ورشة تدريبية للتعامل مع كبار السن في سوريا

ورشة تدريبية للتعامل مع كبار السن - تصوير ندى الخليلفي سوريا

ورشة تدريبية للتعامل مع كبار السن - تصوير ندى الخليل

"أقام فريق "قلبك ع كبيرك" ورشة عمل بعنوان "كيفية التعامل مع كبار السن والتغييرات النفسية التي تصاحب التقدم في العمر"

ضمن حملة التوعية المجتمعية حول المواضيع النفسية والصحية والغذائية لدى كبار السن أقام فريق “قلبك ع كبيرك” ورشة عمل بعنوان “كيفية التعامل مع كبار السن والتغييرات النفسية التي تصاحب التقدم في العمر”.
استهدفت الورشة فئة الشباب، وتولّى التدريب الطبيبة النفسية لانا سعيد. خلال التدريب تمّ عرض ما يحدث خلال هذه المرحلة العمرية، من تناقص في القدرات الذهنية، وضعف في الذاكرة القريبة وتناقص القوة والصحة الجسدية، بالإضافة لتزايد الإصابة بالأمراض الحادة والمزمنة، وتناقص مرونة الأنسجة والجلد والقدرات السمعية والبصرية.
وتطرّقت سعيد لمفهوم “تناذر العش الفارغ”. وهي المراحل التي يمرّ بها كبار السن عندما يكبر أولادهم ويبدؤون بالاعتماد على أنفسهم بقصد الزواج أو الدراسة. وهذا يؤدي لشعور الشخص المسنّ بتناذر العش المفرّغ بمعنى أن البيت الذي كان يمتلئ بالضجيج أصبح الآن فارغاً، وخاصة تزامن ذلك مع فقد الشخص المسن عمله مما يؤدي للإحساس بعدم الأهمية وفقدان السيطرة.
طرح المشاركون في التدريب أكثر المشاكل التي يعاني منها كبار السن من أقربائهم إن كان الآباء أو الأجداد مثل الاكتئاب وغيره. وشرحت المدربة وسائل التخفيف منها. وتمّ التركيز على المشاعر التي تظهر عند كبار السن وكيفية التصرّف مع حالاتها.
ومن أبرز المشاكل الشعور بعدم الأهمية والفائدة بعد التوقف عن العمل. وأن الدور المؤثر والمشرف الذي كان يقوم به في الأسرة لم يعد موجوداً، وبالتالي خسر قيمته الاجتماعية والعائلية، فيخجل من طلب المساعدة أو أن يعترف بضعفه أو معاناته، تزداد حساسيته لأي كلمة أو تصرّف، ويزداد عناده بشكل كبير.
في هذه الحال من الضروري أن يتثقف المتعاملون معه بالمبادئ العامة لتعامل مع المسنّ، وضرورة تشجيعه على المشاركة المجتمعية، وحمايته من الانسحاب الاجتماعي، وهنا تبرز أهمية دور المجتمع في رعاية المسنين، بوضع استراتيجيات لتوفير خدمات صحية ومؤسسات توفر تلك الخدمات.
وخلال التدريب تم عرض تقرير قصير، حيث تقوم إحدى الجامعات بتركيب أجهزة لطلاب يدرسون طب أو تمريض يستشعرون معاناة كبار السن، يقوم الجهاز بإبطاء حركة الجسم بحيث تكون الاستجابة للمؤثرات الخارجية أبطأ، بالإضافة لتركيب نظارة لتخفيف النظر أو الغباشة على العينين. فهذه المعدات تعطيهم فرصة حقيقية لتجربة واقعية لبعض أبعاد حالة كبار السن، وذلك لتقريب الفكرة للحاضرين في الورشة وتسجيل ملاحظاتهم ومشاعرهم في التجربة.
وفي نهاية ورشة العمل تم تنظيم جدول بالتوصيات والتي تتلخّص في أن المكان الأفضل للمسنّ هو منزله. والتفاعل وسط أسرته وتفهمها ظروف حياته وتقديرها له. والعيش مع الناس الذي قدّم حياته من أجلهم، لإحاطته بالمحبة والجو الاجتماعي الدافئ والداعم ما يحسّن حالته النفسية والجسدية.
ومن الضروري التذكر أن هذا الشخص الذي تتعامل معه، وهو الآن ضعيف، كان في مرحلة ما أقوى منك، وأنت في المرحلة المقبلة ستصبح في وضعه تماماً، والتذكّر أن هذا الشخص هو سجل خبرات نامية ولك فائدة كبيرة إذا فعّلت تجاربه وتعلمت من خبراته، وهذا يتم باحترامه وحسن التعامل معه والتواصل اللائق والمحبّ…
وكان الفريق أقام ورشة تدريبية لبناء قدرات المتطوّعين لتأهيلهم قبل بدء التعامل مع المسنين. ويأتي ذلك ضمن سلسلة نشاطات تقيمها الحملة مع المسنّين. بالإضافة إلى مقالات تتحدّث عن الأمراض النفسية الأكثر شيوعاً عند كبار السنّ.
تجدر الإشارة إلى أن المتدربين تابعوا مقالات عدة تتحدث عن هذه الأمراض، مثل العته أو الخرف، اضطرابات النوم، الاكتئاب، طب الشيخوخة والتغذية الصحيحة لكبار السن، بداية من الأمور التي يجب التركيز عليها في برامج تغذية المسنين، وخطوات بسيطة لتحسين السلوك الغذائي، إلى جانب تغييرات فيزيولوجية ونصائح غذائية.