلى:
“ننتظر منكم إذا كنتم تعرفون شهداء أن ترسلو لنا قصصهم بما لايتجاوز صفحة لكي لا ننساهم ولكي تكون قصصهم رسائل للحياديين والمؤيدين تقول لهم بأن الشهداء الذين ماتوا هم أبطال يستحقون الحياة والوطن بحاجتهم. (يمكن الإطلاع على قصة الشهيد البطل علي والشهيد البطل معن)، حيث سنقوم بتوزيع قصص الشهداء بعد فترة إذا وصلنا قصص جديدة”.
وقد أرسل أحد أصدقاء شهيد إلى “الأسبوع السوري” القصة التالية تم نشرها كما جاءت وتنتظر الصفحة المزيد من القصص كي لا ننساهم:
قضى طفولته بعيداً عن سوريا في إحدى الدول العربية يبحث والداه عن حياة كريمة. سنين البعد الطويلة لم تنسيه الوطن فلم يفكر للحظة سوى أنه سوري ولم يحلم سوى بسوريا أفضل، كانت أحلامه لا تملك حدود ودائماً يختار الأصعب ويحقق ما يريد مهما كان الثمن درس العمارة في الجامعة الدولية وكان في السنة الخامسة يحمل كتب ومحبة وأحلام بمشاريع كثيرة منها ما كان على مستوى بلدته الصغيرة الغرية ومنها ما كان على مستوى سوريا علمني الجرأة في إختيار أحلامي وعلمني أن أحب الوطن وأقنعني أن حبيبته الأولى سوريا وأن جميع الأحباب بعدها. في 29/4/2011 ذهب علي مسرعاً لبيت أخته وقبّل طفلتيها وركب الدراجة النارية وغادر شعرت أخته يومها أنه آخر وداع فركضت تندهه (علي استنى… علي الله يخليك استنى) لم يسمعها علي لأنه ابتعد اتخذ قراره… ومضى، (…) كان لي صديق بطل وصار لي صديق شهيد، لماذا قتلتم صديقي علي يا حماة الديار؟