مدرسة لتعليم النساء قيادة السيارة في كفرنبل

الساحة المخصصة لتعليم قيادة السيارات في كفرنبل تصوير مصطفى جلل

الساحة المخصصة لتعليم قيادة السيارات في كفرنبل تصوير مصطفى جلل

"المشروع وجد تجاوباً وإقبالاً واسعاً على صعيد النساء، وقد بلغ عدد المسجلات أكثر من 50 سيدة حتى الآن. كما وجد المشروع تجاوباً ضعيفاً من قبل الرجال، وكانت هناك انتقادات كثيرة من قبلهم كون الفكرة جديدة وغير مسبوقة."

مصطفى جلل

استحدث مركز مزايا النسائي في كفرنبل مدرسة خاصة لتعليم السيدات قيادة السيارة. وفي ظل ما تشهده بعض المناطق من نفوذ لجماعات متشددة يبدو هذا الأمر صعب القبول، علماً أنه لم يحدث أي فعل عكسي لمنع المرأة من قيادة السيارة.
مديرة مركز مزايا نارمين السويد (29 عاماً) تقول: “يهدف المشروع إلى تعليم النساء في المناطق المحررة قيادة السيارة، كونها المدرسة الوحيدة الموجودة فيها، مدة المشروع 6 أشهر، ويحظى بدعم من منظمة كيمونيكس، ويتألف كادر العمل من 11 شخصاً”.
وتعتقد السويد أنه “يجب على المرأة تعلم أي شيء يرفع من مستواها على الصعيد المهني والتعليمي، وذلك لا يتعارض مع كونها ملتزمة بالأمور الأخلاقية والدينية، كونها هي الأساس في تربية الأجيال”.
وتضيف السويد: “اعتماد المرأة على ذاتها نظراُ للظروف الراهنة، فرض عليها أن تأخذ دور المعيل للأسرة بسبب غياب المعيل الرئيسي لأسباب عدة، منها الموت والاعتقال والسفر والهجرة والقتال. حيث وجدت نفسها مجبرة على العمل والانخراط في مجالات لم يسبق لها خوضها. ولا بد من تسهيل مشقات الحياة اليومية ومساعدتها لتكون قادرة على مواجهة كافة الصعوبات دون اللجوء والاعتماد على أحد”.
وتلفت السويد إلى “أن المشروع وجد تجاوباً وإقبالاً واسعاً على صعيد النساء، وقد بلغ عدد المسجلات أكثر من 50 سيدة حتى الآن. كما وجد المشروع تجاوباً ضعيفاً من قبل الرجال، وكانت هناك انتقادات كثيرة من قبلهم كون الفكرة جديدة وغير مسبوقة”.
وعن آلية العمل في المشروع تقول السويد: “تم التوقيع على مذكرة تفاهم وتعاون مع المجلس المحلي حصل بموجبها مركز مزايا على قطعة أرض من الأملاك العامة مساحتها 3 آلاف م2 ، تم تسويتها وتسييجها وتعبيد أرضها وهي في المراحل النهائية لتكون جاهزة لاستقبال السيدات اللواتي سجلن أسماءهن من أجل تعليمهن على قيادة السيارة”.
رئيسة مكتب المرأة في المجلس المحلي في كفرنبل أم أحمد (37 عاماً) تقول لـ “حكايات سوريا”: ” قدم المجلس تسهيلات للمشروع، وأثنى على هذه الفكرة لأنها تخدم تفعيل عمل مكتب المرأة في المجلس، لأن هذا المشروع يساهم في تأهيل المرأة لتستطيع النهوض بالمجتمع نحو الأفضل”.
وأضافت أم أحمد: “إن إنشاء مدرسة لتعليم النساء قيادة السيارة هو أمر جيد وضروري، لأن المرأة قد تحتاج أحياناً لقيادة السيارة، وخاصة في ظروف الحرب والقصف، كما اضطرت للخوض في مجالات مختلفة، أهلتها لتكون منتجة وسنداً لعائلتها وليست عبئاً”.
” تعلمت قيادة السيارة منذ أكثر من 20 عاماً، لم أقد السيارة إلا قليلاً، لكن تعلمي لقيادتها أفادني عندما قمت بإسعاف زوجي للمشفى حين تعرض لأزمة قلبية بعد منتصف الليل”. تقول أم وليد (46 عاماً).
غالية الرحال (43 عاماً) تقول: “مرت المرأة السورية عامة بظروف قاهرة وصعبة خلال الثورة ومجرياتها، اضطرت للقيام بالكثير من الأعمال من أجل تحمل أعباء المعيشة الصعبة، ووضعت نفسها في مواقف لا تحسد عليها، في مجتمع شرقي لا يرحم”.
وتضيف الرحال: “بالنسبة لمشروع مدرسة تعليم قيادة السيارات للمرأة في مدينة كفرنبل، تعتبر خطوة جريئة غير مسبوقة، خاصة في ظروف المجتمع الحالية حيث لا يمكن قبول هكذا نشاط في مثل هذه الأوضاع”.
وتتابع الرحال: “المرأة التي تتعلم قيادة السيارة لا تتعلمها من أجل الرفاهية، الحالات الطارئة في المنزل هي السبب الرئيسي، وخاصة في حال غياب من يستطيع القيادة”.
وتعتبر الرحال: “أن المدرسة تشكل إحدى طرق العلاج النفسي للمرأة، كما أنها تساعد في تقوية شخصية المرأة وتعطيها الثقة بنفسها أكثر، حيث أن المرأة التي تستطيع قيادة السيارة تكون قادرة على قيادة عائلتها، وتؤهلها لتكون فاعلة ومؤثرة في مجتمعها أو محيطها الذي تعيش فيه”.
يثنى رئيس المجلس المحلي في مدينة كفرنبل أحمد الحسني (31 عاماً) على مشروع تعليم قيادة السيارة للنساء، ويؤكد على أهمية مثل هذه المشاريع الخاصة بالمرأة. يقول الحسني: “مثل هذه المشاريع مهمة جداً، ترفع من شأن المرأة أكثر وأكثر، وتساعدها في اعتمادها على نفسها في تحمل مصاعب الحياة التي تعانيها، لأنها تحولت إلى رب أسرة في حالة غياب الزوج”.
وأكد الحسني على الاستعداد الكامل من قبل المجلس المحلي للتعاون مع مركز مزايا لإنجاح هذا المشروع، لأنه يعكس صورة جيدة لتطور وتقدم المرأة في كفرنبل وبقية المناطق المحررة.