مكاتب لتمثيل النازحين في إدلب بحسب مناطقهم
مكتب الهيئة التابع لدمشق تصوير علي الدالاتي
مع تزايد الحاجة إلى مؤسسات لرعاية وتمثيل النازحين إلى إدلب ولدت فكرة مكاتب المهجرين لتكون عونا لهم في غربتهم. وتنتشر في إدلب عدة مكاتب على أساس المناطق، مثل هيئة دمشق وريفها، ومكتب مهجري الساحل ومكتب مهجري حلب.
ثائر حجازي (34 عاما) وهو من مهجري الغوطة الشرقية يقول: “من حيث الفكرة والهدف فإن إنشاء هذه المكاتب أمر سليم، وهي مبادرة جيدة لتنظيم أمور المهجرين، وتلبية احتياجاتهم في المناطق التي استقروا فيها بعد تهجيرهم”.
ويلفت حجازي إلى “أن بعض الذين قاموا بهذه المبادرات كانوا أعضاء في المجالس المحلية والتي كانت ممثلة للمهجرين. قاموا بتفعيل عمل هذه اللجان وهدفها تسيير أمور المهجرين وتلبية احتياجاتهم وتذليل العقبات التي تواجههم في مناطق سكنهم الجديد، وما بين المهجرين والمجتمع المضيف والتنسيق مع المجالس المحلية الموجودة وكانت مبادرة جيدة جداً”.
وينبه حجازي الى أن هناك عدة جوانب يجب مراعاتها لضمان استمرار هذه المكاتب. وخاصة بعد مرور فترة استقرار جزئي للمهجرين. يجب على المكاتب العمل على تطوير نفسها من خلال إيجاد بنية تنظيمية تربط مكاتب المهجرين ببعضها البعض وفق ضوابط وأسس علمية مع وضع نظام داخلي لها وصندوق شكاوى.
مسؤول العلاقات العامة في هيئة مهجري دمشق وریفها في الشمال السوريأبو حمزة الشامي (30عاماً) يقول: “نتيجة للكم الكبير من الناس الذين تهجروا إلى الشمال السوري، أنشأ أهالي كل منطقة من مناطق دمشق وريفها مكتباً لمهجري منطقتهم. وتم العمل على توحيد هذه المكاتب ضمن كيان واحد تحت مسمى مكتب مهجري دمشق وریفها”.
ويضيف الشامي: “تعمل الهيئة على المطالبة بحقوق المهجرين وتوفير الخدمات لهم بشكل عادل كما يعمل المكتب على تمثيل المهجرين في الداخل والخارج. وتتكون الهيئة من عدة فروع، وهي الإدارة العامة في مدينة إدلب وفرع في كل من مدينة معرة النعمان وأريحا والدانا ومعرة مصرين. وتضم الفروع
المكتب الاغاثي والمكتب التعليمي ومكتب الإحصاء والمكتب الإعلامي والمكتب الاجتماعي والمكتب الطبي”.
ومنذ تأسيسها تسعى الهيئة لتأمين السكن المجاني للعوائل المهجرة كونها من أكبر المشكلات التي تواجه النازحين. وتأمين فرص العمل والقيام بمشاريع صغيرة لتشغيلهم من خلال التشبيك والعلاقات مع المنظمات الإنسانية الموجودة في الشمال السوري. كما توجد علاقات تنسيق خدمي بين مكتب مهجري دمشق وريفها وباقي مكاتب المهجرين الموجودة في إدلب.
“بالنسبة للعلاقة مع المجالس المحلية فهي علاقة تعاونية تشاركية، للمساهمة في خدمة أهلنا المهجرين” يقول مدير مكتب مهجري حلب في مدينة إدلب أبو أحمد الحلبي ويضيف: بعد تهجيرنا من مدينة حلب نحو إدلب كان ضروريا إنشاء مكتب لمتابعة المهجرين بسبب أعدادهم الكبيرة، ولا توجد جهة ممثلة لهم وتهتم بأمورهم”.
ويتابع الحلبي: “اجتمع عدد من كبير من مهجري حلب وتم تشكيل مكتب مهجري حلب في إدلب لمتابعة شؤون المهجرين وكان البدء بعملية تنظيم المهجرين وإحصائهم وتقييم احتياجاتهم. وخاصة الفئات الاشد ضعفاً كالأرامل والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة”.
ويشير الحلبي إلى أنه تم التواصل مع مهجري حلب في باقي المناطق لإنشاء جسم موحد لمهجري مدينة حلب، وحالياً العمل قائم في هذا الاتجاه. كما يتم التواصل مع المنظمات الإنسانية المتواجدة في المنطقة لمساعدة المهجرين من خلالها. وتم وضع مختار لإصدار الأوراق الثبوتية لمهجري حلب في مدينة إدلب كما يتم التنسيق مع مجلس مدينة حلب لتنظيم المهجرين على مستوى اكبر”.
من جهته رئيس المجلس المحلي لمدينة معرة النعمان بلال ذكرى (33 عاماً) يقول: “نحن كمجلس محلي لدينا ممثلين منتدبين عن مهجري كل منطقة. وهؤلاء المندوبين يشكّلون مكتب لتمثيل المهجرين وهم المسؤولين عن التواصل مع المجلس المحلي للتنسيق لأجل شمل المهجرين بالخدمات التي يقدمها”. ويعتبر ذكرى أنه تقع على عاتق هذه المكاتب مساعدة المجلس المحلي على اختيار العوائل المستحقة للمساعدات الإنسانية والإشراف على توزيع هذه المساعدات”. ويختم بوصف “هذه المكاتب بالـ”مهمة جداً ولها دور كبير في مساعدة المجالس المحلية لتقديم الخدمات للمهجرين”.
احمد طالب عضو مؤسس في مكتب مهجري الساحل في مدينة إدلب يقول: “تم إنشاء المكتب نتيجة حالة الفوضى التي يعيشها المهجرون. بسبب تهجيرنا بشكل عشوائي وليس دفعة واحدة كباقي المناطق وبعد استقرار عدد كبير في مدينة إدلب بدأت الحاجة لتشكيل كيان يمثل مهجري الساحل ويطالب بحقوقهم”.
ويتابع طالب: “حصل اجتماع لمهجري الساحل في مدينة إدلب وتم اختيار ممثلين عن المهجرين خلال الاجتماع، وتم إنشاء مكتب مهجري الساحل ليبدأ عمله بإحصاء كامل للمهجرين والتواصل مع المنظمات الإنسانية. وبدأت عمليات تنسيق خدمي بين مكتب مهجري الساحل وبين باقي المكاتب المهجرين الموجودين في إدلب. كما تم إنشاء داتا لمهجري الساحل في مدينة إدلب”.
السيد محمد بكور (40 عاما) وهو مهجر من مدينة حلب يقول: “المكتب يقوم بأعمال جيدة بالرغم من انه عمل تطوعي، يحاول المتطوعون تقديم أفضل ما لديهم في ظل الإمكانيات المتاحة لديهم. حيث قاموا بتنظيم أمور المهجرين وإنشاء إحصاء للمهجرين”.
غياث مالك (21 عاماً) وهو إعلامي مهجر من مدينة داريا إلى إدلب يصف فكرة إنشاء مكاتب للمهجرين بأنها “جميلة، ولكن من الأفضل أن تتوسع أكثر بحيث تشمل جميع أمور المهجرين وليس فقط الأمور الإغاثية والخدمية. وأهمية المكاتب اليوم تكمن في الحفاظ على بيانات المهجرين وتوثيق وقائعهَم الشخصية من زواج وطلاق أو وفاة وغيرها”.