مشروع لدرء خطر السيول عن مخيمات النازحين
بدء العمل لبناء السد لحماية المخيم
يرحّب النازحون السوريون في مخيم أطمة الحدودي بمشروع التأهب للسيول. ويأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من المشاريع تعمل عليها منظمة بنيان في إطار التعافي المبكر. ويتضمن المشروع عمليات تزفيت وتبحيص وقنوات مائية وفرق إنقاذ.
مشروع التأهب للسيول الذي أطلقته منظمة بنيانبدأ العمل عليه في 5 تموز/يوليو 2019. مدير المشروع أحمد قطان (29 عاماً) يتحدث لحكايات سوريا عن أهداف المشروع قائلاً: “يهدف المشروع بالدرجة الأولى لتخفيف مخاطر الفيضانات في منطقة أطمة، من خلال إصلاح المجاري المائية وتحسينها في سبيل دفع مخاطر السيول في الشتاء، وتحسين شبكة تصريف مياه الأمطار فالمخيم كان قد تضرر بشكل كبير خلال شتاء العام الماضي. وتحسين فرص وصول الخدمات الأساسية للعديد من قاطني المخيم”.
ويلفت قطان إلى أن “أبرز أنشطة المشروع تتجلى في تزفيت تسعة كيلو مترات من الطرق الرئيسية في مخيم أطمة عبر بناء طبقة إسفلت جديدة، إضافة لتبحيص كيلومترات من الطرق الفرعية داخل المخيم عبر بناء طبقة من الحصى. كما سيتم إنشاء أرصفة بجانب الطرقات التي سيتم إصلاحها”
ويوضح قطان “أن المشروع يتم تنفيذه ضمن نشاط المال مقابل العمل. كما سيتم أيضا تدريب ستة فرق شبابية من سكان المخيم للمساعدة في الاستجابة لمخاطر الفيضانات، فضلاً عن إعادة تأهيل 3 عبّارات مائية لضمان تصريف المياه وقت الفيضانات.
ويعتبر قطان أن من أبرز الصعوبات التي تواجه عمل المشروع تكمن في مدى إمكانية توفير المواد بنوعيات ممتازة في ظل الظروف الراهنة.وهو يعد بمشاريع مشابهة سيتم تنفيذها في المستقبل القريب بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)من أجل تزفيت الطرقات أيضا ضمن منطقة الدانا.
أبو حسام (45 عاماً) أحد المهجرين من الغوطة الشرقية، يقيم حاليا في مخيمات أطمة الحدودية يتحدث لحكايات سوريا عن معاناته مع شتاء العام الماضي بكلمات ممزوجة بحرقة ولوعة وعذاب: “لم يترك شتاء العام الماضي في ذاكرتي إلا صور وذكريات مريرة، لن أنسى ذلك اليوم الذي جرفت فيه السيول والعواصف خيمتي، تشردت مع أطفالي في العراء وسط البرد القارس”.
ويأمل أبو حسام بعدما سمع عن مشروع التأهب للسيول أن يكون المخيم في شتاء العام المقبل أفضل حالاً مما كان عليه في شتاء العام الماضي. عله يخفف من معاناته ومعاناة آلاف النازحين الذي يكابدون معاناة مضاعفة مع حلول فصل الشتاء والمنخفضات الجوية.
معظم مخيمات النازحين أقيمت في الأراضي الزراعية وأطرافها، مما يجعلها عرضة للانجراف والغرق نتيجة غياب الطرق المعبدة وشبكات الصرف الصحي التي تصرف مياه الأمطار.
الأرملة فاطمة المحاميد (39 عاماً) إحدى النازحات من ريف إدلب الشرقي إلى “مخيمات الشمال التي تفتقر إلى كل شيء ماعدا البرد والموت” حسب وصفها وهي التي لا تزال الحسرة بادية على وجهها بعدما فقدت طفلها الصغير رامي (9 أشهر) بعد تدهور حالته الصحية نتيجة البرد الشديد. غرقت خيمتها في السيول والفيضانات مع معظم خيام النازحين في الشتاء الماضي.
وعن مشروع التأهب للسيول تقول المحاميد: “لعلّ هذا المشروع يكون بادرة خير لنا وللكثير من الأسر النازحة، وأن يقينا ويقيهم خطر الفيضانات والسيول هذا العام. أتمنى أن لا تتكرر المأساة التي عشتها مع أي أسرة من الأسر النازحة”. وتدعو المحاميد الله أن لا يحل الشتاء هذا العام إلا وتكون قد فرجت الأحوال وتوقفت هذه الحرب اللعينة لتعود لمنزلها الذي هجرته منذ سنوات.
عضو المجلس المحلّي في ريف إدلي أبو فراس يقول لحكايات سوريا: “مع حلول فصل الشتاء وبداية هطول الأمطار تبدأ معاناة النازحين في مخيمات الشمال. معظم تلك المخيمات انقطعت عن محيطها بشكل تام أثناء هطول الأمطار، لسوء حالة الطريق الواصل بين المخيمات والطرق الرئيسية. اليوم ومع تبني منظمة بنيان لمشروع التأهب للسيول، سيكون الحال أفضل مما كان عليه خلال السنوات الماضية بإذن الله”.
ويناشد أبو فراس كافة المنظمات الإغاثية والإنسانية مد يد العون لهؤلاء النازحين. ويرحب بأي مبادرات مشابهة لمساعدة المجالس المحلية في تحمل مسؤولياتها تجاه هؤلاء النازحين لتخفيف بعضاً من معاناتهم وآلامهم اليومية التي يعيشونها.
وسط المعاناة المستمرة وآلام المعذبين في مخيمات النزوح بين الشمال والجنوب، تعيش كل خيمة ألمها ومعاناتها، ترسم وجوه الأطفال وكبار السن قصص العذاب المريرة في النزوح والغربة بعيداً عن الديار، في مكان لا يجدون فيه أقل مقومات الحياة والعيش بسلام دون برد أو خوف أو معاناة.