قوة حراسة أهلية لحماية كفرنبل
منشور تشكيل قوة الحماية في كفرنبل
ليل حالك وقصف همجي لم يمنع شبان مدينة كفرنبل من القيام بمهمتهم التطوعية لحماية ممتلكاتهم.
سكان مدينة كفرنبل أطلقوا حملة تطوعية، ضمت فئة الشباب لحماية المدينة بعد نزوح الأهالي نتيجة الحملة الهمجية التي استهدفت المدينة، من قصف بالطائرات الحربية والصواريخ المتفجرة وشتى أنواع الأسلحة.
رئيس المجلس المحلي في مدينة كفرنبل هيثم الخطيب يتحدث لحكايات سوريا عن آلية عمل هذه الحملة ويقول: “نظراً لنزوح الأهالي وتركهم لمعظم ممتلكاتهم، بسبب صعوبة نقلها إلى مخيمات النزوح ولازدياد حالات النهب والسرقة. قمنا بحملة تطوعية في مدينة كفرنبل والمناطق المجاورة لتشكيل قوة حراسة شعبية من أهالي المدينة”.
ويوضح الخطيب: “أن مهمة هذه القوة هي حراسة الأملاك العامة والخاصة لأهالي المدينة، والمحافظة عليها ريثما يعود الأهالي إلى منازلهم. هذه القوة تتبع للمجلس المحلي ويتم تنسيق عملها مع كافة الجهات عن طريق المجلس. وهي حملة تطوعية ومجانية ولا تحظى بأي دعم يذكر”.
خالد العمر (37 عاماً) مسؤول إحدى الفرق الأمنية في المدينة يقول: “تعمل القوة منذ ما يقارب الشهر على توفير الأمن لأهالي المدينة والقرى المجاورة لها، ويتم تسيير دوريات حراسة يومية على مداخل ومخارج البلدة لحماية ممتلكات المدنيين من السرقة”
ويضيف العمر: “تراجعت عمليات السطو بشكل كبير بعد أن استشرت هذه الآفة في المدينة. كما تم إحباط الكثير منها والإشتباك مع اللصوص الذين بدورهم غالباً مسلحين، ما يعرض فرق الحراسة إلى مخاطر عديدة”. ويؤكد العمر أنالقوة مستمرة في حماية المدينة رغم كل الظروف فالواجب يفرض على عناصرها القيام بهكذا عمل”.
تعمل الفرق على حماية الممتلكات العامة مثل الأسلاك الكهربائية ومولدات المجلس المحلي وآلياته، خصوصاً بعد قيام بعض ضعاف النفوس بسرقة الأسلاك بعد تقطعها نتيجة الإستهدافات العشوائية مما استدعى تسيير دوريات أثناء القصف في الأماكن المستهدفة لحماية هذه الممتلكات وتأمينها.
رافع الأحمد رجل خمسيني يعرب عن سعادته لوجود مثل هذه المبادرات ويقول: “بارك الله بجهود هؤلاء الشباب الذين يخاطرون بأنفسهم من أجل حماية مدينتهم من السرقة. لم نعد نخشى على أرزاقنا وامتعتنا بعد تشكيل هذه الفرق الأمنية كما في السابق”.
وتابع الأحمد: “كان الإنفلات الأمني يساعد اللصوص الذين ينهبون أرزاق المدنيين، كما أجبرنا في الفترة الماضية على البقاء تحت القصف من أجل حماية أرزاقنا التي لا نستطيع أخذها معنا إلى مناطق النزوح. بسبب سوء الظروف وقلة الأماكن السكنية وندرتها أحياناً، مما يضطرنا إلى تركها في مدينتنا المنكوبة”.
من جهته لايخفي محمد العمور (38 عاماً) حزنه وأسفه على الحال التي وصل إليها حيث يقول: “ما يؤلمنا أكثر من نزوحنا وتشريدنا هو وجود مثل هؤلاء اللصوص بيننا، حيث يستغلون تهجير الناس ونزوحهم من منازلهم لتحقيق مآربهم في النهب والسرقة”.
ويدعو العمور الجهات المعنية والمسؤولة إلى إنزال أشد العقوبات بحقهم، مؤكدا أن آمال المدنيين تقع على الفرق الأمنية المتطوعة لإيقافهم عند حدهم وبما أن هذه الفرق هي من أبناء المدينة فلا شك بأنهم قادرون على تحمل المسؤولية وحماية المدينة وممتلكاتها العامة والخاصة.
وجدت الحملة إقبالاً كبيراً من الشباب. حيث تطوع أكثر من 65 شاباً بحسب المجلس المحلي في مدينة كفرنبل. ويتم تسيير دوريات على مدى 24 ساعة على كافة الأحياء والمداخل والمخارج وعدم تركها بدون حراسة لتجنب أستغلال اللصوص لأوقات محددة في السرقة.
محمد السويد (25 عاماً) أحد عناصر القوة الأمنية يقول لحكايات سوريا: “نعمل على حماية المدينة وممتلكاتها من أي سرقة أو تخريب أو إتلاف. نمتلك كافة الصلاحيات في التعامل مع أي شخص يحاول السرقة وإن اضطر الأمر لإطلاق النار بشكل مباشر. وفي حال ألقينا القبض على أحد السارقين يتم تسليمه إلى أقرب نقطة أمنية موجودة لتتم محاكمته”.
ويعرب السويد عن فرحه الشديد لكونه يساهم في حماية مدينته حيث يقول: “في ظل هذه الظروف الصعبة يجب على كل شخص أن يقدم كل ما يستطيع تقديمه. أنا وإن كنت أعرض نفسي للمخاطر ولكنني سعيد بهذه المخاطرة لأنني لم أكتف بالنظر بل أساهم في حماية أملاك أهلي وأخوتي وأبناء مدينتي فهم بأمس الحاجة إلي في هذه الظروف”. ،
ويضيف السويد: “نخرج كل يوم إلى أزقة المدينة، نشعر بألم الناس وتعبهم في جني أرزاقهم وأملاكهم. سنكون عند حسن ظن الناس بنا يكفيني دعائهم لنا”.
هذه الحملة هي الأبرز وقد لاقت إستحساناً كبيراً من الأهالي كونها تشعرهم ببعض الثقة والأمان الذي فقدوه نتيجة ما حل بمدينتهم وبيوتهم من قصف ودمار هائل في الممتلكات والبنى التحتية.
على الرغم من تعرض مدينة كفرنبل للنصيب الأكبر من القصف الهستيري والدمار، فهي لا تزال تضم أعداداً من الشباب الذين آثروا البقاء في مدينتهم لحمايتها رغم إستمرار القصف ونزوح الأهالي.