أنقذوني من سماع الخطب الدينية!!

ثار مؤخرا على شبكة الفيس بوك، نقاش حاد بين السوريين حول خطب الوعظ الديني في الأماكن العامة .

انطلق النقاش عبر مجموعة أنشئت في أيار الماضي، تحت عنوان “هل أستطيع أن أركب الميكرو باص أو التاكسي بدون الإصغاء إلى الشيخ النابلسي؟“.
فكرة المجموعة طرحت تساؤلات صريحة حول مدى ازدياد شعبية الخطباء الدينيين مثل الشيخ أحمد راتب النابلسي في المجتمع السوري هذه الأيام.
الشيخ النابلسي، يدرس الشريعة الإسلامية في عدة معاهد وجامعات في سوريا، وهو شخصية دينيةتيحظى باحترام كبير في المجتمع السوري. خطبه متوفرة على سيديهات وعادة ما تبث على محطات تلفزيونية عربية وسورية وعلى محطات الراديو. وقد أصبح من الشائع جدا خاصة في دمشق، سماع محاضراته الدينية في وسائل النقل العامة.
أحد أسباب شعبية الشيخ النابلسي تعود إلى استخدامه اللغة المحكية وأسلوب الحكواتي البسيط للحديث حول الإسلام والأخلاق والمجتمع.
المسؤولون عن المجموعة على الفيس بوك، والتي استقطبت أكثر من 1000 عضو حتى الآن، قالوا أن مجموعتهم لا تهدف إلى الإساءة للمؤمنين، لكنهم فقط يدعون إلى “راحة البال” خلال استخدامهم لوسائل النقل العامة.
بعض التعليقات جادلت بأن الأماكن العامة يجب أن تكون حيادية وأن تضمن حق الأفراد بعدم الاستماع إلى خطب دينية إذا كانوا لا يرغبون بذلك. آخرون قالوا أن إجبار مستخدمي وسائل النقل العامة للاستماع إلى شيوخ الإسلام السني ينطوي على عدم احترام تجاه السوريين من أديان وأقليات أخرى كالمسيحيين والشيعة والعلويين.
تعليقات الأعضاء توزعت مابين نقاش محتوى خطب النابلسي و مكانة العلمانية في المجتمع وحريات الإفراد العامة.
بعض الأعضاء وصفوا الخطب بأنها مزعجة. “لن نسمح لأي شخص بإزعاجنا بأفكار متعصبة وتحليلات تعتمد على الأوهام وليس على العلم” كما قال أحدهم.
عضو آخر أضاف بسخرية أن الخطب الدينية باتت تشكل “تلوثا سمعيا” وأنها غدت “أكثر أذى من التهديدات البيئية”.
تعليقات عديدة اتهمت الشيخ النابلسي بالحط من حقوق المرأة. “حديثه كله ضد المرأة. النساء دائما مذنبات في رأيه. عبر أسلوبه البسيط في الحديث، فإنه يجتذب الناس ذوي العقول البسيطة”.
تعليقات أخرى قالت بأن رجال الدين لا يتعرضون أبدا لمواضيع تتعلق بالواقع اليوم الصعب للسوريين، مثل الفساد واختلاس الأموال العامة.
المجموعة أيضا، ضمت أشخاصا دافعوا على الخطب الدينية. “هذه المجموعة من شأنها أن تبذر الشقاق بين السوريين وتطبق أجندة خفية لبذر الكراهية والطائفية”.
في رد فعل على تلك المجموعة، قام مؤيدون للشيخ النابلسي بعمل مجموعات مضادة تدافع عن بث خطبه في وسائل النقل العامة. واحدة من تلك المجموعات أنشئت تحت عنوان “معا لسماع دروس الشيخ النابلسي ليلا ونهارا”، وقد ضمت حتى الآن نحو 350 عضوا.
التعليقات على صفحة المجموعة قالت أنها تهدف إلى الدفاع عن أفكار النابلسي ضد “أولئك الذين يدعون الحضارة”. بعض أعضاء المجموعة قالوا أن خطب النابلسي المتوازنة “ضمانة ضد التعصب والتشدد”.
“دروسه تحمل الحكمة وتصلح المجتمع…إنها تجلب السعادة إلى كل منزل” كما قال أحد الأعضاء.
انضم إلى المجموعة أيضا شخص عرف نفسه على أنه الدكتورة بثينة شعبان، مستشارة الرئيس لشؤون الإعلام والسياسة، لكن من غير المشاركة بأي تعليق.
يذكر أن النقاش الحامي بين المجموعتين جرت تغطيته من قبل وسائل الإعلام المحلية.