أطفال سوريون متسربون يعودون إلى مقاعد الدراسة
من غرف الترفيه التي أنشأتها حملة عيش الطفولة في خيمات النزوح تصوير خالد عبد الكريم
"بعد انتهاء الدوام داخل الغرف نقوم بجولات على أهالي الأطفال المتسربين، للحديث معهم عن وضع أطفالهم وأهمية مراقبتهم وتشجيعهم على العودة للدراسة من جديدة فهي الطريق الأفضل لتحقيق مستقبل أفضل لأطفالهم". "
نجح فريق حملة عيش الطفولة بإعادة عدد من الأطفال المتسربين إلى مقاعد الدراسة. ويأتي هذا الإنجاز بعد عمل استمر لأشهر ضمن مشروع الحد من نسبة تسرب الأطفال من المدارس داخل مخيمات النزوج في ريف إدلب الغربي.
أحمد (12 عاماً) عاد إلى لدراسة بعد انقطاع عامين. نزحت عائلة أحمد من قرية الكندة بعد تقدم الجيش السوري النظامي باتجاه ريف اللاذقية. ما أجبره على ترك المدرسة والعمل مع والده بجمع الحطب وبيعه لتوفير ما تحتاج أسرته من مال .
يقول أحمد: “سمعت رفاقي يتحدثون عن غرف الألعاب الموجودة بالمدرسة فقررت زيارتها. وبعد دخولي أول مرة أعجبتني الألعاب، وعدت مرة ثانية في اليوم الثاني إلى الغرفة، ثم أخبرت والدي أنني أريد العودة للمدرسة واللعب داخل الغرف وهو بدوره وافق” .
منذ ما يقارب الشهرين وأحمد يداوم بشكل منتظم في غرفة الألعاب حسب المشرفة خديجة حسينو والتي أضافت أنها تعمل مع أحمد وعدد من الطلاب المتسربين على مراجعة الحروف والمسائل الحسابية خلال فصل الصيف لتجهيزهم بشكل جيد ليكونوا قادرين على الإلتحاق بالمدرسة خلال العام الدراسي المقبل بالإضافة للنشاطات اليومية التي يقومون بها داخل غرف الألعاب .
من جهته يوسف (11 عاماً) عاد للدراسة بعد انقطاع 3 أعوام. يوسف كان يحب المدرسة كثيراً ولكن بسبب نزوح أسرته المستمر إلى أكثر من خمس قرى لم يكن قادر على الإلتزام بمدرسة. ولكن اليوم بعد أن استقر مع أسرته في مخيم الجبل فهو سيعود للمدرسة مع بداية العام الدراسي القادم. وهو اليوم يداوم في غرفة الألعاب الموجودة بالمدرسة للمشاركة باللعب مع أطفال المخيم. وتعلم عدد من القواعد الدراسية ليكون قادرا على دخول صف متقدم ولكي لا يجبر للعودة للدراسة من الصف الأول.
المشرفة خديجة حسينو تقول: “إن ما يتم تحقيقه من تقدم مع الأطفال بحملة عيش الطفولة بالإمكانيات الموجودة جيد جداً. خصوصاً مع التزام الأطفال بالدوام بالغرف وتفاعلهم من المشرفات”.
وتضيف حسينو: “بعد انتهاء الدوام داخل الغرف نقوم بجولات على أهالي الأطفال المتسربين، للحديث معهم عن وضع أطفالهم وأهمية مراقبتهم وتشجيعهم على العودة للدراسة من جديد فهي الطريق الأفضل لتحقيق مستقبل أفضل لأطفالهم”.
تجدر الإشارة إلى أن المشرفين داخل الغرف يستخدمون الألعاب التعليمية بهدف إدخال الفرح إلى قلوب الأطفال وتعليمهم في نفس الوقت، من خلال الأشكال الهندسية وتركيب الحروف وتحويلها إلى أسماء الحيوانات والألوان ليكون المرح طريقهم للعلم.
يذكر أن حملة عيش الطفولة أنشأت خمس غرف ألعاب داخل مدارس مخيمات النزوح في ريف إدلب الغربي واللاذقية، بهدف تشجيع الأطفال على العودة إلى المدرسة، والحد من نسبة التسرب المدرسي وتوفير مناخ مناسب للأطفال في المخيمات، لعيش طفولتهم بشكل سليم في ظل ظروف الحرب والنزوح.