مكتب في تركيا لمساعدة أسر المعتقلين والمفقودين السوريين

لقاء في مكتب شعاع الامل خلال حملة مناصرة عام 2019 تحت عنوان الحقيقة والعدالة. بحضور ممثلين عن 90 عائلة تم التوقيع على بيان لمشاركته مع الفاعلين والمنظمات الدولية.

يتابع المكتب القانوني في مركز أمل للمناصرة والتعافي تقديم الشكاوى القانونية إلى الأمم المتحدة واللجنة الدولية لشؤون المفقودين، بالنيابة عن عشرات العائلات السورية التي نزحت إلى تركيا خوفاً على حياة أبنائها.

مركز أمل للمناصرة والتعافي، أحد المراكز التي تعنى بشؤون المعتقلين والمفقودين وأسرهم، من خلال نشاطات عديدة. تم تأسيس المركز في العام 2014، بجهود فردية من قبل المحامية أمل النعسان في مدينة أنطاكيا جنوب تركيا التي تضم عدداً كبير من الأسر السورية اللاجئة والتي يعاني قسم كبير منها من اعتقال أو فقدان أحد أفرادها.

 المحامية أمل تمارس المهنة منذ العام 2001. وتسعى للحصول على ترخيص رسمي لعملها ليتم ترخيصه والاعتراف به من قبل الجهات التركية. منذ العام 2017، قدّم مكتب شعاع الأمل الكثير من الخدمات للعديد من الأسر، بدأت بحملات المناصرة وصولاً إلى شرح الاآليات القانونية وكيفية اللجوء إلى محاكم دولية تناصر قضاياهم، وتحقق لهم العدالة ومحاسبة المجرمين الذين حرموهم من أقربائهم جراء الاعتقال. 

وتؤكد المحامية أمل النعسان أن عائلات المفقودين والمخفيين قسراً استفادت بشكل كبير من خلال المكتب القانوني في المركز الذي أسسته ويعاونها فيها عدد من النساء من عائلات المفقودين، اللواتي يعملن على تقديم الدعم القانوني لعائلات المفقودين والمخفيين من خلال جلسات رفع الوعي القانوني بحقوقهم وأيضاً، وتوثيق حالات الإختفاء القسري والمفقودين وفقاً للآليات الدولية. 

تضيف نعسان أن المركز ساهم بالعديد من حملات المناصرة دعماً لقضية المفقودين، منها حملة الحقيقة والعدالة التي شارك فيها اكثر من 120 عائلة. وتم التوقيع على بيان من قبل العائلات التي وجهت بياناً إلى الجهات الدولية الفاعلة والأمم المتحدة بالإضافة إلى نشر عدة مقالات لدعم قضية المفقودين وتسليط الضوء على معاناة العائلات، وخوفهم على مصير أحبتهم الذين لا يعرف مصيرهم إن كانوا أحياء أو أموات. وأغلب هؤلاء المعتقلين الذين تتابع أمل النعسان قضاياهم محتجزين في مراكز الاعتقال لدى النظام السوري أو لدى القوى الفاعلة في سوريا. 

يسعى المركز بالتعاون مع أسر الضحايا إلى إيصال القضية إلى الرأي العام عبر التعاون مع العديد من المواقع والصحف العربية والعالمية. وفي هذا لإطار كانت المقالات التي ظهرت في مواقع الكترونية منها انا انسان (كشف مصير المفقودين حق تتجاهله السلطة السورية)، موقع الحركة السياسية النسوية السورية (معاناة عائلات المفقودات والمفقودين في سوريا)، وموقع نينار برس (إحداث مكتبٍ لمناصرة المفقودين تحت اسم شعاع الأمل)، اللوموند الفرنسية (فيروس الصمت ) وقد تم نشره في العديد من المواقع والصحف الدولية والعربية منها، موقع ناشيونال (تقول العائلات إن الأسد يريد أن يموت المعتقلين بسبب فيروس كورونا) وقد نشر في عشرات المواقع الالكترونية والصحف الدولية والمحلية أيضاً. 

غرام عبد الحق لديها أخ معتقل واثنين من أعمامها إضافة إلى خالها وزوج عمتها. هي شابة في الثلاثين من عمرها من مدينة اللاذقية، تقول: قدم المكتب لنا كأسر ضحايا مساعدة كبيرة جداً. من خلاله تمكنت من معرفة مصير أحد أعمامي بعد أن كانت قد انقطعت أخباره منذ سنوات”.

 وتروي عبد الحق التي أصبحت من عائلة المزكز “أن المكتب يقدم للعائلات خدمات التواصل والتشبيك مع المعتقلين الخارجين من سجون النظام حديثاً”. وهي تمكّنت من معرفة مصير عمها ومكان اعتقاله من خلال أحد المعتقلين الخارجين من سجن حماة حديثاً. هذا الأمر يخفف من معاناة الأهل بشكل كبير، أيضاً من خلال تشارك قصصهم و استعادة الأحداث والعمل على مقاطعتها وأيضاً التوصل لطرق التفاوض أو حتى إطلاق سراح أحد المعتقلين. 

وتؤكد عبد الحق أن للمكتب دور كبير في إيصال أصوات هذه العائلات وقصصها للجهات القانونية والدولية. تمكنت عبد الحق من نشر قصتها على نطاق واسع وضمن صحف عالمية، كذلك استشبهت بصور أحد المفقودين من أسرتها بين صور قانون قيصر لكنها لم تستطع التأكد بشكل تام من هويته. وهي تسعى لتقديم شكاوى في المحاكم الدولية بعد تجميع كافة المعلومات حول المفقودين والمعتقلين من أسرتها، وأماكن تواجدهم. وهو الأمر الذي تعمل عليه في المكتب،  فهي تعتبر هذه القضية الأهم بالنسبة لها وستواصل عملها في المكتب كواحدة من النساء اللواتي يمثلن أسر الضحايا والمعتقلين .

يذكر أن مركز أمل للمناصرة والتعافي يقدم أيضاً الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني للنساء اللواتي تعرضن للعنف من داخل الاسرة وخارجها، ولنساء المعتقلين والمفقودين وأيضاً يعمل على تمكينهن اقتصادياً وسياسياً وقانونياً واجتماعياً وتعليمياً، من خلال اخضاعهن للعديد من الورشات والتدريبات بهدف إحداث تغيير في مكانة المرأة في المجتمع السوري. 

ويهدف المركز إلى أن تصبح المرأة السورية أكثر وعيًا  لحقوقها ودورها في المساهمة في بناء مجتمع قائم على حقوق الإنسان في ظل دولة مدنية مستقلة.