ورشة لتدريب كبار السن في سوريا على نشاط منتج

نشاط يدوي للمسنين ضمن الحملة - تصوير ندى الخليل

نشاط يدوي للمسنين ضمن الحملة - تصوير ندى الخليل

"اعتاد المسنّون على تمضيى أيامهم من دون أي فائدة تذكر، رغم أن كثيرين منهم قد أمضوا حياة طويلة فيها تجارب وخبرات كثيرة. "

يعيش المسنون في دور الرعاية السورية حياة بائسة فارغة لا معنى لها. فقد اعتاد المسنّون على تمضيى أيامهم من دون أي فائدة تذكر، رغم أن كثيرين منهم قد أمضوا حياة طويلة فيها تجارب وخبرات كثيرة.
ولتغيير هذا الواقع أقام فريق “قلبك عَ كبيرك”، المختص بالدعم الاجتماعي والنفسي للمسنين أقام نشاطاً للأعمال اليدوية . انقسم خلاله المسنون في النشاط فريقين، فريقاً عمل على تدوير الأشياء التالفة مثل الأقراص الالكترونية القديمة وكرتون المحارم الفارغة وعبوات الماء وتزيينها لتصبح ذات فائدة، وفريقاً آخر فضّل حياكة الصوف وصنع أشياء يفضّلها.
بدأ النشاط باختيار كل مسنّ العمل الذي يرغب بالقيام به. عواطف (60 عاماً) اختارت عمل الصوف. فهي كثيراً ما كانت تصنع الملابس في فصل الشتاء لابنتها، وتفضّل العمل بسنارتين (تريكو)، كما أوضحت واختارت الألوان المفضلة لديها الأحمر والأبيض وبدأت بصنع سترة صوفية.
عواطف تحب حياكة الصوف، ولكنّها توقفت عنها عند وصولها إلى دار رعاية المسنين منذ خمس سنوات.
من جهتها تقول تركية (62 عاماً) : أحبّ هذه الأعمال فكنت أزيّن بها منزلي، وسُعِدت بهذا النشاط، والآن أستطيع ملء أوقات الفراغ الطويلة.
آية إحدى أعضاء فريق “قلبك ع كبيرك” تقول: “لم أجد صعوبة بالتعامل مع كبار السن. كل متطوّع تولى مهمة مساعدة أحد المسنين، كان التجاوب سريعاً ولديهم الرغبة في أن يعملوا بأنفسهم من دون مساعدة أحد”.
السيدة رتيبة (70 عاماً) كانت تقوم بهندسة الشكل الخارجي كي تظهر القطعة التي تصنعها بأجمل صورة.
حتى العم نظام (67 عاماً) كان لديه ملاحظات وأفكار جديدة كي يظهر عمله متقناً.
“الجميع كان متحمساً للعمل بشكل كبير، لم أتوقع درجة التركيز الكبيرة لدى المسنين. ” تقول المدربة مها، وتضيف: فكرة تدوير الأشياء التالفة وصناعة أشياء جميلة ذات فائدة وقيمة، بحد ذاته عمل يمكن اعتباره رسالة لكبار السن. فلا توجد هناك نهاية دوماً نستطيع أن نبدأ من جديد”.
وأوضحت مها أنه “من الممكن أن تكون البداية أجمل وذات قيمة وفائدة أكبر. بالإضافة إلى أنه بمجرد تعلّم طريقة العمل يمكنهم صناعة سلال أو مزهريات أو صناديق جميلة لوضع الهدايا وبيعها لتكون مورداً مادياً يستطيع المسنّ العيش منه وتوفير مستلزماته”.