وعاد رغم إصابته ليقود الدراجة والسيارة

من محاضرة الدكتور محمد صهيب مزنوق ضمن حملة إصابتي ليست عجزاً تصوير أبو عمر الحلبي

من محاضرة الدكتور محمد صهيب مزنوق ضمن حملة إصابتي ليست عجزاً تصوير أبو عمر الحلبي

"يقول أبا عمير: "ساعدتني الحملة ونشاطاتها على اجتياز حالتي النفسية، فأردت أن أنقل هذه الخبرة للآخرين". أيا عمير استطاع اخيراً العودة لقيادة الدراجات الهوائية والسيارات."

التحق أبا عمير بمركز المعالجة الفيزيائية في ترمانين وهناك سمع بحملة “إصابتي ليست عجزاً” التي تشرف عليها منظمة بلسم لإعادة دمج مصابي الحرب في الحياة الاجتماعية.
أبا عمير كان يعاني من حالة نفسية صعبة نتيجة كثرة البقاء في المنزل على حد قوله. أبا عمير شاب في الـ 22 من العمر يعيش في ريف حلب مع عائلته وأصدقائه. كان يبدأ صباحه كل يوم بالذهاب الى مدرسته والعودة الى المنزل.
شارك في المظاهرات السلمية في بداية الثورة السورية، ثم قرر التفرغ لمتابعة دراسته، إلا أن سوء الأحوال الاقتصادية وصعوبة تأمين العيش واستهداف قوى النظام المدارس بالقصف الجوي اضطرت أبا عمير لترك المدرسة والعمل.
قبل عشرة أيام من عيد الأضحى في العام 2014، صباحاً بدأت قوات النظام باستهداف البلدة بقذائف الهاون والمدفعيات والدبابات والبراميل والغارات الجوية تمهيداً لاقتحام القرية. خرج أبا عمير من منزله مسرعاُ لينقل أهله الى مكان آمن. ولكن سقطت بجانبه قذيفة هاون أدت إلى إصابته.
بعد يومين أفاق أبا عمير من غيبوبته وكان قد فقد يداً ولا يستطيع الحراك. وبدأت العمليات الجراحية الى أن تم نقله الى العلاج في تركيا. وبعد فحوصات طبية طويلة انتهت العملية ببتر جزء من اليد الأخرى. وبقي سنة بين سوريا وتركيا لإجراء العمليات الجراحية إلى أن استقرت حالته.
وتقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان عدد الضحايا المدنيين خلال الفترة بين آذار/مارس 2011 و آذار/مارس 2016، بـأكثر من 200 ألف ضحية.
وعند الحديث عن الضحايا يحضر دوما موضوع مصابي الحرب كأولوية تستدعي المتابعة، ومن هنا انطلقت حملة “إصابتي ليست عجزاً” خلال شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو 2018 في بلدات ترمانين والدانا وسرمدا في ريف ادلب.
وقد قامت منظمة بلسم خلال هذه الحملة بدعم الحالة النفسية للمصابين من خلال تنظيم جلسات توعية ومحاضرات قدمها أخصائيون في الدعم النفسي لمثل هذه الحالات، ونشاطات رياضية ومسابقات ترفيهية مثل شد حبل، شطرنج، رمي السهم والسباحة.
يقول أبا عمير: “ساعدتني الحملة ونشاطاتها على اجتياز حالتي النفسية، فأردت أن أنقل هذه الخبرة للآخرين”. أيا عمير استطاع اخيراً العودة لقيادة الدراجات الهوائية والسيارات.